الاثنين، مارس 20، 2023

حكايات من زمن فات : " المصرى اليوم " حينما تحولت إلى " النبيذ اليوم " !

 عن سقطة المصري اليوم - التي كانت تتباهى بأن توزيعها يفوق الثلاثة الكبار مجتمعة (الاهرام ، الاخبار ، والجمهورية ) - التي اختل توازنها الصحفي ولقبت يومها ب " النبيذ اليوم " ومؤامرة استبعاد رئيس التحرير الأستاذ أنور الهواري الذي كان يكتب طلقات لا كلمات حملت عنوانا جريئًا باسم "إلى فرعون مصر"، في وقت كان أقرانه يكتبون عن " طشة الملوخية" التي حُرم منها الرئيس صاحب الضربة الجوية !

***************************************
كان ميلاد (المصري اليوم) مع فورة الحراك العام - وبروز الضغوط الخارجية التي زادت في أواخر عهد بوش الابن ولاحقه اوباما - إيذاناً بفجر عهد جديد من حرية الرأي التعبير "النسبي" والذى كان النظام ورجاله أذكياء للغاية حيث كانوا يستخدمون نظرية (حلة الضغط) كأنسب طريقة للتنفيس عن هموم ومعاناة المصريين بمنطق دعهم يثرثرون ونحن نفعل الصالح للبلد ! فالكبت قد يولد انفجار لا تتحمله البلاد والعباد. بينما غيرهم سد الاكسجين عن الجميع ! فكانت صفحة الراي يكتب فيها عمالقة الفكر والسياسة والأدب مثل جلال عامر ووحيد عبد المجيد وحسن نافعة ويحي حسين عبد الهادي والفاجومى وحسام بدراوي وحتى عبد المنعم أبو الفتوح وغيرهم !



تعود قصة نشر الاعلان في وقفة عرفات لعام 1425 هجرية الموافق 18 يناير 2005 ميلادية حيث صدم القراء بوجود إعلان للخمور في نفس صفحة تغطية مناسك الحج !



وقد استغلت " الأيادي الخفية " أن الوضع القانوني للإعلان عن الخمور في مصر يكتنفه بعض الغموض القانوني . فلا يوجد - وقتها - نص واضح يمنع وضع مثل هذه الاعلانات المستفزة لمشاعر المؤمنين، وهو ما دفع الهيئة العليا للجريدة ذائعة الصيت وقتها وهم صلاح دياب ونجيب ساويرس وهشام قاسم وأحمد بهجت وغيرهم لاتخاذ قرار النشر دون مراعاه للتوقيت أو احترام قدسية العشر الاوائل من ذي الحجة رغم رفض الهواري الشديد وتلويحه بالاستقالة لأنه شعر أو ربما تيقن أنه يجري توريطه وتشويه تاريخه المهني دون جريرة فقد كان في زيارة لإندونيسيا وقتها وهو ما مثل فرصة مواتية لتوجيه الضربة القاضية له .
وأمام هذا الغضب الجارف الذى فوجئ به الملاك ؛ أعرب مجلس إدارة “المصري اليوم” مضطراً وعلى الصفحة الاولى للجريدة عن “صدمته” وأسفه” بسبب المكان الذي وضع فيه الاعلان وفوق صورة للحج. وقال المجلس إنه أوقف المسؤولين عن الصفحة عن العمل وتم تحويلهم للتحقيق.
ورغم اعتذار الصحيفة عن المكان الذي نشر فيه الاعلان فإنها تمسكت بسياستها القائمة على قبول نشر مثل هذه الاعلانات التي يجيزها القانون المصري حسبما قالوا.!


يقول هشام قاسم الحقوقي البارز ونائب رئيس مجلس الادارة والعضو المنتدب لجريدة “المصري اليوم” حينها في تصريحات صحفية له أنه لا يعلم بمنع مثل هذه الاعلانات رغم وجود مستشار قانونى للجريدة ، والمح أن ردود الأفعال العنيفة مفاجأة تامة بالنسبة له. مشيرا إلى أن قانون الصحافة الصادر عام 1996 لا يذكر شيئا عن حظر نشر إعلانات الخمور.! وهو منطق يفتقد للكياسة والمراجعة والاعتذار عن هذه السقطة التي لا سابقة لها فى الوسط الصحفي .
واشتعلت الأحداث بسرعة داخل الجريدة فأراد "الهوارى" تعرية الاستبداد لا ترويضه وأن يطفئ النار المشتعلة بملابسه فقرر أن يكشف حقيقة الادارة امام الرأي العام ،فقام بإجراء تقرير فى الصفحة الاولى بعنوان ( المجلس الاعلى يوافق على ميثاق الشرف الصحفي – حظر اعلانات السجائر وكل ما يتعارض مع قيم ومبادئ المجتمع – د. سامى عبد العزيز : القيم الاخلاقية اقوى من القانون ... وادارات الصحف مطالبة بالالتزام بها ) وفى الصفحة الاخيرة نُشر اعلان الخمر وأسفله صورة للحجاج يسجدون لخالقهم في المزدلفة بمكة المكرمة أثناء تأدية مناسك الحج المعظم– فوضعت الإدارة في مأزق حقيقي أو كش ملك كما يقال في لعبة الشطرنج – ولم يتوقف الهوارى عن هذا الحد بل كتب مقالة متمثلة فى ردود افعال القراء تجاه نشر الاعلان وقال في نهاية مقالة ( اوافقكم جميعا الرأي واغفر لكم حدة غضبكم .. وحسبكم وحسبي الله ونعم الوكيل ) وسوف ننشر بعد غدا ردود افعال القراء بعد هذا الاعلان ، كما ورد بالنص فى مقال الاستاذ أنور الهوارى – والغريب في الامر ايضا أن نشرت الادرة اسفها عما حدث ، وهى في الاساس لم تراع القارئ في تمرير الإعلان نفسه محاولة التملص من المسئولية رغم أنه بغياب رئيس التحرير يتولى مهامه نائبه أو مدير التحرير لتكون السابقة الاولى في الصحافة المصرية التي تنشر إعلانا عن الخمر بفجاجة كنموذج للتخبط الإداري وظهور جبهات مختلفة من داخل نفس الجريدة ثم تلاها نفس التخبط بواقعة تلاسن الكاتب القدير فهمى هويدي بمقاله الممنوع فى الشروق ورد رئيس التحرير عليه الأستاذ عماد الدين حسين في مقال آخر بنفس الجريدة ثم جاءت إجازة الأستاذ فهمى الصيفية التي لم تنته منذ بضع سنوات حتى الآن ! وهو ما يستحق مقال آخر منفرد بذاته.
وانتهى الأمر باعتلاء الاستاذ مجدى الجلاد مدير التحرير التقليدي الذى لم يكن نجمه سطع وقتها لكرسي أستاذه رئيس التحرير بسرعة وهو ما رآه البعض اليد الخفية التي ربطت ما جري ولم تتوقف زلات الجلاد عن ذلك فقد تورط في الحياة الشخصية للمعارض البارز وقتها أيمن نور وتابع قضية خلافاته الزوجية مع المذيعة اللامعة جميلة اسماعيل حتى انه نشر قصة طلاقهما في صدر الصفحة الاولي وكأن الغلاف لمجلة " الكواكب " أو جريدة " مايو " المقبورة !
وفى أغسطس 2010 لم ينته الدرس فقد نشرت تحقيقاً مصوراً عن مصنع كسارة النبيذ في لبنان https://www.youtube.com/watch?v=viGbjSjO4lw وجهود تعتيق وتخزين وتجويد صناعة المشروبات الروحية المحرمة وللمصادفة كان المصور يدعى " أحمد رمضان " وهو ما أنفى أي صلة لي به 😃 فلم ازر لبنان من قبل ولا عداوة بيني وبين الجلاد و كل جلاد !
*** **** **** ******* *************
المراجع : مدونة الوسط الصحفي العربي لصاحبها الزميل الصحفي أشرف شحاتة ومؤسس شبكة الصحفيين العرب https://bit.ly/3uQB2YI
، من حكايات النخبة المصرية للدكتور خليل العنانى مشرف صفحة الرأي بالمصري اليوم وقتها ، جريدة الغد الأردنية

رسائل ودلالات سقوط قائمة "السقالات"

 

رسائل ودلالات سقوط قائمة "السقالات"

بقلم / أحمد خليفة (صحفي حر)

 

 


لم يكن فوز الصحفي الحقوقي خالد البلشي سهلاً أو عادياً بل كانت المفاجأة في رفض الميزانية وإحالتها للمجلس القادم تبعها سقوط أعضاء المجلس السابق الذين أطلق عليهم " قائمة السقالات " في إشارة إلى عمليات تجديد واجهة النقابة المستمرة منذ سنوات وتشويه منظرها بالسقالات الشاهقة ثم بالخيش الذي لا يتناسب مع مكانة قلعة الرأي والضمير ليصبح" البلشي" أول نقيب صحفيين في تاريخ مصر من خارج المؤسسات الصحفية القومية وكذلك للمفارقة  يرأس تحرير موقع محجوب – دون أن نعرف سبب أو جهة الحجب – مع غيره من مئات المواقع في سابقة لم تحدث من قبل في تاريخ الإعلام المصري على مر العصور!

مع فورة البهجة بالتغيير والانحياز لدماء مهنية جديدة يجب ألا نغفل أن ما حدث هو التصويت 'احتجاجي أو عقابي ' وليس أيدولوجي أو مسيس ، وكانت استجابة الجمعية العمومية كرهاً في زيد وليس حباً في عبيد! وأن سيطرة جهة واحدة على مفاصل الإعلام تصرفات من زمن الاتحاد الاشتراكي الذي ولي وأفل. لا تصلح لعصر الإعلام البديل ومواقع التواصل الاجتماعي المتعددة والفضاءات المفتوحة.

 وقد كان مسك الختام في الرقى البالغ والاحترام الشديد والحكمة والرشد بين المتنافسين الذي تمثل في تهنئة المرشح الذي لم يوفق للمرشح الفائز حرصاً على ديمومة العملية الديمقراطية واحترام إرادة الناخبين وهو ما يلقى مسئولية كبري على جميع الأعضاء المنتخبين بضرورة الفصل التام بين انتماءاتهم الايدولوجية وبين عملهم النقابي المهني ليكون الجميع على مسافة واحدة من كافة ألوان الطيف الصحفي

ومما ساعد على قلب الموازين خصوصاً مع ترشح البلشي في اللحظات الأخيرة بعد امتناع النقيب الأسبق يحي قلاش عن الترشح والذي يحظى باحترام بالغ بين أبناء صاحبة الجلالة:

: 1/ زيادة التركيز على الخدمات والأموال والبدلات مع إغفال تام لرمانة الميزان من حقوق والحريات حتى وصلت الدعاية لنمط سوقي دون احترام لتنوع الأفكار وبه شعرت الجماعة الصحفية بخطورة تحول الكيان الشامخ لنادى اجتماعي أو "شمسية وكرسي" لا تجمع تقابي متعدد قد يصل لكونه جماعة ضغط،

2/ الاستهتار بقوة التيار الثالث الذي يرفض الانبطاح والهوان كما يرفض أدلجة النقابة لأي تيار ولكنه اختار " أخف الضررين " كما يقال والذي  حسم أمره في اللحظات الأخيرة دون تأثير معتاد للعصبيات والقبليات التي نتمنى ألا نراها مرة أخري في قلعة الحريات وليكن الاختيار لأهل الكفاءة لا ذوي القربي  

3/ تسخير إعلام "المتحدة" لمرشح واحد رغم وجود أكثر من عشرة مرشحين لمنصب النقيب  أزعج حزب" الكنبة الصحفي" وحول بوصلتهم للضفة الأخرى بالإضافة  للإساءة المتعمدة لرموز العمل النقابي كيحيي قلاش النقيب الأسبق على تلفزيون الدولة من صحفي مغمور في عمر أبناءه لا يعرف له مقال متميز دون حساب أو اعتذار في وجود " ميري " نفسه فنجح اليسار في  اللعب على وتر الإقصاء وغياب الحياد والعدالة بعدم اتاحة الفرصة لمرشحهم  لعرض برنامجه في صحف وقنوات الدولة بل واستمرار حجب موقعه أشعل تعاطف جم معه فكانت السُلطة ومن حاول خدمتها و " التوجيب " معها كمن يحرز أهداف مجانية في مرماهم نتيجة الرهان الخاطئ على وعى الجمعية العمومية التي لا تشتري بوجبات بائسة من أبو شقرة !

4/ عدم رضا كتلة " الاهرام " الضخمة عن ترشيح نقيب من خارج المؤسسة والذي كان من المتعارف عليه أن يؤول المنصب للمؤسسة كما حدث على مر العصور فكان التأييد ضعيفاً رغم حشد الاوتوبيسات والوجبات والهدايا! وهو ما استغله الطرف الآخر الذى أجاد في اللعب على وتر " مظاليم المؤقتين" بالعمل على تعيينهم نتيجة توثق التعيينات في المؤسسات القومية منذ سنوات.

... بقي الإشادة بذكاء وبراجماتية من يدير المشهد الإعلامي وحسن إدراكه لأهمية فتح نوافذ هواء في هذا التوقيت العصيب وعدم التدخل الخشن وترك مساحات آمنة للنقابات لاستنشاق هواء التغيير والتجديد وهو تنفيس هام وضروري يمنع تدهور الأوضاع لما لا يحمد عقباه

 لكى تعود مهنة الصحافة أكثر قوة وتأثيرًا فلا بد من وجود الحريات والتنوع في المحتوى الصحفي وحساب المدعين والمتسلقين وإضافة العاملين بالمواقع الإلكترونية المرخصة للنقابة وإصدار قانون تداول المعلومات وإلغاء حبس الصحفيين والإفراج عنهم ووقف الحبس الاحتياطي فيما يخص قضايا النشر وتعديل مادة 12 التي تفرض قيودًا على التصوير الصحفي.  وزيادة البدل سنوياً دون ربطه بالرشي الانتخابية وكذلك رفع المعاشات، ودعم مشروع العلاج وتعجيل إنشاء مستشفى الصحفيين  وحل أزمة استمرار إغلاق الصحف الخاصة والمستقلة والحزبية  ومعالجة تردي الأوضاع المالية للمؤسسات الصحفية والصحفيين والتعسف الإداري الذى يشكو منه الكثير كل ذلك أدى إلى تراجع الصحافة الجادة وانتشار الصحافة الصفراء التي تركز على الإثارة الرخيصة و" الترافيك والتريند " مما أدى إلي مظالم كثيرة تهدد الصحفيين في أقواتهم بل وحياتهم، وليس أدل على ذلك من واقعة انتحار مدير تحرير جريدة الأهرام الصحفي المرحوم عماد الفقي داخل مؤسسته في سابقة لم تحدث من قبل في تاريخ صاحبة الجلالة ومر الحدث مرور الكرام !

... وأخيراً يجب على النقيب الجديد أن يوقن أن الرهان لم يكن على تياره ولا على شخصه بل هبوب نسمة من رياح يناير التي أحيت الأمل والكفاح في نفوس كل المصريين محفوظة في صدورهم وقلوبهم لحين التعبير عنها سلمياُ في صناديق حرة شفافة، ورسالة الناخبين بعلم الوصول للمسئولين هي وجود نقابات قوية ومجتمع مدنى حر عماد الجمهورية_الجديدة التي نسعى لها جميعاً .

 آمل ألا يكون "البلشي" صداميًا بل توافقياً و مرناً وأرجو ألا يتهور بعض المستشارين داخل دائرة القيادة السياسية -مهما حدث-فلا يُلغي البدل أو توضع النقابة تحت الحراسة فخطر ذاك التهور كبير ومفجع على الوطن ... تحيا مصر بلا حنجوريات فارغة أو دببة غشومه.، المجد لإرادة الناس .

كبسولات انتخابية

1-   *  شعار " صوتك أمانة " الذي التصق بمرشح رياضي خاسر شهير تحول لطرفة ساخرة " صوتك امانة لاستمرار تكفين النقابة "!

2-   *  بعد إعلان النتيجة همس أحدهم: اللهم ارزقنى ثبات وإصرار مرشح على منصب النقيب حصد الدورة السابقة خمسة أصوات وبالأمس قل العدد لأربعة أصوات! يا خسارة الزيارات، مدد يا أم هاشم مدد.

3-   *  حاوي المهنة: مرشح شاب كل إنجازاته ترويض الثعابين وكأنها نقابة العاملين بالسيرك القومي، الحمد لله انه لم يوفق وإلا لوجدنا أسود وفيلة على مدخل النقابة!

4-   *  أحد الفائزين نقابي مهني مخضرم لا يحتاج لخطأة المتكرر وهو حشد عصبيات الصعيد كل مرة وكأنها انتخابات مناطقية أو دائرة دوائر مجلس الشعب في " الصعيد الجواني" .

5-    * مرشح شاب شهير يجب أن يراجع حساباته ويبتعد عن رفاقه فقد أفل "بدر" نجوميته بفعل فاعل!

6-  *   إلى أحدهم: يا عزيزي: صوت الجميلات بصوت لا صوتين!

7-  *   الرمح أخطأ التصويب هذه المرة، هذا ما جنته يداك!

8-  *  قلت: غياب التمثيل النسائي خسارة كبيرة لتنوع المجلس وحيويته، فرد على أين درية شفيق ونعمات أحمد فؤاد وسهير القلماوي وحُسن شاه؟ إحداهن شعار حملتها مقتبسة من على "ظهر توكتوك" !

9-    * بعض الزملاء أمسك العصا من المنتصف، صمت تام أو مساندة خجولة للمرشح الموعود وحينما ظهرت النتيجة عكس توقعاتهم سارعوا بالدعم والتأييد والابتهاج بعودة المهنة لأبنائها، هؤلاء اكلة على كل الموائد، فالحداءة لا تلقى كتاكيت!

          *  بعض المقربين من المرشحين كالدببة التي قتلت صاحبها ورحم الله القائل اللهم اكفنى شر أصدقائي أما أعدائي فأنا كفيل بهم. والخيانات كانت من الداخل!

         *   بعض المواقع المستقلة الحديثة بإمكانيات قليلة وحماس شباب متقد إخلاص للمهنة غطت بحياد ومهنية كل لقاءات وندوات ومؤتمرات المرشحين لعرض أفكارهم  وبرامجهم على القارئ وبذلك أثبتت أن المواهب لا تنضب وأن العملة الجيدة تطرد العملة الرديئة، وأن صحافة الاثارة و" التريند " مآلها الزوال ،  في وقت غاب في الثلاثة الكبار (أخبار – أهرام – جمهورية ) رغم الإمكانيات الكبيرة التي كانت قادرة على خلق زخم إيجابي للشارع الصحفي بدلاً من تلميع وتملق ومسخ جوخ مرشحين معروفين و بسقوطهم المدوي خصم من رصيدهم التي قارب على التآكل والذوبان.

1          *  كنا في زمن يعلمونا أن الأستاذ الكبير عبد الوهاب مطاوع – رحمه الله – كان يخاطب قارئه بجملة بليغة: سيدى القارئ واليوم صرنا في زمن: سيدي المسئول ماذا أكتب وأقول حتى ترضي و أنول!

           *  رأيت فيما يراه النائم أن الحكومة رحبت بإرادة الصحفيين في بيان رسمي وهنأت فيه الفائزين كما فعلتها سابقاً أيام مجلس الأستاذ جلال عارف، بل دعت المجلس بكامله للقاء السيد رئيس الوزراء لمناقشة مشاكل السلطة الرابعة ثم قامت مؤسسة الرئاسة المشرفة على مائدة الحوار الوطني ببادرة طيبة ولافتة بدعوة النقيب الجديد للانضمام لطاولة الحوار المجتمعي مع غيره من النخب للمساهمة في وضع حلول وطنية لتحديات المرحلة الراهنة ثم استيقظت من نومى متذكراً أنى وصلت للرقم ثلاثة عشر!


المقال  منشوراً على (العربي اليوم ) https://tinyurl.com/8fzw9x6j


الأربعاء، فبراير 09، 2022

تهافت " مثقفو المارينز" ، سيد القمنى نموذجاً

 

الأسطورة والتراث .. في فكر سيد القمني


بقلم / أحمد خليفة

صحفي حر ، مختص بالتيار الديني المعاصر

قرأت الكثير من وعن مشروع القمني ولا أبالغ إن زعمت أن ذلك  منذ عشرين عاماً تقريباً وقد ناقشت خلالها مع غيري ومع المثقفين أطروحاته قبل ظهور ثورة مواقع التواصل والفضاء الأزرق وليس الهدف هو الشماتة في الموت أو الاجهاز على ميت لا يستطيع الذب عن نفسه وشرفه العلمي وقد أليت الصمت في هيبة الموت والسكوت فى جلال الفقد لولا منصات التنوير الفجائية التي اشتعلت بفقدان رائد التنوير وراهب العقلانية ورمز المعتزلة الجدد (وهو ما نبين عوار هذا الفقر الفكري هنا) و بعيداً عن الانشغال بمآله ومصيره مما لا يعنينا ولا يفيد الحقل الثقافي وبالتجاوز عن صفاته الشخصية التى تميل للإثارة والفبركة وادعاء البطولة والشجاعة بينما الاشتباك الفكري مع طرحه أولي وأفيد لمعرفة كينونة كتاباته ومدى ثرائها من ضحالتها مع التغاضي عن سوقيته وفحشه الذي يشبه جلسات المصاطب و" الغرز" !

: ضياع منهجية البحث العلمي لدى القمني

 نظرة سريعة على منهجه المادي الأسطوري الذى لا يؤمن فيه بغيبيات أو يقينيات نجد أنه: :

اتبع -حسب تعريف أنصاره- ما سماه [المنهج المادي التاريخي] و[المنهج الرياضي] في أبحاثه ودراساته، مع حشد المادة التي تتناسب والمنهجين معًا، وتصنيفها وتبويبها لتتلاءم مع الخطة والمنهجين، لتصبح نشازاً متفردًا بذاته تفرد به القمني في جل أعماله البحثية.

  فهو يقتنع ثم يستدل وليس العكس  !! 

وفي هذا الصدد يقول القمني: “

فمنهج الاستدلال الرياضي يبدأ بفرض الفروض لحل المشكلة الماثلة أمام الباحث، ومن ثم يأخذ بجمع المادة العلمية المتعلقة بهذه المشكلة بالذات من مصادرها ومراجعها لتشكل له مادة خام يدعم بها فروضه، ويستخدمها أيضًا كقرائن وبراهين على وجهة نظره التي يريد أن يصل إليها في البرهان، وهو عادة المنهج الذي استخدمه كأسلوب عرض للمادة المجموعة وإعادة ترتيب عناصرها حسب الأهداف المرصودة، ثم أعمد إلى المنهج المادي التاريخي الذي استخدمه كأسلوب عمل وفحص لمكونات النص وعلاقته بزمنه وبيئته واقتصاده وشكله المجتمعي ونطاقه السياسي .. إلخ، ثم أعمد إلى تفسير النصوص لتنطق بالمخفي وراءها من أحداث حدثت في واقع الأرض، وبعد حشد المادة يتم تصنيفها وترتيبها ليلحق كل منها بالأبواب المرصودة في خطة البحث” مقالة مطولة "للدكتور" سيد القمني بعنوان [درس في البحث العلمي وأخلاقياته] الحوار المتمدنالعدد: 2855 – 11/12/2009.
واعتبر القمني أن القرآن هو أكثر من مجرد كتاب ديني، وأنه يحق له دراسته من {منظور تاريخي}، باستخدام المعايير العلمية المستخدمة في اختصاصات أخرى . وأن هناك بعدان للقرآن، البعد الأول حقائق تتعامل مع أحداث تاريخية حدثت في التاريخ الإسلامي مثل غزوة بدر ومعركة أُحد وصراع اليهود مع المسلمين في يثرب وغيرها من الأحداث. وهناك بالإضافة إلى هذا الجانب التاريخي جانب روحي وميثولوجي {أسطوري} لم يحدث بصورة عملية فيزيائية وإنما يمكن اعتباره رموز وليس حقائق تاريخية،!! ، وأخيراً يرى القمني أن القرآن يجسد نصًا تاريخيًا ولا ضير من وضعه موضع مساءلة إصلاحية نقدية وإن هذا النقد الإصلاحي لا يمثل ردة أو استخفافًا بالقرآن حسب زعمه بل هو يراه: “اقتحامًا جريئًا وفذًا لإنارة منطقة حرص من سبقوه على أن تظل معتمة وبداية لثورة ثقافية تستلهم وتطور التراث العقلاني في الثقافة العربية الإسلامية ليلائم الإسلام احتياجات الثورة القادمة”. !! فالرجل يرى نفسه مارتن لوثر الدين الإسلامي بأدوات باليه وقدرات محدودة إن لم تكن معدومة
!!.

. *** **** ***** ******

وهذا ما يفسر سبب غضب وألم الكثيرين من طرحه الجاف الخشن الذى يصل للبذاءة والتسفل وهو بغريب على قاعات العلم وندوات الرأي والفكر ، فأنى له من رقى الجابري و فكر فؤاد زكريا و اجتهاد نصر حامد وثراء حسن حنفي ، فهؤلاء تختلف معهم ولكن تحترم عقولهم وطرحهم العلمي النبيل ، أما حاطب الليل فلا قيمة لتشغيباته الساذجة التي تنم عن هوس مرضي ، بل لا علم أو دراية ولا حتى تأدب ، ولا حاجة لأدعياء الحداثة والتنوير لاصباغ ثوب البطولة والقداسة على الأفاقين مزوري التاريخ بل ورسالة الدكتوراه ذاتها ( وقد اعترف بذلك فى مقالته الشهيرة رحلتي العلمية ) فهذا مما يخصم من رصيد مستقبل الثقافة فى مصر ويُعري سوءة التيار المدني ويجعله بلا رواد أو آباء عظام حتى انحدر بهم الحال للتواري خلف خيالات أحمد عبده ماهر وأوهام خالد منتصر وبذاءات القمني وتقية أحمد سعد زايد كتنوير عقلاني معاصر لا يقدم مشروعاً نهضوياً شاملاً ولا يجابه استبداد ، فقط يخاصم الأمة في هويتها ويعاديها في ثوابتها وقيمها ودستورها بدلاً من نشر رايات الحرية والديمقراطية والدفاع عن حقوق المهمشين وتطبيق العدالة الاجتماعية الغائبة للبروليتاريا الكادحة .. ، . .

فالمتابع لأطروحة الكاتب (سيد القمني) Sayed ElQemany يجدها حكايات وروايات ليست إلا اتهامات جوفاء بلهاء، يرددها كالببغاء كما هي عادته فى كتاباته المبتسرة؛ وقد تركز جُل حديثه عن نفي وجود أي نظام سياسي إسلامي، متهمًا كل من يؤمن ويدافع عن النظام السياسي الإسلامي بالخيانة للوطن! ليعرض بعدها إلى مقام النبي صلى الله عليه وسلم لينفي عنه بناء دولة ونظام حكم بل وزعم إدعائه النبوة لحفظ مقام قريش ونسبها الشريف بدعم من جده عبد المطلب ! وكذلك فعل مع الخلفاء الراشدين،مجيشًا أساليب التهكم والاستهزاء وتفريغ الأحكام، بعيدًا عن أدنى ما تفتضيه أصول البحث من قواعد، في ظاهرة تستحق الوقوف أمامها وبحثها بعناية، ورصد تبعاتها لكشف الأهداف المريبة( القريبة والبعيدة) لمثل هذه الأبواق التي تأتي مغلفة في قوالب بعيدة عن مراميها برداء قميص التنوير والعقلانية الزائفة حتى كرر وصف نفسه بالمعتزلي !! بينما مدرسة المعتزلة مدرسة فكرية إيمانية رصينة لم يعرف عنها فى أصولها الخمسة أى ميل لإلحاد أو مادية بل إن التوحيد عندهم أصل من أصول الدين وعماده....
*/ للاستزادة يُراجع: ١ – كتاب (العلمانيون ومركسة الإسلام الرد على سيد القمني) لمنصور أبو شافعي. ٢– كتاب (التنوير بالتزوير مساهمة في نقد علمية الخطاب العلمي الرد على سيد القمني، وخليل عبد الكريم، ورفعت السعيد) لمنصور أبو شافعي. ٣– (كشف حقيقة سيد القمني) لمحمد مصطفى. ٤– (الرد على فكر سيد القمني صاحب الدكتوراه المشتراة المزيفة المزعومة) ليوسف البدري. وغيرهم ممن رد على اطروحاته التي أغلبها مقتبس من أوهام المستشرقين القديمة والتي أكل عليها الدهر وشرب. ))

 …
*** **** ***

ومن سمات كتابات سيد القمني::

1. اجتزاء النصوص من سياقها اللغوي والتاريخي لتعبر عن حكم قطعي، على الرغم من أن هذه النصوص هي واحدة من روايات واجتهادات مثبتة تاريخيا، كما في حالة زواج الرسول عليه الصلاة والسلام من السيدة خديجة، والتي حاول قسرها على تفسير مضلل.

2. أنه اقترف عدة مغالطات تاريخية عندما اعتبر بتأثر القرآن بشعر أمية بن أبي الصلت، وهذا ما يخالف ما أثبته المؤلف تحليليا من أنه لا علاقة بين شعر أمية والقرآن.

3. أن هذه الكتابات كانت تستهدف أساسا تقويض أركان وقواعد أصول الفقه توطئة لإثبات انتهازية الإسلام وتناقض نصوصه في مواقفه من الآخر وقبوله بالتعددية، ولكنها (الكتابات) ارتكبت أخطاء منهجية عندما أهدرت الترتيب التاريخي لنزول القرآن لدى محاولاتها توثيق الخلاصات والاستنتاجات.

يثبت الباحث منصور أبو شافعي كما يثبت الأستاذ الدكتور إبراهيم عوض تورط القمني في أحط وأخس ما يمكن أن يقع فيه كاتب. لأنه يذكر الواقعة واسم المرجع فإذا رجعت إلى المرجع وجدته قد اختلق الواقعة أو غيرها. كما أنه بخسة فكرية لا تبارى يذكر من الروايات ما يؤيد تحيزاته واستنتاجاته ويهمل ما يهدم تخريفه. من ذلك ادعاءه أن الرسول صلى الله عليه وسلم تزوج "الأرملة الثرية" خديجة بنت خويلد" بعد خداع والدها وتغييبه عن الوعي (بالخمر) لانتزاع موافقته التي تنكر لها بمجرد استيقاظه. ووصل الأمر بالأب إلى حد التظاهر ضد هذا الزواج في شوارع مكة. وينسب الكذاب الواقعة للبداية والنهاية لابن كثير. فإذا رجعت له اكتشفت وفاة والد السيدة خديجة رضي الله عنها قبل زواجها من الرسول صلى الله عليه وسلم بأعوام خمسة!!

وفى الختام "الرجل" بين يديُ ربه وقد أفضي إلي ما قدم . فالله حسيبه ومآله لن يؤثر فينا ولا يعنينا ، ولكنه كشخصية عامة كتبه وأفكاره بين أيدينا حيّة إلى يوم الدين نقاشها أولى ونقد مشروعه وتبيان تدليسه وارتزاقه سُنه حسنة وحسنة جارية نطُهر بها ساحتنا الثقافية التى أصبح بعض نجومها "حلانجية" لا رواد تنوير وحداثة! فقد ولّي زمن السجالات الفكرية مع قامات مدنية شامخة مثل (أركون وأسد والجابري وحسن حنفى) وأصبحنا فى زمن مثقفي "المارينز" و بهلونات الحظيرة.


رحم الله اليسار المصري النبيل ورموزه الخالدة : محمود أمين العالم وأحمد نبيل الهلالي وأحمد عبد الله رزه
*******************************

(خاص لموقع العربي اليوم ،، 

 نشر هنا

https://elarabielyoum.com/show670462

الثلاثاء، أغسطس 24، 2021

 

«يوم أن ولدت مصر من جديد»،
هكذا وصف السيد Osama Saraya رئيس تحرير الأهرام - Al-Ahram الأسبق عيد ميلاد الرئيس مبارك بالعرس والآية لكل المصريين الشرفاء، حيث قال «وهو عرس للشرفاء الوطنيين يسترجعون فيه بكل التقدير مسيرة قائدنا، الذى أصبح لنا رمزاً وآية لجهودنا فى بناء مصر الحديثة فى كل المجالات»، وأسهب سرايا فى مدح الرئيس قائلاً «مبارك يقف معنا فى تصحيح أى أخطاء أو كوارث مثلما كان معنا عندما صححنا أوضاع الوطن من الهزيمة إلى النصر، ومن ضياع الأرض إلى استردادها، ومن تفكك الوطن عندما روعنا الإرهابيون والمتطرفون إلى تماسكه، فواجهناهم إلى أن صححوا أمورهم واسترد أغلبهم عقولهم»
______________________________________________________________________
. لم ينسَ مؤرخ الصحافة البارز " الدكتور إبراهيم عبده " أول أستاذ اكاديمى إعلامى متخصص فى كتابه المهم “ومن النفاق ما قتل” وهو يقدم للطبعة الثالثة من كتابه والتى صدرت عام 1983، أن يوجه رسالة إلى حسني مبارك الذي كان قد ترأس الجمهورية عقب اغتيال الرئيس السادات في حادث المنصة الشهير (أكتوبر/تشرين الأول 1981)، نصحه فيها بأن يكون رئيسا لكل المصريين، وألا يتحزَّب ولا يستجيب لمن يدعوه إلى التحزُّب أو رئاسة حزب، وأن يعلم أن الديمقراطية هي أكبر ضمانة للاستقرار، وأنسب بيئة للتنمية، وحذره من النفاق والمنافقين، حرصا على أُمته وحرصا على نظام حكمه ولكن مبارك لم يعرف عنه اهتماما بثقافة أو قراءة !
ثم يقول فى كتابه المرجع «صدقونى ما من أحد فى العالم يلقى هذا النفاق ويعيش وسط هذا الرياء ويقرأ ويسمع كل يوم وكل ساعة ولحظة أنه منزه ولا يخطئ، وأنه والأنبياء على قدم المساواة، وأن قوله لا يأتيه الباطل أبدا وأن فى مقدوره أن يرحم أو لا يرحم وأن فى استطاعته أن يرمى ببعض خصومه من رجال الدين فى السجون كالكلاب. ما من أحد فى العالم يحاط بكل هذا النفاق ويبقى على طبعه الأصيل، فلابد أن تغره الدنيا، ولا يقبل نقدا لسلطانه أو تصويبا لبيانه، فمن المسئول عن هذا كله؟، إنه النفاق الذى مهد لكل بلاء أصابنا أو أصاب السلطان».
_________________________________________________________________
الحمد لله وقتها لم يظهز من يناديه بغمزة عين ولامن يلقبه بالمسيح المخلص أو عزيز مصر أو يوسف هذا الزمان !


السبت، أبريل 17، 2021

المكارثية المصرية الجديدة .. النشأة والخطورة

 

المكارثية المصرية الجديدة .. النشأة والخطورة
بقلم / أحمد خليفة
مدون متخصص فى شئون الحركات الإسلامية 

13.png

is_this_tomorrow.jpg
لاشك أن طبيعة التكوين الثقافى للعقل العربي (والعقل المصرى جزء منه ) تميل لاحتكار الحقيقة والاستئثار بها نتيجة عقود من التجريف الثقافى المتواصلة وسيادة بروباجندا تعلى من قيم الشيفونية والانتصارات الزائفة (بدءاً من صيحات الاذاعى المخضرم " أحمد سعيد " فى صوت العرب معلناً اسقاط وتدمير ترسانة العدو وليس أخيراً بالصحاف العراقى وغيره الكثير ***

 

واهم من يعتقد أن هذه الحقبة البائسة انتهت فالنظم السياسية فى دول العالم الثالث تعتاش على تقسيم الناس لموالين وصالحين هم اتباعها وجنودها وهم الدببة التى تقتل صاحبها وبين معارضين خونة أصحاب أجندات فلا مكان لناصح أمين فى أتون المعارك الوهمية التى لا تنتهى رغم ان أكبر معركة هى الانتاج والتعمير وتطبيق العدالة الاجتماعية والمساواة بين المواطنين فى الحقوق والواجبات وصون كرامتهم هو لب النظم الديمقراطية وواجب الوقت
 ***
فعلى عقلاء الوطن أن يوأدوا (المكارثية المصرية ) التى تزدهر بقوة هذه الايام فقد أنشاها السيناتور الأمريكى " جوزيف مكارثى" وامتدت لعشر سنوات فقط من عام 1940 م وحتى 1950 م فقد اتهموا كل من يختلف معهم بالعمالة للشيوعية وهم من العلماء والشعراء والكتاب والروائيين والفنانين العظام مثل شارلى شابلن، وبريتولد بريخت، وآرثر ميلر، وجريجورى بيك، وهمفرى بوجارت، وفرانك سيناترا، وجيمس ستيوارت، وجين كيلى، وريتا هيورث، وآفا جاردنر، ودانى كاى، وغيرهم! ونعتهم بالانقياد للعدو الأزلى للولايات المتحدة وهو الاتحاد السوفيتى فأعدوا قوائم لكل من ينادى بالاصلاح ورفع المظالم توصمهم بالخيانة والعمالة للفكر الشيوعى الأحمر! .
وراح ضحيتها أكثر من مائتي شخص تم الزج بهم في السجون، فضلا عما يزيد على 10 آلاف تم طردهم من وظائفهم والتنكيل بهم وفق تهم ملفقة ومن هؤلاء مارتن لوثر كينغ وألبرت أينشتاين وآرثر ميللر وتشارلى تشابلن
 
فقد دلسوا على الشعب الامريكى وجعلوا (الوطنية) والوطن شماعة لنشر أفكارهم، فمن يؤمن بجميع أفكارهم هو وطني، ومن يختلف معهم هو دون شك عميل وخائن! اكتشف المجتمع الأمريكي خطورة الظاهرة لأنها كانت تقوده للفشل والانغلاق بل والاحتراب الأهلي، وسريعا وأدها. !
بل جرت محاكمة جوزف مكارثى أيضا بتهمة التزوير والفساد فانتهى مدمنا على تعاطى المخدرات ومات وهو لم يبلغ بعد عتبة الخمسين عاما.
 ***
انتشر فى مصر تيار يوزع صكوك الوطنية بهواه وينعت الرأى الآخر بالعمالة والخيانة ولا مانع بالاتهامات المعلبة بالانتماء للإخوان (حتى لو كان يساريا قحاً أو مسيحياً حتى)

98884449_1346934079030285_8347255187290718208_n.jpg

تحولت هذه الدوغما المسمومة إلى حالةٍ من الإرهاب الفكري، شملت كل مخالف، حتى لو كان الاختلاف مبنياً على أساسٍ واقعي، أو سندٍ قانوني، فالانتهاكات والتهديدات واجب وطنى إذا ما أبدى صاحب رأي أو فكر أي رفضٍ لِما يدور حوله ، بينما وصل بعضهم حد المطالبة بالإعدامات والمناداة بالتطهير والمحاكمة العسكرية لكل من يغرد خارج السرب أو يطالب بحقوق الأطباء فى حماية كاملة لهم ودعم لوجيستى وشعبى لهم كخط دفاع أول فى مواجهة عدو قاتل وفيرس لعين !
.***
يقول الكاتب الفرنسي “جوستاف لوبون” في كتاب (سيكولوجية الجماهير): “أما الذين لا يُشاطرون الجماهير إعجابهم بكلام الزعيم يعتبرونهم هُم الأعداء”، منطق جماهيري قديم لا يعرف غير الولاء المطلق للحاكم، ووَصْم كل مخالف لسياسته بالخيانة وعدم الوطنية، إن حرية الرأي ليست جريمة، والاختلاف في الرؤى والمواقف ليست دليل خيانة، بل إن الخيانة الحقيقية هي تجميل الفساد، وتبرير العدوان، والتنكّر لِما يَمُر به الوطن من أزماتٍ طاحنة وتضيق في الحريات، تحت ذرائع واهية، فالأنظمة المستبدّة تتفنّن في صناعة عدوٍ لها من أجل البقاء في شرعيتها الزائفة، والحفاظ على تماسكها والسيطرة على الجماهير، ويساعدهم في ذلك كافة الشرائح من كافة المجالات
 ***
لم يعلم هؤلاء الموتورون أن الإساءة للوطن الحقيقية أن تسمح لرأي واحد فقط! الإساءة الحقيقية للوطن أن تفقد الأصوات المحبة لتراب هذا الوطن! في وطننا الإساءة الحقيقية أن يعود الاتحاد الاشتراكى مرة أخرى كمنبر وحيد للتعبير عن الآراء وما عداه فهو عميل ! الاساءة الحقيقية للوطن أن تتكرر الهزائم والنكسات فى المجالات العسكرية والطبية والمجتمعية والاقتصادية  نتيجة غياب الشفافية وانعدادم المحاسبة وسيادة ثقافة القطيع فى التهليل والتطبيل والتعريض منذ عهد عبد الناصر وحتى يقضى الله أمراً كان مفعولاً ...
 ***
فالعقلية الاحادية (المكارثية) مقابل العقلية النقدية لا تقل خطورة عن الفكر التكفيرى الداعشي فهما وجهان قبيحان لعملة واحدة لو كنتم تعقلون .
**************************
الغلاف لمجلة هزلية يتحدث عن شبح سيادة الشيوعية في الولايات المتحدة وانتشار الخوف والفزع بين الناس من نيران الشيوعية