الأربعاء، يوليو 01، 2015

إلى روح " إبراهيم فرحات " .. نهر الخيرات


هذا المقال ليس بحث علمى كما سبق أن نشرنا فى هذه المساحة بل بحث عن المشترك الانسانى الذى كاد أن يضيع فى ظل الايام الكبيسة التى نحياها من ظلم وطغيان وشلالات الدماء التى لا تهدأ فى المنطقة العربية بأسرها ..


لم يسبق لى أن كتبت عن صديق رحل ... فقد فقدت  الكثير من الاحباب  ممن توفى أثناء ثورة يناير المجيدة وبعدها وبالقطع فرقت بيننا الاجتهادات السياسية حتى لم يخل بيت مصرى منها  .. ولا يبق من وجودنا فى هذه الدنيا الفانية إلا ذكرى إما عطرة أو غيرها     ، لروح ابراهيم فرحات -والذى كان نهراً للخيرات بحق-  هذه الكلمات والتى ننشرها من باب ذكر فضائل الموتى وربطاً على قلوب أسرته المحتسبة  وحثاًُ على نشر مآثرهم ونسال الله سبحانه وتعالى أن يباعد بيننا وبين الرياء كما باعد بين المشرق والمغرب :

(أعلم يا صديقي انك عاتب علىّ فلم أسال عنك فى محنتك ولكن يعلم ربى أنى لم أعلم بمعاناتك مع المرض الخبيث  إلا بعد ارتقائك .. ولعلك تقدّر أن الايام تلاهى والحياة مشاغل  ... رغم اننا لم نلتق إلا مرة واحدة عابرة ولكنها كانت كافية .. أن نلتقى فى بيوت الله وفى مجالس العلم نعمة من الله سبحانه وتعالى أن يكتب لها بها الختام وياله من صبر وجلد ومثابرة وكفاح حاربت به السرطان الخبيث أسال الله سبحانه وتعالى أن يكتبه لك فى موازينك ..لم تفارقنا بسمتك الجميلة ووجوهك البشوش وهدوءك الطاغى وتفانيك فى عمل الخير فلازالت ذكراك باقية منذ ست سنوات أو أكثر رغم أنه لقاء واحد  .. كتب الله لك القبول والمحبة فى أفئدة عباده حتى بدقائق معدودة من اللقاء فياله من فضل وكرم ونعمة ربانية !

الان  يا إبراهيم  علمت سر بّرك بوالدتنا السيدة الام العظيمة  الصابرة المحتسبة -والتى تشع كلماتها رقة وعطر الصبر وكمال معانى الاحتساب والتوكل على الله -  التى احتسبتك عند الله وقطعاً الله لا يضيع ودائعة والتى ربتك على الاحسان والفضل وعمل الخير وود الناس  ...من مزايا معرفتنا أنها غير مؤدلجة فلا يهمنى إلا أبراهيم صديقى الانسان بينما انتمائه الايدولوجى لا يعنينى كثيراً طالما الفطرة الانسانية سويّة وبخير.

 أعلم أن الأرواح المحبة لبعضها فى الله تتلاقى وتتآلف فحقاً بلغك أنها كانت أجمل والذ عُمرة شعرت بها وتذوقت حلاوتها حينما دعوت لك فى الطواف " اللهم فرح آل فرحات بما صبروا وارزقه مرافقة سيدنا "إبراهيم " – عليه السلام – فى جنات الفردوس الأعلى .. أسأل الله أن يجعل لك من اسمك نصيباً ..

عُمرة لروحك الطاهرة فى رمضان المبارك أقل ما نقدمه لمن تعلمنا منه الوفاء وحب مجالس العلم والتفانى فى عمل الخير بهدوء ودون ضجيج .. عسى الله أن يتقبل منا صالح الأعمال .. إنه ولى ذلك والقادر عليه ..

عَنْ أَنَسٍ ( أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: (( مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَمُوتُ فَيَشْهَدُ لَهُ أَرْبَعَةٌ أَهْلُ أَبْيَاتٍ مِنْ جِيرَانِهِ الْأَدْنَيْنَ إِلَّا قَالَ: قَدْ قَبِلْتُ فِيهِ عِلْمَكُمْ فِيهِ وَغَفَرْتُ لَهُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ))

يا طيبَ مـَـنْ رافقتُ مِــنْ رجُلٍ يـرْحمْهُ ربي كـــانَ أحــــــسَنَنا
عذباً صدوقاً صائماً ســمحاً جلْداً صبوراً قانـــــتاً حــــــــزِنا
عبْــقاً عــطـــوراً باسـِماً شَـرِفاً كيْســـاً فطـيناً للصالحاتِ رَنا
سَلـــماً لــِكُلّ الـــمؤمــــنينَ لهمْ مسْـتغفراً للهِ حـــــــــــيـــــثُ دنا
حرْباً عـلى الفسّاقِ يمْحقُهــم بالنورِ من بــــينِ الجــــبينِ سَنا
لله محْــزوني عــــليـــــــــكِ أيا خــــيرَ الرّفـاقِ النــّــاصِحينَ لنا
يُسكنْـــــكَ ربي جَنةً فرِحاً تحـــيا بها مستــــــنــعِماً بـــــهنا
تدعو لــنا اللهَ الغــفورَ بــــأنْ يغفرْ لنا نــــلـْـــقاكـموا بـــــِجَنا



نداء :  للإخوة المقيمين فى المملكة السعودية : يسّر الله لنا عزوجل أن نقيم ونرتزق  فى مهد القرآن ومنبع الرسالة وهذا فضل من الله عظيم ولأحبابنا ممن توفوا حق علينا فلما لا يكتفى الواحد منا بأداء الفرض ( عُمرة – حج)  مرة واحدة وينوى أن يكون ما تيسر له من فضل لإخوانه الأموات عسى أن تكون صدقة جارية لنا ولهم ..

اعتذار : اتقدم بخالص الاعتذار والأسف لأسرة الشهيد – بإذن الله – " د- طارق الغندور – والذى توفى فى سجون الظلمة الفجرة – حيث لم استطع عمل عمرة له فى رمضان الحالى كنت نويتها واستعديت لها نتيجة ظروف خارجة عن الإرادة فعسى أن يكتبها الله لنا أو يقوم أحد الفضلاء بتأديتها فى هذه الايام المفترجة عمن صورته -  وقد ارتقى  وبجواره اطفاله الصغار-  لا تفارق خيالنا الذى يئن  من مشاهد الظلم والجبروت والبطش وما الله بغافل عن فراعين الكنانة واذنابهم فعسى الله أن يبدلنا خيراً بصبرنا وثباتنا على الفطرة والانسانية التى لا تتبدل ..