كتب يوم الاثنين، يوليو 25، 2011
الدعوة هل تنفى طيبها أم خبثها ؟!
" د ।محمد حبيب يطوي صفحة علاقته بالإخوان ويعلن استقالته وانضمامه لحزب النهضة " تحت هذا العنوان خرجت علينا الصحف المصرية خلال الأيام الماضية لتعلن خروج الدكتور محمد حبيب " النائب الأول السابق للمرشد العام للإخوان المسلمين من التنظيم ليبدأ مرحلة جديدة من العمل في أحضان حزب " تحت التأسيس " يضم بعض القيادات المستقيلة من التنظيم على رأسهم الدكتور إبراهيم الزعفراني " عضو مجلس الشورى السابق بالجماعة "
استقبل البعض الخبر بنوع من الاندهاش لخروج مثل هذه الشخصية التي عملت للدعوة لأكثر من 40 عاماً حتى وصل إلى موقع الرجل الثاني في التنظيم ، وذهب البعض إلى الدعاء لنفسه بالثبات على الطريق وأن يجنبه الله هذا المصير .
هذا المشهد يطرح علينا بشدة جدلية خروج البعض من التنظيم، وهل يمثل هذا إنقساماً يضعف من البنية التنظيمية والدعوية، أم يمثل تنوعاً ومداً جديداً للحركة وللدعوة؟. دوافع الخروج ..
للإجابة على التساؤل السابق لابد من استعراض تاريخ الحركة الذي نجد فيه تنوعاً واختلافاً في أسباب الخروج من التنظيم، فأغلبها بني على مواقف فكرية أو نتيجة محنة أو بحثاً عن وسيلة أخرى.
الصنف الاول :اختلف مع الإخوان في التوجه واتفقوا معهم في الغاية، وهي إقامة دولة إسلامية، والعودة بالمجتمع إلى الإسلام، ولكنهم اختلفوا في الوسيلة والأداة التي يتغير بها المجتمع، مثل جماعة " شباب محمد "
الصنف الثانى: من اقتنع بالتحالف مع السلطة كوسيلة للدَّعوة، وعدم الصدام بها، واغتنام الفرصة التي تمنحه إياها من حيث إطلاق يده في وزارة معينة، ومن أبرز هؤلاء: الشيخ أحمد حسن الباقوري، والدكتور عبد العزيز كامل، فكلاهما تولى وزارة الأوقاف في عهد جمال عبد الناصر ، وبالفعل كانت للباقوري إنجازات قوية في وزارة الأوقاف، وكان له دور مع شباب الإخوان الذين عارض الأمن تعيينهم، كان من بينهم يوسف القرضاوي، وأحمد العسال
أمَّا الصنف الثالث هم من ترك الإخوان تجنباً للصدام، ففكر في أن ينأى بنفسه بعيداً عن هذا الخلاف مع السلطة وبحث عن ميدان للعمل، يخدم فيه الإسلام، بعيداً عن العمل التنظيمي في الإخوان، ومن هؤلاء البهي الخولي وأحمد رائف
أمَّا الصنف الرَّابع للخروج هو الضعف وعدم تحمّل آلام السجن بسبب ما لاقاه من التعذيب في السجن، أو من رأى أن وجوده في السجن ليس لصالح الدعوة كان من بين هؤلاء الشيخ صلاح أبو إسماعيل.
أمَّا الصنف الخامس وهو الذي كثر في أيامنا هذه في العديد من البلدان العربية والإسلامية وهو الخلاف في أسلوب إدارة الجماعة، وكان من بين هذا النوع في الماضي محمَّد الغزالي، وسيد سابق، وكان في التسعينات المهندس أبو العلا ماضي وعصام سلطان وعبد الستار المليجى ، وفي أيامنا هذه الدكتور محمَّد حبيب والدكتور عبد المنعم أبو الفتوح والدكتور إبراهيم الزعفراني ومختار نوح وهيثم أبو خليل وبعض الشباب الواعد اذكر منهم : اسامة دره - عبد المنعم محمود - اسلام لطفى - احمد سيد - نسرين القاضى وغيرهم ..
والنوع السَّادس والأخير هو ذلك النوع الذي ترك الإخوان تنظيمياً وليس فكرياً، فقد رأى أنَّه قد وصل إلى مرحلة أصبح فيها رمزاً للدعوة وأكبر من أن يختزل ويحجم في تنظيم من بين هؤلاء الشيخ يوسف القرضاوي وعمرو خالد وفتحى يكن
وفي أيامنا يخرج بعض الشباب من التنظيم إما لضعف مكوناتهم الفكرية وحماسهم ، أو لنرجسية وحب ظهور مبني على إندفاع غير محسوب، وربما لسبب أخر وهو الأغلب في ظني يعود إلى صعوبة استيعابهم وتوظيف طاقتهم بما يخدم مصالح الدَّعوة، وبما يساهم في تكوين وإثقال شخصية شباب الدعوة الذين سيصبحون قادة الحركة في المستقبل، فنظراً لعدم القدرة على استيعاب أفكار الشباب التي تتجدد وتنطلق في أيامنا بسرعة الصاروخ بسبب الثورة الإعلامية الكبرى، وتنوع الرؤى والمناهج في التعامل مع كثير من الأمور والوقائع، واختلاف الأحوال والظروف بين الماضي والحاضر، نسمع من حين لأخر خلافات بين شباب الحركة وبين القيادة، ولعلَّ ذلك يرجع في تقديري إلى ضعف الاستيعاب وسوء التوظيف، وفي الوقت نفسه، تسرّع البعض، وعدم دراسة الواقع بشكل صحيح، مع اختلاف النسبة .
البنا والتعامل مع الشباب
نجح الإمام البنا في حسن إدراة التعامل مع الشباب، فقد اعتمد في كثير من أمور الجماعة عليهم ، فذات مرَّة أرسل الإمام الشاب سعيد رمضان الطالب بكلية الحقوق ليحضر لقاء يمثل فيه جماعة الإخوان المسلمين، بحضور السنهوري باشا القانوني الكبير المعروف، وفوضه البنا ليكون متحدثا ومتصرفا باسم الإخوان، وفق ما اتفقوا عليه من أسس عامة، وما يطرأ عليه من أمور يحكم فيه فهمه للدَّعوة.
كما أرسل البنا الشيخ عبد المعز عبد الستار الشاب الذي لم يصل سنه الثلاثين عاما آنذاك، ليحضر مؤتمراً يخصّ القدس وقضية فلسطين، وجاءه بتقرير واف عن الأوضاع، فقال له: يا أستاذ بنا إسرائيل قائمة بكل أركانها، ولا ينقصها شيء سوى الإعلان، وكان ذلك سنة 1947م.
وقد قام الأزهري الشاب عبد المعز عبد الستار بموقف هيج بعض الساسة في دمشق، فقد تكلم كلاما ينصف الشيخ أمين الحسيني مفتي القدس، وقد كان مبعدا آنذاك عن فلسطين، ومع ذلك لم يلمه حسن البنا، بل خوله تماما ليتصرف .
الخروج من صف الدعوة ليس أمراً محموداً فهو يضيع فرضية العمل الجماعي ويفتت جهود الدعاة، إلاَّ أنَّ الأمر لا يصل إلى حدِّ التعامل مع الخارجين على أنه خروج من الملة وذات مرَّة ، خرج مجموعة من شباب الإخوان ثائرين على حسن البنا، وقاموا بتأسيس جماعة أخرى سموها: (شباب محمد)، فلم يكن من حسن البنا إلا أن ذهب إليهم مهنئا، واستأجروا مقرا لهم، احتاجوا فيه إلى أن يجمعوا تبرعات له، فكان الإيصال رقم (1) باسم حسن البنا!
التلمسانى الرجل الذى اجتمعت عليه القلوب
: كان الامام التلمسانى يصغى للشباب ((الثائر)) المتقد حماسة بل وتهوراً حينها مثل عبد المنعم أبو الفتوح وابراهيم الزعفرانى وعصام العريان وغيرهم ونحن نعلم ان فترة الشباب هى فترة الحماس والقوة وكثيراً ما كان يقول عندك حق يا عصام فى هذا ،وهو فى مثل عمر ابنه الصغير وله الكثير من المواقف التى ساهمت فى أن يكون هؤلاء الشباب اعمدة شامخة فى بناء الدعوة (لا يتسع المقال لذكرها) نتيجة حسن استيعابها وتوظيفهم بالطرق الملائمة لهم فكرياً واعطائهم الفرص للأبداع غير التقليدى دون كلل ...
الجماعة تنفى خبثها !!لعلَّ أبرز القضايا التي تعكس خللاً فكرياً هي التعامل مع الخارجين من التنظيم على أنه خروج من الإسلام فتسمع حين يخرج أحد العاملين بحقل الدعوة من التنظيم من يقول لك "نسأل الله الثبات- هداه الله - اشترى الدنيا بالاخرة - انما يأكل الذئب من الغنم القاصية ، إلخ " ومع الإقرار الكامل بأنَّ الخروج من صف الدعوة ليس أمراً محموداً فهو يضيع فرضية العمل الجماعي ويفتت جهود الدعاة، إلاَّ أنَّ الأمر لا يصل إلى حدِّ التعامل مع الخارجين على أنه خروج من الملة، بل تجد البعض يصدر أحكاماً متطرفة فيقول على من ترك التنظيم " إنَّ الجماعة تلفظ خبثها " فليس بالضرورة من ترك التنظيم وارتضى قطاراً أخر يدعو فيه إلى الله انه مخطئ، وليست غاية الدعاة الانضمام إلى تنظيم بل الأخير مجرد وسيلة للدعوة إلى الله تعالى ومعظم من اختلف مع الإخوان كان خلافاً في الإدارة ولم يكن خلافا فكريا أو عقائدياً، ولا يصح أن نساوي بين من خرج من الدَّعوة ليقدم الفائدة لها، وبين من خرج ليحقق مصالح ومآرب شخصية، بحيث انقلب على ما يحمله من فكر ورؤية ومنهج وفى النهاية الله وحده المطلع على القلوب وهو وحده المنوط بالتفتيش فيها
المنشقون!
ابن القرية والكتاب (مذكرات القرضاوي) الجزء الثاني ص 248.
الإخوان المسلمون أحداث صنعت التاريخ لمحمود عبد الحليم (3/150-155).
الإخوان والشباب .. الدعوة تنفي طيبها , عصام تليمة ، صحيفة المصريون الألكترونية , 25 يونيه 2009
استقبل البعض الخبر بنوع من الاندهاش لخروج مثل هذه الشخصية التي عملت للدعوة لأكثر من 40 عاماً حتى وصل إلى موقع الرجل الثاني في التنظيم ، وذهب البعض إلى الدعاء لنفسه بالثبات على الطريق وأن يجنبه الله هذا المصير .
هذا المشهد يطرح علينا بشدة جدلية خروج البعض من التنظيم، وهل يمثل هذا إنقساماً يضعف من البنية التنظيمية والدعوية، أم يمثل تنوعاً ومداً جديداً للحركة وللدعوة؟. دوافع الخروج ..
للإجابة على التساؤل السابق لابد من استعراض تاريخ الحركة الذي نجد فيه تنوعاً واختلافاً في أسباب الخروج من التنظيم، فأغلبها بني على مواقف فكرية أو نتيجة محنة أو بحثاً عن وسيلة أخرى.
الصنف الاول :اختلف مع الإخوان في التوجه واتفقوا معهم في الغاية، وهي إقامة دولة إسلامية، والعودة بالمجتمع إلى الإسلام، ولكنهم اختلفوا في الوسيلة والأداة التي يتغير بها المجتمع، مثل جماعة " شباب محمد "
الصنف الثانى: من اقتنع بالتحالف مع السلطة كوسيلة للدَّعوة، وعدم الصدام بها، واغتنام الفرصة التي تمنحه إياها من حيث إطلاق يده في وزارة معينة، ومن أبرز هؤلاء: الشيخ أحمد حسن الباقوري، والدكتور عبد العزيز كامل، فكلاهما تولى وزارة الأوقاف في عهد جمال عبد الناصر ، وبالفعل كانت للباقوري إنجازات قوية في وزارة الأوقاف، وكان له دور مع شباب الإخوان الذين عارض الأمن تعيينهم، كان من بينهم يوسف القرضاوي، وأحمد العسال
أمَّا الصنف الثالث هم من ترك الإخوان تجنباً للصدام، ففكر في أن ينأى بنفسه بعيداً عن هذا الخلاف مع السلطة وبحث عن ميدان للعمل، يخدم فيه الإسلام، بعيداً عن العمل التنظيمي في الإخوان، ومن هؤلاء البهي الخولي وأحمد رائف
أمَّا الصنف الرَّابع للخروج هو الضعف وعدم تحمّل آلام السجن بسبب ما لاقاه من التعذيب في السجن، أو من رأى أن وجوده في السجن ليس لصالح الدعوة كان من بين هؤلاء الشيخ صلاح أبو إسماعيل.
أمَّا الصنف الخامس وهو الذي كثر في أيامنا هذه في العديد من البلدان العربية والإسلامية وهو الخلاف في أسلوب إدارة الجماعة، وكان من بين هذا النوع في الماضي محمَّد الغزالي، وسيد سابق، وكان في التسعينات المهندس أبو العلا ماضي وعصام سلطان وعبد الستار المليجى ، وفي أيامنا هذه الدكتور محمَّد حبيب والدكتور عبد المنعم أبو الفتوح والدكتور إبراهيم الزعفراني ومختار نوح وهيثم أبو خليل وبعض الشباب الواعد اذكر منهم : اسامة دره - عبد المنعم محمود - اسلام لطفى - احمد سيد - نسرين القاضى وغيرهم ..
والنوع السَّادس والأخير هو ذلك النوع الذي ترك الإخوان تنظيمياً وليس فكرياً، فقد رأى أنَّه قد وصل إلى مرحلة أصبح فيها رمزاً للدعوة وأكبر من أن يختزل ويحجم في تنظيم من بين هؤلاء الشيخ يوسف القرضاوي وعمرو خالد وفتحى يكن
وفي أيامنا يخرج بعض الشباب من التنظيم إما لضعف مكوناتهم الفكرية وحماسهم ، أو لنرجسية وحب ظهور مبني على إندفاع غير محسوب، وربما لسبب أخر وهو الأغلب في ظني يعود إلى صعوبة استيعابهم وتوظيف طاقتهم بما يخدم مصالح الدَّعوة، وبما يساهم في تكوين وإثقال شخصية شباب الدعوة الذين سيصبحون قادة الحركة في المستقبل، فنظراً لعدم القدرة على استيعاب أفكار الشباب التي تتجدد وتنطلق في أيامنا بسرعة الصاروخ بسبب الثورة الإعلامية الكبرى، وتنوع الرؤى والمناهج في التعامل مع كثير من الأمور والوقائع، واختلاف الأحوال والظروف بين الماضي والحاضر، نسمع من حين لأخر خلافات بين شباب الحركة وبين القيادة، ولعلَّ ذلك يرجع في تقديري إلى ضعف الاستيعاب وسوء التوظيف، وفي الوقت نفسه، تسرّع البعض، وعدم دراسة الواقع بشكل صحيح، مع اختلاف النسبة .
البنا والتعامل مع الشباب
نجح الإمام البنا في حسن إدراة التعامل مع الشباب، فقد اعتمد في كثير من أمور الجماعة عليهم ، فذات مرَّة أرسل الإمام الشاب سعيد رمضان الطالب بكلية الحقوق ليحضر لقاء يمثل فيه جماعة الإخوان المسلمين، بحضور السنهوري باشا القانوني الكبير المعروف، وفوضه البنا ليكون متحدثا ومتصرفا باسم الإخوان، وفق ما اتفقوا عليه من أسس عامة، وما يطرأ عليه من أمور يحكم فيه فهمه للدَّعوة.
كما أرسل البنا الشيخ عبد المعز عبد الستار الشاب الذي لم يصل سنه الثلاثين عاما آنذاك، ليحضر مؤتمراً يخصّ القدس وقضية فلسطين، وجاءه بتقرير واف عن الأوضاع، فقال له: يا أستاذ بنا إسرائيل قائمة بكل أركانها، ولا ينقصها شيء سوى الإعلان، وكان ذلك سنة 1947م.
وقد قام الأزهري الشاب عبد المعز عبد الستار بموقف هيج بعض الساسة في دمشق، فقد تكلم كلاما ينصف الشيخ أمين الحسيني مفتي القدس، وقد كان مبعدا آنذاك عن فلسطين، ومع ذلك لم يلمه حسن البنا، بل خوله تماما ليتصرف .
الخروج من صف الدعوة ليس أمراً محموداً فهو يضيع فرضية العمل الجماعي ويفتت جهود الدعاة، إلاَّ أنَّ الأمر لا يصل إلى حدِّ التعامل مع الخارجين على أنه خروج من الملة وذات مرَّة ، خرج مجموعة من شباب الإخوان ثائرين على حسن البنا، وقاموا بتأسيس جماعة أخرى سموها: (شباب محمد)، فلم يكن من حسن البنا إلا أن ذهب إليهم مهنئا، واستأجروا مقرا لهم، احتاجوا فيه إلى أن يجمعوا تبرعات له، فكان الإيصال رقم (1) باسم حسن البنا!
التلمسانى الرجل الذى اجتمعت عليه القلوب
: كان الامام التلمسانى يصغى للشباب ((الثائر)) المتقد حماسة بل وتهوراً حينها مثل عبد المنعم أبو الفتوح وابراهيم الزعفرانى وعصام العريان وغيرهم ونحن نعلم ان فترة الشباب هى فترة الحماس والقوة وكثيراً ما كان يقول عندك حق يا عصام فى هذا ،وهو فى مثل عمر ابنه الصغير وله الكثير من المواقف التى ساهمت فى أن يكون هؤلاء الشباب اعمدة شامخة فى بناء الدعوة (لا يتسع المقال لذكرها) نتيجة حسن استيعابها وتوظيفهم بالطرق الملائمة لهم فكرياً واعطائهم الفرص للأبداع غير التقليدى دون كلل ...
الجماعة تنفى خبثها !!لعلَّ أبرز القضايا التي تعكس خللاً فكرياً هي التعامل مع الخارجين من التنظيم على أنه خروج من الإسلام فتسمع حين يخرج أحد العاملين بحقل الدعوة من التنظيم من يقول لك "نسأل الله الثبات- هداه الله - اشترى الدنيا بالاخرة - انما يأكل الذئب من الغنم القاصية ، إلخ " ومع الإقرار الكامل بأنَّ الخروج من صف الدعوة ليس أمراً محموداً فهو يضيع فرضية العمل الجماعي ويفتت جهود الدعاة، إلاَّ أنَّ الأمر لا يصل إلى حدِّ التعامل مع الخارجين على أنه خروج من الملة، بل تجد البعض يصدر أحكاماً متطرفة فيقول على من ترك التنظيم " إنَّ الجماعة تلفظ خبثها " فليس بالضرورة من ترك التنظيم وارتضى قطاراً أخر يدعو فيه إلى الله انه مخطئ، وليست غاية الدعاة الانضمام إلى تنظيم بل الأخير مجرد وسيلة للدعوة إلى الله تعالى ومعظم من اختلف مع الإخوان كان خلافاً في الإدارة ولم يكن خلافا فكريا أو عقائدياً، ولا يصح أن نساوي بين من خرج من الدَّعوة ليقدم الفائدة لها، وبين من خرج ليحقق مصالح ومآرب شخصية، بحيث انقلب على ما يحمله من فكر ورؤية ومنهج وفى النهاية الله وحده المطلع على القلوب وهو وحده المنوط بالتفتيش فيها
المنشقون!
للإستزادة :
ابن القرية والكتاب (مذكرات القرضاوي) الجزء الثاني ص 248.
الإخوان المسلمون أحداث صنعت التاريخ لمحمود عبد الحليم (3/150-155).
الإخوان والشباب .. الدعوة تنفي طيبها , عصام تليمة ، صحيفة المصريون الألكترونية , 25 يونيه 2009
الخارجون عن الإخوان..متى وكيف ولماذا، عصام تليمة
الخروج من التنظيم آفاق جديدة للدعوة .. محمد حسين
اتفق فى الكثير مما ورد بالمقال وانا شخصيا ارى ان الاخوان مقصرون فى عملية تطوير الجماعة وبناء الكوادر الجديدة كما انى اقول انى لست مع من خرج من الجماعة بحال وخاصة فى الفترة الاخيرة فمن عاش فى وسط الجماعة اكثر من عشرون عاما كيف له ان يتركها الان فلا اظن ان الجماعة ترتكب كبائر او تتعامل مع بعض القيادات بديكاتورية مثلا اظن ان الامر لا يتعدى خلاف فى وجهات النظر لا يتم اصلاح بالخروج من الدعوة بقدر انه يجب على الاخ ان يناضل من اجل اصلاح الجبهة الداخلية واختلف مع الكاتب فى مسالة ان خروج الاخ من الدعوة خروج من الاسلام فلا يقول هذا ابدا اخ عامل ربما تقال مزحة ممن لا علم لهم ولا فقه لكن كلنا نحفظ للاخوة مثل الدكتور الزعفرانى وابو الفتوح وحبيب قدرهم ولا نستطيع ان نتفوه بكلمة واحدة فى حقهم فهم قادتنا ونسال الله ان يعينهم وان يساهموا فى بناء النموذج الاسلامى اينما كانوا
ردحذفلكل البشر أخطاء ولكل الحركات البشرية أخطاء، وعندما تكون الحركات كبيرة فإن أخطاءها تكون كبيرة
ردحذفلن أخوض فى تفنيد بعض التفاصيل وما أوافق عليه وما أعترض عليه مما ذكر من الصحيح أو الخطأ ولكنى سأتكلم فى نقطة واحدة عامة وهو أن ما يسوءنى عموما عند ذكر الأخطاء وعند ذكر أخطاء جماعة الإخوان خصوصا (لمنزلتهم فى نفسى) أن أشعر أن الأخطاء يتم عرضها بالطريقة التى هى أقرب للإدانة وليس للنقد، فقط أتمنى ان يكون إحساسى خاطئا، وإذا كان خاطئا فالنقد البناء يقبله كل ذى لب من البشر.
اعترض بشدة على العنوان والمضمون وارى فيه دعوة خبيثة للانفلات من وحدة الجماعة( اى جماعةAhmed Mohamed Salama)
ردحذف