الثلاثاء، أكتوبر 02، 2012

عودة شكرى مصطفى ..متى، ولماذا ، وكيف؟

طالعتنا جريدة "الوفد" يوم الاحد الماضى الموافق 30 سبتمبر  2012 ميلادى بحوار مطول مع من وصف بانه "منظر التوحيد والجهاد فى سيناء"(1) الشيخ (أبو عاصم العزومى ) وكان العنوان صادماً ومخيفاً (مرسى كافر)!

ما بين الصدمة والشك والارتياب والتجاهل والتضخيم استقبل المصريون هذه التصريحات ولكن من المؤسف أن قلة ممن ينتمون للحركة الاسلامية اهتموا بالأمر ودرسوه وبينوه للناس حتى لا تختلط الامور


فما هوا لفكر الذى يحمله هذا الرجل وغيره، وكيف نشأ ؟ ، ولماذا الآن؟


كل هذا الأسئلة نحاول الاجابة عليها فى هذه الدراسة المختصرة


*نشاة فكر التكفير فى مصر:


يعتبر شكرى مصطفى هو المؤسس الحقيقى لفكر التكفير فى المجتمع المصرى فمن هو شكرى مصطفى؟



واحد ممن اعتقلوا مع "الإخوان" فى سجون عبد الناصر ابتداءاً من 65 وحتى وفاته ...لم يكن إخوانياً متشرباً الفكر الإخوانى الوسطى ولكنه كان متعاطفاً معهم حتى حدث له ولغيره ما حدث  من تعذيب وحشى دفعه للأيمان بان معذبيه ليسوا مسلمين بل كفاراً مرتدين ولا يمتوا للإسلام بصلة . كان شيخه فى بلورة هذه الافكار الشيخ على اسماعيل(2) شقيق الشيخ عبد الفتاح اسماعيل الذى اعدم مع الشهيد سيد قطب - رحم الله الجميع- .


اعتنق شكرى مصطفى فكراً يتطابق مع "الخوارج" فى معظم جزئياته  وكان ظهور هذا الفكر الجديد والدعوة إليه وافتتان الشباب المتحمس (المتهور) السبب الرئيسى فى تأليف الأستاذ حسن الهضيبى "المرشد الثانى للأخوان" - رحمه الله - لكتابه الأشهر {دعاة لا قضاة} فى محاولة لتحصين جماعة الاخوان من هذا الفكر الشاذ والخطير.


بعد خروج شكرى مصطفى من السجن أسس ((جمــاعــة المسلمــين)) والتى عرفت أعلامياً باسم ((جمــاعة التكفيـــر والهجــرة)(3) وتتركز منظومتهم الفكرية على عدة أسس :


1- اعتبار أن الألفاظ المعبرة عن سائر المعاصى كالظلم والفسق والسيئة ونحوها تعنى معنى واحد فقط وهو "الكفر المخرج من الملة" وبالتالى فكل من ارتكب مخالفة شرعية من هذه المخالفات وغيرها الواردة فى آيات القرآن الكريم والاحدايث النبوية فهو كافر كفر أكبر مخرج من ملة الاسلام.(4)

2- اعتبار أن الهجرة من دار الكفر (أى دولة لا تحكم بالشريعة) هى "واجب شرعى وحتمى" ولذلك سعوا للهجرة فى غياهب الجبال واعتزلوا المجتمع "الكافر".
3- آمنوا بفكرة " التوقـــف والتبيــن " وهى عدم الحكم على أى مسلم بكفر أو إيمان حتى يتبين كفره من إيمانه عبر عرض فكر جماعتهم عليه فإن وافق على فقد دخل الاسلام وإن أبى فقد أصبح كافراً .
4- الحكم بكفر من يتحاكم للقانون الوضعى أياً كان دافعه ولا يعتبرون فى ذلك استثناءات كحالات الإكراه أو الاضطرار أو الجهة بل يتمسكون بتكفير الكل ولا يفرقون بين القانون الوضعى المخالف للشريعة أو الموافق لها.

وبناءاً على أفكارهم هذه رفضوا علماء السلف وأقوالهم وكتبهم (5) بل وانتقوا من الاحاديث ما يؤيد مذهبهم وفسروا القرآن برايهم وفهمهم ورافضاو أى تفسير يخالفهم ولا يرتكزون على كتب تفسير ولا حديث ولا غيره بل العالم الأوحد بالنسبة لهم هو شكرى وحده .


ساهم بعض الدعاة فى التصدى لهذه الفرقة وكان من بينهم الشيخ الذهبى - رحمه الله- الذى انتقد فكرهم  فى إحدى الأمسيات فما كان منهم إلا ان خطفوه وساوموا الحكومة على بعض المطالب ثم اردوه قتيلاً مما ألب الرأى العام عليهم بشدة واعدم شكرى ليلة زيارة القدس وباعدامه تشرذمت الجماعة وبقى بها اعداد قليلة خاملة متفرقة.



*أفكار "العزومى" ومدى متطابقتها لأفكار شكرى مصطفى:




محمد خميس العزومى المكنى بابى عاصم يوصف بانه "منظر تنظيم التوحيد والجهاد " المتواجد فى سيناء ، لا يعرف بدقة عدد أتباعه ولكن مصادر فكره تتلخص فى :

- مجموعة التوحيد لابن تيمية وابن عبد الوهاب   - معالم على الطريق لسيد قطب   - ملة أبراهيم لابى محمد المقدسى  - العمدة فى إعداد العدة لعبد القادر عبد العزيز (سيد إمام الشريف ) المكنى بالدكتور فضل(6)

له بعض الكتب منها : التقية ضوابط وأحكام (قدم له الداعيان السلفيان أحمد فريد ووحيد عبد السلام بالى)   - أضواء على ضوابط وأحكام التوحيد   - أضواء على الحل الديمقراطى   - الديمقراطية وآلياتها بين الإخوان والسلفيين  - التوحيد وواقعنا المعاصر


ويلاحظ انها تدور فى فلك رفض الديمقراطية واعتبارها شركاً ووثناً يعبد من دون الله .


اعتقل أكثر من 4 مرات واتهم عام 2006 بتهمة " التنظير للسلفية الجهادية" بمصر


لا يوجد له كتب أو دراسات على المواقع الجهادية على شبكة الانترنت ولا يكاد يكون اسمه معروفاً لبعض الجهاديين ممن تواصلنا معهم .


*بعض آرائه  : (طبقاً لحواراته مع الوفد ومع عمرو اديب ومع ريهام السلهى فى برنامجيهما):
- يرى أن الجهاد فى افغانستان ضد الاتحاد السوفيتى السابق ساهم فى خلخلة التوازن العالمى وهو ما كان فى غير صالح الدعوة الاسلامية لان وجود قطبين كبيرين كان ضمانه للتوازن  كما يرى ان " الجهاديين " تم استخدامهم كورقة يلعب بها المخابرات الامريكية والسعودية والمصرية (وهو هنا يشير بخفاء لرفضه نظرية جهاد العدو البعيد التى ينادى بها القاعدة وحلفائها - سيشار اليها بالتفصيل بعد قليل - ).

- يرفض المراجعات كليةً ويراها اختراقاً من الأمن لأنها لم تفرق بين مرحلتى الاستضعاف والتمكين (7)


-يرى بردة كل من يرضى بالديمقراطية لانهم رضوا بالحل الديمقراطى وآلياته أهملوا شرع الله ووصف "جماعة الإخوان " و " "السلفيين " بالكفر  ولم يتوان عى تكفير الرئيس مرسى بالاسم (تكفير معين) لانه حكم بالقانون الوضعى واستحل دماء المسلمين فى سيناء لاختلافه معهم فكرياً.



- يؤمن بوجود ثلاث مبادىء يكفر من ينكر احداها حتى وهى : 1- الايمان بالله قلباً وقالباً  2- الولاء لله تعالى والرسول والمؤمينن ( يقصد الولاء والبراء ) 3- الحاكمية لله تعالى فلا شريك له (مستقاه من بعض كتابات أبى الاعلى المودودى وسيد قطب رحمها الله)


- الحكم بما أنزل الله ركن من اركان التوحيد ( لم أر له سابقة فى شروحات التوحيد المتعددة)


- من اخطر ما يتباه ويتفق مع فكر التكفير والهجرة:  فكرتى 1= جهاد العدو القريب وقد اعتمدوا على على القول بأن أنظمة الحكم فى العالم الإسلامى هى عدو قريب بينما الغرب هو عدو بعيد واستدلوا على ذلك بقوله تعالى " يأيها الذين آمنوا قاتلوا الذين يلونكم من الكفار وليجدوا فيكم غلظة " ومعنى يلونكم : الاقرب إليكم .    2- فكرة التوقف والتبين السالف شرحها أعلاه .


# وفى تعليقه على هذه الأفكار


 أكد الشيخ ناجح ابراهيم (8)أن هذه الفكر ديدنه تكفير على شىء وتكفير عوام المسلمين وأشار الى أن التكفير هو أسوأ لوثة أصابت العقل الإسلامى فمهة الدعاة هى هداية الخلائق وتهذيب سلوكهم والاخذ بأيديهم إلى الجنة أما الفكر التكفيرى فلا يشغله سوى الحكم على إيمان وكفر الناس بل مهمته إخراج الناس من الإسلام الى ظلمات الكفر فالحكم على الناس مهمة القضاة ونحن دعاة ولسنا قضاة كما قال الهضيبى - رحمه الله - فالمؤسسات الحاكمة هى مؤسسات اعتبارية (يقصد الجيش والشرطة والقضاة وغيرها ) لا يلحقها وصف كفر أو إيمان فهلا لا تلحق الا بالإنسان المكلف شرعاً وهوا لشخص البالغ العاقل الراشد العالم بما يفعل وأردف قائلاً أن تطبيق الشريعة لا يكون الا بحسب وسع المجتمع فالتدرج فى الاحكام  من وسائل الاسلام المرنة كتحريم الخكمر على 5 مراحل وكذلك الربا على 4 مرات 

مصر دولة الاسلام منذ أن فتحها عمرو بن العاص ولم يقل أحد من علماء المسلمين المتقدمين او المتأخرين أن مصر يعلوها أحكام كفر او ما شابه  كما تبنى فكرة الديمقراطية بضوابطها الشرعية حيث قال أن الديمقراطية ليست ديناً يعبد من دون الله ولا موازى للإسلام كما يتصور البعض فهى فكرة عبقرية لاختيار الحاكم جنبت الدول الانقلابات والنزاعات وكل مبادىء الشريعة جاءت مطلقة بينما الآليات تركت لعماء ومجتهدى كل عصر بما يلائمهم.

وأشار إلى أكبر خطر على الاسلام حالياً هو فكر التكفير بل خطر على الرئاسة نفسها فهو فكر يكفر بالمعصية ولا ينسب لاهل السنة والجماعة فهم كفروا حتى سيدنا على - كرم الله وجهه - بل سعوا فى قتله فالعقل التكفيرى يضن برحمه الله على خلقه ( ورحمتى وسعت كل شىء) وقد اخبر عنهم الرسول انهم يقلون أهل الإسلام ويدعون أهل الاوثان


وفى تعليقه على فكرة الحاكمية وفهم الخوارج لها قال هم يستدلون بالآية الكريمة(فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ويسلموا تسليماً ) فليس المقصود بها كفرأو ايمان بل يقصد بها الايمان الكامل فالايمان يزيد وينقص بينما بخصوص الجزية فهناك نظرية فقهية اسمها غياب المحل فباشتراك النصارى معنا فى الجيش ودفاعهم عن ديار الاسلام انتفت الجزية عنهم مثل آيات الرقيق (عتق رقبة - اطعام المساكين ) فبنتهاء الجوارى يلزمنا الحكم الثانى .


الخلاصة :


يتشابه فكر "العزومى " مع "شكرى مصطفى " فى الحاكمية وجهاد العدو القريب والتوقف والتبين وكفر من يتحاكم للقوانين الوضعية ورفض الافكار المخالفة له بينما لم يتم التاكد من ترسخ فكرة الهجرة واعتبار ديار الاسلام ديار كفر (لصعوبة التواصل معه شخصياً ) .
__________________________________________________


(1) : يرفض إطلاق أى أوصاف على نفسه كمنظر الحركة الجهادية السيناوية وغيرها ويؤكد عدم انتمائه لاى تنظيم او حركه.


(2) 
أحد خريجي الأزهر، وشقيق الشيخ عبد الفتاح إسماعيل أحد الستة الذين تم إعدامهم مع الأستاذ سيد قطب، وقد صاغ الشيخ علي مبادئ العزلة والتكفير لدى الجماعة ضمن أطر شرعية حتى تبدو وكأنها أمور شرعية لها أدلتها من الكتاب والسنة ومن حياة الرسول صلى الله عليه وسلم في الفترتين: المكية والمدنية، متأثراً في ذلك بأفكار الخوارج إلا أنه رجع إلى رشده وأعلن براءته من تلك الأفكار التي كان ينادي بها.

(3) : سميت بذلك لأنهم كفروا المجتمع بأسره كما انهم هاجروا للجبال واعتزلوا المجتمع .

(4) يرد على ذلك الشيخ سفر الحوالى فى شرحه للعقيدة الطحاوية ( أهل السنة والجماعة لا يوجبون العذاب فى حق كل من اتى كبيرة ولا يشهدون لمسلم بعينه من النار لاجل كبيرة عملها بل يجوز ان يدخل صاحب الكبيرة الجنة بلا عذاب إما لحسنات تمحو كبيرته منه أو من غيره ، يعنى كمن له حقوق على الناس أول له ولد صالح يدعو له ويدخل فى ذلك الشفاعة . 

(5) : واقع أقواله (53) أمام هيئة محكمة أمن الدولة العسكرية العليا (القضية رقم 6 لسنة 1977) والتي نشرت في الصحف يوم 21/10/1979:
ومما ورد على لسانه :
"إننا نرفض ما يأخذون من أقوال الأئمة والإجماع وسائر ما تسميه الأصنام الأخرى كالقياس. وبيان ذلك أن المسلم ملتزم فقط بما ذكر في القرآن الكريم والسنة المطهرة سواء أكان أمراً أو نهياً وما يزيد عن ذلك عن طريق الإجماع أو القياس أو المصالح المرسلة. فهو بدعة في دين الله. إن الالتزام بجماعة المسلمين ركن أساس كى يكون المسلم مسلماً، ونرفض ما ابتدعوه من تقاليد، وما رخصوا لأنفسهم فيه، وقد أسلموا أمرهم إلى الطاغوت وهو: الحكم بغير ما أنزل الله، واعتبروا كل من ينطق بالشهادتين مسلماً." 

  ورفض كل من أخذ بأقوال الأئمة أو بالإجماع حتى ولو كان إجماع الصحابة أو بالقياس أو بالمصلحة المرسلة أو بالاستحسان ونحوها فهو في نظرهم مشرك كافر.

(6): سيد إمام الشريف (عبد القادر عبد العزيز اسمه الحركى فى كتبه) يكنى بالدكتور فضل ، يعتبر منظر تنظيم الجهاد  ويعزو الكثيرون الى كتابيه ( الجامع فى طلب العلم الشريف) و ( العمدة فى إعداد العدة) باعتبارهما " مانفيستو " الفكر الجهادى المعاصر ، أطلق مراجعات جهادية ترفض ما آمن به سابقاً خصوصاً كتابيه السالف ذكرهما ونشر كتابين بعنوان ( وثيقة ترشيد العمل الجهادى فى مصر والعالم ) 2007 ورد على كتاب الظواهرى بكتاب ( التعرية لكتاب التبرئة) وبينهما خلافات شديدة ومباهلة.

(7) يقصد بمرحلة " الاستضعاف" عدم جواز حمل السلاح ضد العدو القريب وهو النظام بكامل أركانه طالما الحركة الجهادية فى مرحلة ضعف وعدم استعداد كافى للصدام المسلح مع الدولة فاختيار الوقت المناسب يلزم اعداد العدة والعتاد والكافيين وحالما توافرات هذه الشروط وجب الجهاد فوراً داخل ديار المسلمين وهو مفهموم" التمكين"/ لذلك قال "العزومى" بعدم جوازالجهاد ضد الكيان الصهيونى حتى نعد العدة

 (8)  واحد من أبرز مؤسسى وقيادات "الجماعة الاسلامية " ساهم بقوة فى فكرة 
المراجعات وله أكثر من ستين كتاباً ينافى افكار العنف والخروج المسلح، سجن اكثر من 25 عاماً ويعتبره الكثيرون نبراساً للوسطية والاعتدال بعد طول عناء ومعاناة من أفكار التكفير والعنف وتجاربة يحتذى بها قديماً وحديثاً.


المراجع:


1- خريطة الحركات الاسلامية فى مصر "دراسة "- عبد المنعم منيب  - الشبكة العربية لحقوق الإنسان 2009

2- قواعد فى التكفير "مقالة " لأبى بصير الطرطوسى
3- التكفير وضوابطه "درس مفرغ" - سفر الحوالى
4- وثيقة ترشيد العمل الجهادى فى مصر والعالم " حلقات منشورة "- سيد إمام الشريف  جريدة الشرق الاوسط اللندنية
5- لقاءات الشيخ أبو عاصم العزومى مع جريدة الوفد (حوار) والقاهرة اليوم و90- دقيقة (اتصالات تليفونية)
6- شرح العقيدة الطحاوية "محاضرات" - سفر الحوالى
7- وقفات مع وثيقة ترشيد العمل الجهادى "دراسة غير منشورة" - أحمد خليفة

الأربعاء، فبراير 29، 2012

لماذا اخترت أبو الفتوح


الحاج عبد العزيز العشري يكتب : لماذا أبو الفتوح ؟


 
أرى أن فرصة الدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح في الفوز برئاسة الجمهورية أكبر بمشيئة الله حيث له نصيب كبير من قوله تعالى " ... إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الأَمِينُ " ( 26 ) القصص .

بالإضافة إلى مميزات إدارية وخدمية وحركية واجتماعية أخرى نحسبه كذلك والله حسيبه ولا نزكي على الله أحدا :
1- فهو قوي : حيث سبق له في السبعينيات وهو رئيس اتحاد طلاب جامعة القاهرة أن صدع بكلمة حق عند سلطان جائر وكان ذلك مع السادات حيث قال له : " كثير من الملتفين حولك من المنافقين " وأنه حنط العلماء و منهم الشيخ الغزالي .
2- وهو أمين : حيث أن تربيته إسلامية معتدلة على مدى يقرب من أربعين عاما بالإخوان المسلمين .
3- وكان أحد القادة الرئيسيين للصحوة الإسلامية التي بدأت في السبعينيات في الجامعات وانتشرت في جميع أنحاء مصر وخارجها .
4- مارس أعمالا إدارية وخدمية وحركية واجتماعية كثيرة على مدي عشرات السنوات منذ ان كان رئيسا لاتحاد طلاب جامعة القاهرة ثم المناصب الإدارية والقيادية في مكتب إرشاد جماعة الإخوان المسلمين لحوالي عشرين عاما وفي نقابة أطباء مصر ونقابة اتحاد الأطباء العرب ولجان الإغاثة بالبوسنة وكوسوفا والسودان والصومال وغيرها من دول العالم .
5- يعتقد أن رئيس الجمهورية يجب ألا يكون منحازا لحزب أو جماعة بل لأهل مصر كلها ولذلك بعد عن التشكيل التنظيمي لجماعة الإخوان المسلمين ولم ينتمي لأي حزب سياسي وهذا تفكير سليم .
6- هو من طبقة متوسطة كما عرفناه طالبا بكلية طب القصر العيني وكما حكى عن نفسه في مؤتمره الجماهيري بالفيوم 16 – 11 وبذلك سيولي اهتماما كبيرا لمحدودي الدخل
7- برنامجه الانتخابي حسب قوله مرارا يتضمن تبنيه لمشروع حضاري إسلامي يركز فيه على الصحة والتعليم والبحث العلمي مع الأمن والحريات .
8- دعمه لقضية فلسطين بصفة عامة وغزة بصفة فقد سبق أن أثنى عليه الشيخ المجاهد أحمد ياسين تقبله الله في الشهداء وكذلك رئيس حكومة غزة أ.إسماعيل هنية
كما سبق اعتقاله سنة 2009 بتهمة إدخال مساعدات إنسانية لغزة .
9-مرونة تعامله مع المتغيرات في إطار الثوابت فيحيا منفعلا بالأحداث فاعلا فيها وبذلك يجمع فكريا بين الأصالة والحداثة دون تفريط ولا إفراط .
10- صبَرَ وتحمَّلَ إيذاء المستبدين الظالمين حيث قضى في سجونهم حوالي 8 سنوات منها 5 سنوات حكم محكمة عسكرية والباقي اعتقالات متفرقة والصبر والتحمل من لوازم القيادة .

أما غيره من المرشحين فأرى أنه لا يستحوذ على هذا القدر من المميزات المؤهلة لرئاسة الجمهورية
.............................

·     *  عبد العزيز عشري مسئول المكتب الإداري السابق للإخوان المسلمين بالفيوم والاب الروحى للجماعة بالمحافظة

الأربعاء، فبراير 15، 2012

وهم الفتيات



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قبل صلاة الجمعة اليوم اشتريت جريدة الاهرام (العدد الاسبوعى) وأثناء تفقدى الصفحات بسرعة وقعت عينى على بابى المفضل(بريد الاهرام) فشاهدت قصة حقيقية تصلح عبرة لنا جميعاً وخصوصاً لفتيات النت المخدوعات سواء برضاهن او دون قصدهن واليكم القصة:

همس الأصدقاء لا تكوني إلا لزوجكقرأت بريد الجمعة بعنوان‏(‏ ألعاب الحب‏)‏ واسمح لي سيدي أن أقص عليك لعبتي أو اللعبة التي كنتها يوما من الأيام وأتمني ان تكون درسا لكل فتاة حتي لا تعرض نفسها وأهلها لما انا فيه الآن

ورسالة إلي كل شاب ليستيقظ ضميره‏!!‏
أنا فتاة في الـ‏25‏ من عمري‏,‏ لن اطيل عليك بسرد احداث حياتي المريرة ولكني سأقف عندما كنت يوما أجلس علي الانترنت‏,‏ وأتتني إضافة من شخص قبلتها‏,‏ ويا ليتني ما فعلت‏.‏ تحدثنا معا وزاد الحديث وظللنا نتجاذب اطراف الحديث ويدفعنا الفضول للمزيد واتفقنا علي اللقاء‏,‏ وقد كان اللقاء بعد مضي يومين علي بداية الحديث‏.‏ كانت هناك نظرة سعادة في عين كل منا‏,‏ ولم يمض الأسبوع حتي كان يحادثني عن رغبته في الاقتران بي وأن يتزوجني‏!!!!‏
فرحت وطرت من السعادة‏,‏ رقصت فرحا‏....‏ إنه الحب‏,‏ إضافة لرغبتي في الخروج من بيتنا بأي شكل من الاشكال‏..‏ شكرا أيها القدر‏.‏
زارنا بالبيت ووجد القبول من الطرفين‏,‏ تلتها زيارة من أسرته بعد أسبوعين ليسأل كل طرف عن الآخر ولم يمض شهر حتي تمت الخطبة‏...‏ جو من السعادة في العائلتين وتمنيات بمباركة هذه الزيجة‏(‏ التي لا يعلم اي فرد بدايتها فمن غير المقبول اجتماعيا التزوج بمن نحادثهم عبر الانترنت‏,‏ حيث اتفقنا ـ وكان الاقتراح من جانبه ـ ان نخفي ذلك ويخبر كل منا اسرته بأن الطرف الآخر ترشيح من الاصدقاء‏,‏ وبالفعل لطيبة الشعب المصري لم يتوقف أهلونا عند الإصرار علي معرفة سبب التعارف‏)..‏ وأخيرا ارتديت ذلك السوار الصغير البراق‏....‏ دليل الوفاء لشريك الحياة‏,‏ كم هو رائع ذلك البريق‏,‏ لا انفك اذكر روعة ولذة الاحساس الاول بملامسته لأصبعي‏....‏ وسافر زوجي المستقبلي لإحدي الدول العربية ليعود إلي عمله‏.‏
مرت‏7‏ أشهر مخطوبين ويستعد الجميع لاتمام هذه الزيجة فأخوته يعاونونه وهو بالخارج علي انهاء توضيبات الشقة‏,‏ واذهب مع اخوتي لشراء الجهاز ولوازمي‏..‏
في أثناء الخطوبة كنا كزوجين‏,‏ نتحادث عبر الانترنت في كل شيء‏,‏ أحلامنا‏,‏ شكل علاقتنا الزوجية‏,‏ وطقوس حياتنا‏.‏
وصرت له أم العيال‏,‏ فكنا نمارس حياتنا عبر الانترنت‏(‏ كزوجين‏)...‏ وقام بتسجيل مقاطع فيديو وصور بملابسي الداخلية وبملابس كنت اشتريها ليراها مخصوص‏....‏ أعتذر بشدة سيدي فلست أجاهر بذنبي ـ عافانا الله وإياك ـ ولكني ذكرت ذلك لأهميته‏.‏
بمضي شهر آخر بدأت الخلافات والمشاحنات‏,‏ فظل يردد علي أن اسرته انقلبت علي لأني فقيرة‏,‏ فهم يريدون له من هي اغني‏,‏ ومن هي اجتماعيا افضل‏,‏ و‏...‏ و‏...‏ و‏...‏ ما ذنبي في ظروف لم أخلقها بيدي ولن أستطيع تغييرها‏.‏
أيام من البكاء والعويل مني ومنه‏,‏ فلن نستطيع وأد هذا الحب بهذه السهولة‏,‏ طلبت منه أن يحاول إقناعهم من جديد أو أنا افعل‏,‏ يرفض‏,‏ ويقول انه حاول ويحاول دون جدوي‏.‏
ونزل إلي في احدي اجازاته من العمل‏,‏ وتحولت علاقتنا الزوجية من الانترنت الي الواقع‏,‏ وردد لي أنني زوجته امام الله وكم يحبني وانه لن يتركني ووعدني بأنه سيتكلم من جديد مع أسرته ليقنعهم بالزواج‏.‏
سيدي لا أعلم كيف واتتني هذه الفكرة‏,‏ ولكنني اخترعت شخصية وهمية عبر الانترنت‏,‏ وفتحت ايميل‏,‏ وأضفت خطيبي وقبل إضافتي‏,‏ وتحدث مع تلك الشخصية الوهمية عن كل شيء بالحياة‏,‏ حتي أتي علي ذكر قصته معي‏,‏ أتعلم ما فحوي ما يذكره عني‏:‏
تعرفت بفتاة علي الانترنت‏,‏ وظللت أعرفها‏8‏ أشهر‏,‏ وطلبت مني أن أنزل اليها ونزلت اليها وعشنا معا كالأزواج‏,‏ وانه هو الذي يرفض ان يتزوجني وليس اهله وجه الي طعنة لن أنساها ما حييت‏,‏ فلا يذكر أنني كنت خطيبته رسميا وكان يعاهدني بأنني زوجته بشهادة المولي‏,‏ وأنني ضحيت لسعادته بشرفي‏,‏ انا مجرد فتاة عرفها؟ وقرر أن يطوي صفحتها من حياته‏,‏ بل أنه فعل ذلك مع فتاة اخري أخذ دليل براءتها وتركها‏!!!‏
مهما وصفت لك سيدي لن أستطيع التعبير عن ألمي وندمي وحسرتي ولوعتي علي ما ضاع مني‏,‏ علي ائتماني له؟ علي معصيتي لله من أجله؟ علي خيانتي لأهلي؟‏...‏ ولكن ماذا يفيد استيقاظ الضمير بعد فوات الأوان؟‏!‏
سيدي أعلم انني أخطأت ألف خطأ منذ بداية تسرعي بالزواج بمن لا أعرفه مرورا بالتمادي في علاقتي بخطيبي علي الانترنت والانتهاء بالانجراف لتيار الحب الوهمي حتي سلمته شرفي‏.‏ ولك كل الحق في أن تقسو علي ولكنني احكي قصتي لكل البنات الغافلات‏,‏ طاهرات القلوب‏,‏ عفيفات النفس من ضرورة الحذر وألا تسلم نفسها لمن هم علي شاكلة هذا الرجل‏.‏
أنا لا أنام سيدي‏....‏ لا اعرف كيف سأتصرف إذا ما تقدم شاب لخطبتي؟ هل سأحدثه عما اقترفت من ذنب‏,‏ أم أخدعه كما تفعل البعض بعذرية وهمية؟ وكيف سألقي الله حينها؟ وأخاف من صوري لدي خطيبي السابق؟ وأخاف من عقاب الله ـ تعالي ـ لانني وقعت في الحرام؟ وأخاف من أن تحدث فضيحة تمس أخواتي وذويهم؟ يتخطفني الخوف سيدي حتي تنفد دموعي وتجف مقلتاي وأظل محدقة بسقف غرفتي‏,‏ فأنا احيا الضياع‏,‏ ويعزف النوم عني‏,‏ معاقبا إياي بساعات من الارهاق والالم‏.‏
أرجو كل فتاة بل أتوسل اليها‏:‏ لا تكوني إلا لزوجك في بيتك‏,‏ امام الله والناس أجمعين‏,‏ فإن من تضحين بشرفك من أجله تحت اسم الحب أول من يطؤك بحذائه‏,‏ قبل أن تفكري بحبك وقلبك وغرائزك فكري في ربك واهلك‏.‏

المصدر : http://www.ahram.org.eg/391/2010/12/24/48/54745.aspx

لا اعلم عندما وقعت عينى على تلك الكلمات الجريحة قرات القصة مراراً وتكراراً وكل مرة اخرج بمعلومة جديدة وسرحت قليلاً وتذكرت قصة شهيرة فى نفس الباب بعنوان (تابوت إمرأة) منذ اعوام قليلة كانت قصة موحية ومعبرة وصادمة لنا فى مقتبل حياتنا وانتشرت القصة حتى ان الشيخ محمد حسين يعقوب استشهد بها فى نفس اليوم فى برنامج فضفضة على المرحومة ( قناه الناس) ..بحث عنها فى النت واخيراً وجدتها وها هى اليكم القصة


تابوت امرأة - قصة واقعية علق عليها
تابوت امرأة - قصة روتها صاحبتها للأهرام وجدتها تمس قطاع عريض من الفتيات والشباب - أتركك معها ودون رأيك وتعليقك ليستفيد منه الآخرون 0
عندما أجد نفسي أسيرة أربعة جدران‏,‏ عندما يرشقني الناس بنظرات الحسرة والندامة‏,‏ عندما يطلقني زوجي الذي لم يأت وعندما أصبح
عاقرا رغم امتلاكي كل مقومات الإنجاب‏,‏ عندما تصبح الحياة مجرد عادة‏,‏ الطعام عادة والشرب عادة والنوم عادة‏........‏ عندها فقط أتمرد فوق العادة ولكن واأسفاه فقد أصبح تجاهل الناس لتمردي أيضا عادة‏,‏ عادة قتلت في قلبي السعادة‏..‏

أنا سيدة تجاوزت الثلاثين عاما‏,‏ كنت علي قدر كبير من الجمال‏,‏ جذابة إلي أبعد الحدود‏,‏ لايختلف علي إثنان في أدبي وأخلاقي ومبادئي وقيمي‏,‏ من عائلة متوسطة المستوي مستريحة ماديا ولكني قلت كنت فكل تلك الخصال أكل الزمان عليها وشرب وواراها ترابه‏,‏ فدفنت ولم يتبق من أثرها سوي تابوت متحرك علي الأرض‏,‏ عبثت به ففتحته ابنة الجيران لتفوح رائحة ذكرياته الكريهة فتذكرني بكل ماهو سييء‏.‏ ظننت أنني أحكمت إغلاقة فلن تداهمني حاوياته في يوم من الأيام ولكني أخطأت الظن فهذه رائحة لايمكن إزالتها وهذه مرارة لاتذوب وتلك ذكريات حفرها أزميل التاريخ وحررها سؤال الفتاة اليافعة أبلة هو حضرتك ما اتجوزتيش لحد دلوقتي ليه؟

سبحت دموعي في بحر ابتسامة جافة‏,‏ كفكفتها ونظرت إلي الفتاة‏,‏ فرأيت فيها مراهقتي التي ضاعت وشبابي الذي وصمه العار والخزي‏.‏

ربت علي كتفها وتعهدت بداخلي ألا تتكرر مأساتي فيها‏.‏ فبدأت حديثي إليها وقلبي يتمزق مع استحضاري كل ماكنت أفعل‏...‏

كان هناك فتاة في مثل سنك‏,‏ بهية الطلعة ومشرقة الوجه تبعث علي البهجة والطمأنينة تسر كل من ينظر إليها‏,‏ يشع قالبها بالجمال ويخر لحسنها رجال ورجال‏.‏

قضت فترة الثانوية العامة بمدرسة سراي القبة الثانوية بنات‏....‏ وبلا شعور أو وعي وجدتني أحور الكلام وبدلا من سرد قصة فتاة مجهولة سردت قصتي أنا حتي أنني لم أنتبه لسؤال الفتاة وهي تقولهو حضرتك بتحكي عن مين ؟

تذبذبت أفكاري خلال تلك الفترة حول مظهري‏,‏ فتارة أرتدي الحجاب وأخري أخلعه‏,‏ تارة أرتدي الملابس الضيقة والقصيرة‏,‏ وأخري أرتدي الفضفاضة الواسعة‏..‏ هكذا قضيتها تأرجحا بين الخطأ والصواب‏,‏ بين نيولوك وآخر وليس بين ماهو حرام وحلال‏.‏

مرت الأيام والأسابيع وتوالت الشهور سريعا وإلتحقت بالجامعة بعد حصولي علي مجموع وسط بين هذا وذاك أعانني علي الإلتحاق بكلية لابأس بها‏.‏

وقبل دخول الجامعة ترسخت في عقلي وتداعت أمام عيني صور الفتيات الجامعيات اللائي كنت أراهن يوميا في ذهابي و مجيئي إلي ومن المدرسة في المترو‏,‏ فخضت في عمل دؤوب كيف أنتهج نهجهن؟ كيف أحظي بشباب كالذين كن يقفن معهم؟ وقفن مع الشباب دون خجل أو حياء في المترو بعد إنتظارهم علي المحطة‏,‏ مرتدين الملابس ذات الألوان الفاقعة‏.‏

كسرن مرارة وملل المترو بالحديث مع أصدقائهن من البنين فوقتا يمازحن واوقاتا يضحكن وأوقاتا يلعبن وأوقاتا يسمعن الـ‏MP3‏ أو‏FM‏ سويا مع الشبان وقوفا أو علي الأرض جلوسا متأبطين بعضهم البعض دون حياء‏.‏

فعلت مثلهن تماما إيمانا مني بأنني لن أستطيع إيقاع أي شاب إلا إذا فعلت كما يفعلن وعصيت والدي ووالدتي اللذين لم يلحا علي كثيرا‏.‏ سيطرت علي أفكار غريبة ولكنني آمنت بها في الجامعة كل شيء مباح ـ الجامعة حرية ـ فترة الشباب لا تأتي مرتين وعليه عزمت علي استغلالها حسن استغلال‏,‏ فمع انطلاق العام الجامعي الجديد جهزت موبايلي وهيأته لاستقبال أرقام الشباب الجديدة‏.‏

في البداية ذهلت وظننت ان الامور ستصير عسيرة خاصة بعد إصطدامي بأعداد الفتيات الغفيرة ومعظمهن قد فعلن بأنفسهن أكثر مما فعلت‏.‏ ولكن كل فولة ولها كيال فلم تكد المحاضرة الأولي تنتهي حتي توافد الشباب علي الفتيات الحسناوات كالمطر وبدوري هبط علي شاب وسيم‏(‏ ضارب شعره في خلاط ومدلدله‏)‏ يرتدي نظارة شمسية ابتلعت نصف وجهه و قميصا عجز عن تغطية شعر صدره الغزير تغلغلت خلفه سلسلة ذهبية لامعة‏,‏ غطت معصمه حظاظات وأنسيالات لاحصر لها وبالأسفل بنطال مسقط وعلي حين غرة وضع كشكوله الذي في يده أمامي وخلع النظارة الكبير وعلقها وسط القميص المفتوح ومد يده التي أصبحت خاوية نحوي قاصدا مصافحتي وهو يقول في رقة ممكن أتعرف عليك؟ لم أتردد ولم أفكر فلم أخذل يده الممدودة‏.‏ هذا ماكنت أبغيه من البداية ولا أخفيك سرا‏,‏ هذا هو الشاب الذي دائما ماكنت أحلم به شاب روش وسيم‏,‏ مبدئيا مستوفي الشروط لايعيبه شيء‏.‏

تعددت مقابلاتي مع ذلك الشباب في الجامعة‏,‏ فما إن تنتهي المحاضرة إلا وأجده ماثلا أمامي وفي كل لقاء كنت أكتشف فيه شيئا يزيد من إعجابي به‏.‏ كأن أعلم مثلا أنه يحب نفس المطربين الذين أعشقهم يحفظ أغانيهم عن ظهر قلب ويعشق الأفلام الرومانسية مثلي تماما‏.‏

جاءت اللحظة التي طالما تحينتها حين اعترف لي بحبه‏.‏ غمرتني السعادة والفرحة العارمة فلم احتمل واعترفت له انا الاخري بعشقي له‏.‏

ومرت الأيام والأسابيع ومع مرورها نما الحب بيننا وترعرع لازم كل منا الآخر ملازمة الظل للمرء حتي جاءتني زميلة في مرة من المرات تؤنبني علي ما افعل من الإفراط في استخدام الـ ميك أب ـ قائلة إنه لا يناسب فتاة مسلمة وتنميص وتخفيف حواجبي مدللة بقول الرسول صلي الله عليه وسلم لعن الله النامصة والمتنمصة متسائلة كيف اصلي؟ وانتقدت طريقة ارتدائي للحجاب حيث انزلق الي الوراء ليظهر جزء كبير من شعري محذرة من ان شعري عورة ويجب مواراته والبدي والبنطال اللذان حققا في القول كاسية عارية ورائحة البرفان المنتشرة مني انتشارا‏,‏ وقالت إنني بذلك العطر أزني كلما اشتم رجل إياه وسيري مع ذلك الشاب الغريب ومزاحي معه ومصافحته والذهاب والمجيء ومجالسته والجلوس معه جنبا الي جنب في كل وقت وفي كل مكان وأبدت حزنها لما تسمع من شائعات وخوض في عرضي‏.‏ كان ذاك التأنيب والإنتقاد اللاذع علي مسمع ومرأي الشاب الذي ابدي استياءه مما سمع ولأنني لم أجد ما أدافع به عن نفسي حيث كانت محقة في كل ما قالت وجدتني بلا وعي اصرخ فيها ان ليس لها أو لأي أحد في مصر شأن بما أفعل وأنني لا أخشي كلام الناس وانني واثقة من نفسي ولايهمني احد وأن ما أقوم به ماهو إلا ممارسة لحق الح
رية داخل اروقة الجامعة وان ليس لها التدخل في حياتي الشخصية ووضعت حدودا صارمة بيني وبينها بعد ذاك‏.‏

قضينا ثلاثة اعوام ونصف العام سويا وعشنا اجمل قصص الحب وأروعها‏.‏ كنت فيها أنزل من بيتي لاقاصدة العلم والتعلم بالجامعة ولكن الخروج مع حبيبي خارج نطاق الجامعة بعيدا عن اعين الناظرين سينما من‏6‏ الي‏9‏ مساء حديقة الحيوان ودريم بارك واستاد القاهرة لمشاركته تشجيع الفريق الذي يحبه وإذا ضاق بنا الامر ارتمينا علي اي من الكافتريات او في اي شارع من شوارع الغرام بالجامعة‏.‏

دراسيا انجزنا الثلاثة اعوام في ثلاثة اعوام بالتمام لا أدري كيف‏,‏ لكن المهم ان هذا طمأن والدي انني اسير في الدرب الصحيح وانني لا أرتكب اي أخطاء علي الإطلاق فأنا كما يقولون من البيت للكباريه‏....‏ أقصد للجامعة ومن الجامعة الي البيت‏.‏

طرنا وحلقنا في سماء الحب الجميل ولكن ماطار طير وارتفع إلا علي قدر ما ارتفع وقع‏..‏ ففي أواخر التيرم الثاني من سنة التخرج السنة الرابعة بدأ الشك يطرق بابي حين شعرت بجفائه ومحاولاته الجادة في الهروب والتنصل مني وإنقطاع مكالماته السرية المعتادة في جوف الليل وشح رسائله الملتهبة بل وانعدامها والامتناع عن مقابلتي في الصباح كما إعتدنا والعزوف عني وتجنبي في الكلية‏.‏

كدت أجن وكاد عقلي ينفجر من التفكير حتي أنني لم أقو علي فتح كتاب او مذكرة‏.‏ لم يكن في بالي سوي سؤال واحد‏,‏ لماذا هجرني؟ هذا كل ماتسلحت به قبيل انطلاق امتحانات آخر العام‏,‏ هذه هي ذخيرتي‏,‏ سؤال بلا جواب‏.‏ في أول امتحان أبليت بلاء غير حسن‏,‏ فقد كتبت اسمي فقط وكان الله بالسر عليما‏,‏ حيث تراءي ذاك السؤال أمامي ولم يغادرني لحظة‏,‏ ولم أفق من تلك الغيبوبة إلا بعدما وجدتني أتعارك مع المراقب وهو يسحب مني الورقة البيضاء عنوة فأنظر حولي فأجدني وحيدة في اللجنة حتي رضخت لأوامره وأسلمت الورقة الفارغة‏.‏

لم يرو ظمأ ذاك السؤال إلا ذلك المشهد الذي اصطدمت به فور خروجي من اللجنة‏..‏ حبيبي‏,‏ عمري‏,‏ حياتي من خسرت كل شيء من أجله من عشت معه اجمل قصص الحب يدا في يد مع من‏,‏ أتدري مع من؟ مع زميلتي التي عنفتها لانتقاداتها اللاذعة لي وله‏.‏ لم اتمالك نفسي‏,‏ فصلت أيديهما عن بعضهما البعض بشدة وإشتبكت معها علي الملأ و‏(‏خليت اللي مايشتري يتفرج علينا‏)‏ بقي إنت كنت عايزة توقعي بينا عشان تخطفيه في الأخر؟ ياختي دا بعدكبدأت في جذبها ولم يمنعن إلا هو‏.‏ أخذ يهدئ من روعي ولهج بلهجة لم أعهدها طيلة معاشرتي له لهجة رجل كبير‏,‏ لهجة زوج خبير‏,‏ لهجة رب منزل قدير‏,‏ فامطرني بكلام مرير لم يكن في الحسبان ولا في التقدير‏......‏

ماتحاوليش تتعرضيلها تأني عشان دي هتبقي مراتي علي سنة الله ورسوله وأفتكر إني عمري ماوعدتك بالجواز او حتي بالخطوبة‏.‏ الحب حاجة جميلة‏,‏ قناع بنلبسه عشان نمشي مع دي ودي ودي ونعيش حياتنا لكن ساعة مانقول ياجواز‏,‏ لازم نختار البنت اللي تصون شرفنا‏,‏ ست البيت اللي نستأمنها علي أولادنا وعرضنا في غيابنا‏,‏ إيه اللي يضمنلي انك ما تحبيش واحد بعد الجواز وتخونيني وافضل نايم علي وداني زي ما أهلك كانوا نايمين علي ودانهم وميعرفوش لحد دلوقتي ان بنتهم كانت بتخرج وتلف مع واحد ما يربطهاش بيه أي شيء‏..‏

وبعدين أنا خدت منك كل اللي انا عايزه من غير جواز وعشت أيامي وإنت كمان عشت أيامك و بصراحة خلاص زهقت منك‏.‏ كل حاجة كنت بطلبها منك كنت بتنفذيها لكن مش معني كده إني أدبس فيكي وأتجوزك وأقول القدر‏,‏ إنت اللي زيك مالهاش أمان أنا ماتجوزش واحدة مشيت معاها وسيرتها جت علي كل لسان‏.‏ أنا لو بعد الشر إتجوزتك‏,‏ اولادي هيشربوا منك الاخلاق المنحطة دي ولوبعد الشر حصل ده‏,‏ ربنا مش هيبارك لنا لأننا أغضبناه‏.‏ أنا الحمد لله دلوقتي ربنا رضي عني وبصلي الفرض بفرضه في الجامع إخترت الإنسانة اللي هتصوني وتصون شرفي وهتربي اولادي علي الدين و الأخلاق‏

صحيح إنت اجمل منها لكن هي أعلي منك بأخلاقها وأدبها وتدينها‏....‏ قرعت هذه الكلمات مسامعي ومعها إسترجعت كل لحظة عشتها معه فلم أجد إلا خريفا ذاهبا‏...‏ دمرني الخائن‏,‏ سحق شرفي‏,‏ لطخ سمعتي بالعار وأجهز علي‏,‏ فما من اثنين في الكلية إلا وكنت حديث ساعتهما لدي رؤيتهما عقب كل امتحان‏..‏ وأنا أبكي واحترق لاعلي تركي الورقة بيضاء ولكن علي قلبي الذي هشمته بيدي وشرفي الذي لطخته بالخزي والعار‏ انتهت الإمتحانات وظهرت النتيجة بعد بضعة أشهر ولم تكن مفاجأة بالنسبة لي عندما علمت برسوبي‏.‏

أدركت ولكن بعد فوات الأوان ان ذلك الشيء الملعون الذي نسميه الصداقة بين الشاب والفتاة هراء‏.‏ وأن ذلك الشيء اللعين الذي نسميه الحب‏,‏ سراب ليس له وجود‏.‏ وان الله يمهل ولايهمل وان عذابه آت لامحالة‏.‏ وان مصير كل تجربة مثل تلك التي عشتها في مراهقتي وشبابي هي تابوت غير مرغوب في فتحه او اقتنائه‏........‏ لم اترك الفتاة الا بعدما اخذت عليها موثقا غليظا بالا تكون مثل هذه الفتاة ففعلت واطمأن قلبي وقرت عيني ذلك أنني منعت كارثة من الحدوث وحصنت ذلك الملاك الصغير‏...‏
المصدر
: http://law2000.jeeran.com/archive/2007/4/199444.html