عن سقطة المصري اليوم - التي كانت تتباهى بأن توزيعها يفوق الثلاثة الكبار مجتمعة (الاهرام ، الاخبار ، والجمهورية ) - التي اختل توازنها الصحفي ولقبت يومها ب " النبيذ اليوم " ومؤامرة استبعاد رئيس التحرير الأستاذ أنور الهواري الذي كان يكتب طلقات لا كلمات حملت عنوانا جريئًا باسم "إلى فرعون مصر"، في وقت كان أقرانه يكتبون عن " طشة الملوخية" التي حُرم منها الرئيس صاحب الضربة الجوية !
إن الانتقاد الصحيح لما وقع المرء فيه من أخطاءأو الاستدراك على ما فاته من كمال فيجب أن نقبله على العين والرأس..ولو كان النقاد مدخولي النية سيئ القصد. فسوء نيتهم عليهم وحدهم, وخير لنا أن ننتفع بما أجراه القدر على ألسنتهم من تصويب.. ومن يدري ؟ لعل ذلك الانتفاع يكون أغيظ لقلوبهم المريضة.. والعاقل يتسمع ما يقوله أعداؤه عنه. وإن كان باطلا أهمله ولم يأس له.. وإن كان غير ذلك تروى في طريق الإفادة منه {جدد حياتك / محمد الغزالى}
الاثنين، مارس 20، 2023
حكايات من زمن فات : " المصرى اليوم " حينما تحولت إلى " النبيذ اليوم " !
رسائل ودلالات سقوط قائمة "السقالات"
رسائل ودلالات سقوط قائمة "السقالات"
بقلم / أحمد خليفة (صحفي حر)
لم يكن فوز الصحفي
الحقوقي خالد البلشي سهلاً أو عادياً بل كانت المفاجأة في رفض الميزانية وإحالتها
للمجلس القادم تبعها سقوط أعضاء المجلس السابق الذين أطلق عليهم " قائمة
السقالات " في إشارة إلى عمليات تجديد واجهة النقابة المستمرة منذ سنوات
وتشويه منظرها بالسقالات الشاهقة ثم بالخيش الذي لا يتناسب مع مكانة قلعة الرأي والضمير
ليصبح" البلشي" أول نقيب صحفيين في تاريخ مصر من خارج المؤسسات الصحفية
القومية وكذلك للمفارقة يرأس تحرير موقع
محجوب – دون أن نعرف سبب أو جهة الحجب – مع غيره من مئات المواقع في سابقة لم تحدث
من قبل في تاريخ الإعلام المصري على مر العصور!
مع فورة البهجة بالتغيير والانحياز لدماء مهنية جديدة يجب ألا نغفل أن ما حدث هو التصويت 'احتجاجي أو عقابي ' وليس أيدولوجي أو مسيس ، وكانت استجابة الجمعية العمومية كرهاً في زيد وليس حباً في عبيد! وأن سيطرة جهة واحدة على مفاصل الإعلام تصرفات من زمن الاتحاد الاشتراكي الذي ولي وأفل. لا تصلح لعصر الإعلام البديل ومواقع التواصل الاجتماعي المتعددة والفضاءات المفتوحة.
وقد كان مسك الختام في الرقى البالغ والاحترام الشديد والحكمة والرشد بين المتنافسين الذي تمثل في تهنئة المرشح الذي لم يوفق للمرشح الفائز حرصاً على ديمومة العملية الديمقراطية واحترام إرادة الناخبين وهو ما يلقى مسئولية كبري على جميع الأعضاء المنتخبين بضرورة الفصل التام بين انتماءاتهم الايدولوجية وبين عملهم النقابي المهني ليكون الجميع على مسافة واحدة من كافة ألوان الطيف الصحفي
ومما
ساعد على قلب الموازين خصوصاً مع ترشح البلشي في اللحظات الأخيرة بعد امتناع
النقيب الأسبق يحي قلاش عن الترشح والذي يحظى باحترام بالغ بين أبناء صاحبة الجلالة:
: 1/
زيادة التركيز على الخدمات والأموال والبدلات مع إغفال تام لرمانة الميزان من حقوق
والحريات حتى وصلت الدعاية لنمط سوقي دون احترام لتنوع الأفكار وبه شعرت الجماعة
الصحفية بخطورة تحول الكيان الشامخ لنادى اجتماعي أو "شمسية وكرسي" لا
تجمع تقابي متعدد قد يصل لكونه جماعة ضغط،
2/ الاستهتار
بقوة التيار الثالث الذي يرفض الانبطاح والهوان كما يرفض أدلجة النقابة لأي تيار
ولكنه اختار " أخف الضررين " كما يقال والذي حسم أمره في اللحظات الأخيرة دون تأثير معتاد
للعصبيات والقبليات التي نتمنى ألا نراها مرة أخري في قلعة الحريات وليكن الاختيار
لأهل الكفاءة لا ذوي القربي
3/ تسخير
إعلام "المتحدة" لمرشح واحد رغم وجود أكثر من عشرة مرشحين لمنصب النقيب أزعج حزب" الكنبة الصحفي" وحول
بوصلتهم للضفة الأخرى بالإضافة للإساءة
المتعمدة لرموز العمل النقابي كيحيي قلاش النقيب الأسبق على تلفزيون الدولة من صحفي
مغمور في عمر أبناءه لا يعرف له مقال متميز دون حساب أو اعتذار في وجود "
ميري " نفسه فنجح اليسار في اللعب
على وتر الإقصاء وغياب الحياد والعدالة بعدم اتاحة الفرصة لمرشحهم لعرض برنامجه في صحف وقنوات الدولة بل واستمرار حجب
موقعه أشعل تعاطف جم معه فكانت السُلطة ومن حاول خدمتها و " التوجيب "
معها كمن يحرز أهداف مجانية في مرماهم نتيجة الرهان الخاطئ على وعى الجمعية
العمومية التي لا تشتري بوجبات بائسة من أبو شقرة !
4/
عدم رضا كتلة " الاهرام " الضخمة عن ترشيح نقيب من خارج المؤسسة والذي
كان من المتعارف عليه أن يؤول المنصب للمؤسسة كما حدث على مر العصور فكان التأييد
ضعيفاً رغم حشد الاوتوبيسات والوجبات والهدايا! وهو ما استغله الطرف الآخر الذى
أجاد في اللعب على وتر " مظاليم المؤقتين" بالعمل على تعيينهم نتيجة
توثق التعيينات في المؤسسات القومية منذ سنوات.
...
بقي الإشادة بذكاء وبراجماتية من يدير المشهد الإعلامي وحسن إدراكه لأهمية فتح
نوافذ هواء في هذا التوقيت العصيب وعدم التدخل الخشن وترك مساحات آمنة للنقابات لاستنشاق
هواء التغيير والتجديد وهو تنفيس هام وضروري يمنع تدهور الأوضاع لما لا يحمد عقباه
لكى تعود مهنة الصحافة أكثر قوة وتأثيرًا فلا بد من وجود الحريات والتنوع في المحتوى الصحفي وحساب المدعين والمتسلقين وإضافة العاملين بالمواقع الإلكترونية المرخصة للنقابة وإصدار قانون تداول المعلومات وإلغاء حبس الصحفيين والإفراج عنهم ووقف الحبس الاحتياطي فيما يخص قضايا النشر وتعديل مادة 12 التي تفرض قيودًا على التصوير الصحفي. وزيادة البدل سنوياً دون ربطه بالرشي الانتخابية وكذلك رفع المعاشات، ودعم مشروع العلاج وتعجيل إنشاء مستشفى الصحفيين وحل أزمة استمرار إغلاق الصحف الخاصة والمستقلة والحزبية ومعالجة تردي الأوضاع المالية للمؤسسات الصحفية والصحفيين والتعسف الإداري الذى يشكو منه الكثير كل ذلك أدى إلى تراجع الصحافة الجادة وانتشار الصحافة الصفراء التي تركز على الإثارة الرخيصة و" الترافيك والتريند " مما أدى إلي مظالم كثيرة تهدد الصحفيين في أقواتهم بل وحياتهم، وليس أدل على ذلك من واقعة انتحار مدير تحرير جريدة الأهرام الصحفي المرحوم عماد الفقي داخل مؤسسته في سابقة لم تحدث من قبل في تاريخ صاحبة الجلالة ومر الحدث مرور الكرام !
...
وأخيراً يجب على النقيب الجديد أن يوقن أن الرهان لم يكن على تياره ولا على شخصه
بل هبوب نسمة من رياح يناير التي أحيت الأمل والكفاح في نفوس كل المصريين محفوظة
في صدورهم وقلوبهم لحين التعبير عنها سلمياُ في صناديق حرة شفافة، ورسالة الناخبين
بعلم الوصول للمسئولين هي وجود نقابات قوية ومجتمع مدنى حر عماد الجمهورية_الجديدة التي نسعى لها جميعاً .
آمل ألا يكون "البلشي" صداميًا بل توافقياً و مرناً وأرجو ألا يتهور بعض المستشارين داخل دائرة القيادة السياسية -مهما حدث-فلا يُلغي البدل أو توضع النقابة تحت الحراسة فخطر ذاك التهور كبير ومفجع على الوطن ... تحيا مصر بلا حنجوريات فارغة أو دببة غشومه.، المجد لإرادة الناس .
كبسولات
انتخابية
1- * شعار " صوتك أمانة " الذي التصق بمرشح رياضي خاسر شهير تحول
لطرفة ساخرة " صوتك امانة لاستمرار تكفين النقابة "!
2- * بعد إعلان النتيجة همس أحدهم: اللهم ارزقنى ثبات وإصرار مرشح على منصب
النقيب حصد الدورة السابقة خمسة أصوات وبالأمس قل العدد لأربعة أصوات! يا خسارة الزيارات،
مدد يا أم هاشم مدد.
3- * حاوي المهنة: مرشح شاب كل إنجازاته ترويض الثعابين وكأنها نقابة
العاملين بالسيرك القومي، الحمد لله انه لم يوفق وإلا لوجدنا أسود وفيلة على مدخل النقابة!
4- * أحد الفائزين نقابي مهني مخضرم لا يحتاج لخطأة المتكرر وهو حشد عصبيات
الصعيد كل مرة وكأنها انتخابات مناطقية أو دائرة دوائر مجلس الشعب في "
الصعيد الجواني" .
5- * مرشح شاب شهير يجب أن يراجع حساباته ويبتعد عن رفاقه فقد أفل
"بدر" نجوميته بفعل فاعل!
6- * إلى أحدهم: يا عزيزي: صوت الجميلات بصوت لا صوتين!
7- * الرمح أخطأ التصويب هذه المرة، هذا ما جنته يداك!
8- * قلت: غياب التمثيل النسائي خسارة كبيرة لتنوع المجلس وحيويته، فرد على
أين درية شفيق ونعمات أحمد فؤاد وسهير القلماوي وحُسن شاه؟ إحداهن شعار حملتها
مقتبسة من على "ظهر توكتوك" !
9- * بعض الزملاء أمسك العصا من المنتصف، صمت تام أو مساندة خجولة للمرشح الموعود
وحينما ظهرت النتيجة عكس توقعاتهم سارعوا بالدعم والتأييد والابتهاج بعودة المهنة لأبنائها،
هؤلاء اكلة على كل الموائد، فالحداءة لا تلقى كتاكيت!
* بعض المقربين من المرشحين كالدببة التي قتلت صاحبها ورحم الله القائل اللهم اكفنى شر أصدقائي أما أعدائي فأنا كفيل بهم. والخيانات كانت من الداخل!
* بعض المواقع المستقلة الحديثة بإمكانيات قليلة وحماس شباب متقد إخلاص للمهنة غطت بحياد ومهنية كل لقاءات وندوات ومؤتمرات المرشحين لعرض أفكارهم وبرامجهم على القارئ وبذلك أثبتت أن المواهب لا تنضب وأن العملة الجيدة تطرد العملة الرديئة، وأن صحافة الاثارة و" التريند " مآلها الزوال ، في وقت غاب في الثلاثة الكبار (أخبار – أهرام – جمهورية ) رغم الإمكانيات الكبيرة التي كانت قادرة على خلق زخم إيجابي للشارع الصحفي بدلاً من تلميع وتملق ومسخ جوخ مرشحين معروفين و بسقوطهم المدوي خصم من رصيدهم التي قارب على التآكل والذوبان.
1 * كنا في زمن يعلمونا أن الأستاذ الكبير عبد الوهاب مطاوع – رحمه الله –
كان يخاطب قارئه بجملة بليغة: سيدى القارئ واليوم صرنا في زمن: سيدي المسئول ماذا
أكتب وأقول حتى ترضي و أنول!
* رأيت فيما يراه النائم أن الحكومة رحبت بإرادة الصحفيين في بيان رسمي
وهنأت فيه الفائزين كما فعلتها سابقاً أيام مجلس الأستاذ جلال عارف، بل دعت المجلس
بكامله للقاء السيد رئيس الوزراء لمناقشة مشاكل السلطة الرابعة ثم قامت مؤسسة
الرئاسة المشرفة على مائدة الحوار الوطني ببادرة طيبة ولافتة بدعوة النقيب الجديد للانضمام
لطاولة الحوار المجتمعي مع غيره من النخب للمساهمة في وضع حلول وطنية لتحديات
المرحلة الراهنة ثم استيقظت من نومى متذكراً أنى وصلت للرقم ثلاثة عشر!
المقال منشوراً على (العربي اليوم ) https://tinyurl.com/8fzw9x6j