الاثنين، مارس 20، 2023

حكايات من زمن فات : " المصرى اليوم " حينما تحولت إلى " النبيذ اليوم " !

 عن سقطة المصري اليوم - التي كانت تتباهى بأن توزيعها يفوق الثلاثة الكبار مجتمعة (الاهرام ، الاخبار ، والجمهورية ) - التي اختل توازنها الصحفي ولقبت يومها ب " النبيذ اليوم " ومؤامرة استبعاد رئيس التحرير الأستاذ أنور الهواري الذي كان يكتب طلقات لا كلمات حملت عنوانا جريئًا باسم "إلى فرعون مصر"، في وقت كان أقرانه يكتبون عن " طشة الملوخية" التي حُرم منها الرئيس صاحب الضربة الجوية !

***************************************
كان ميلاد (المصري اليوم) مع فورة الحراك العام - وبروز الضغوط الخارجية التي زادت في أواخر عهد بوش الابن ولاحقه اوباما - إيذاناً بفجر عهد جديد من حرية الرأي التعبير "النسبي" والذى كان النظام ورجاله أذكياء للغاية حيث كانوا يستخدمون نظرية (حلة الضغط) كأنسب طريقة للتنفيس عن هموم ومعاناة المصريين بمنطق دعهم يثرثرون ونحن نفعل الصالح للبلد ! فالكبت قد يولد انفجار لا تتحمله البلاد والعباد. بينما غيرهم سد الاكسجين عن الجميع ! فكانت صفحة الراي يكتب فيها عمالقة الفكر والسياسة والأدب مثل جلال عامر ووحيد عبد المجيد وحسن نافعة ويحي حسين عبد الهادي والفاجومى وحسام بدراوي وحتى عبد المنعم أبو الفتوح وغيرهم !



تعود قصة نشر الاعلان في وقفة عرفات لعام 1425 هجرية الموافق 18 يناير 2005 ميلادية حيث صدم القراء بوجود إعلان للخمور في نفس صفحة تغطية مناسك الحج !



وقد استغلت " الأيادي الخفية " أن الوضع القانوني للإعلان عن الخمور في مصر يكتنفه بعض الغموض القانوني . فلا يوجد - وقتها - نص واضح يمنع وضع مثل هذه الاعلانات المستفزة لمشاعر المؤمنين، وهو ما دفع الهيئة العليا للجريدة ذائعة الصيت وقتها وهم صلاح دياب ونجيب ساويرس وهشام قاسم وأحمد بهجت وغيرهم لاتخاذ قرار النشر دون مراعاه للتوقيت أو احترام قدسية العشر الاوائل من ذي الحجة رغم رفض الهواري الشديد وتلويحه بالاستقالة لأنه شعر أو ربما تيقن أنه يجري توريطه وتشويه تاريخه المهني دون جريرة فقد كان في زيارة لإندونيسيا وقتها وهو ما مثل فرصة مواتية لتوجيه الضربة القاضية له .
وأمام هذا الغضب الجارف الذى فوجئ به الملاك ؛ أعرب مجلس إدارة “المصري اليوم” مضطراً وعلى الصفحة الاولى للجريدة عن “صدمته” وأسفه” بسبب المكان الذي وضع فيه الاعلان وفوق صورة للحج. وقال المجلس إنه أوقف المسؤولين عن الصفحة عن العمل وتم تحويلهم للتحقيق.
ورغم اعتذار الصحيفة عن المكان الذي نشر فيه الاعلان فإنها تمسكت بسياستها القائمة على قبول نشر مثل هذه الاعلانات التي يجيزها القانون المصري حسبما قالوا.!


يقول هشام قاسم الحقوقي البارز ونائب رئيس مجلس الادارة والعضو المنتدب لجريدة “المصري اليوم” حينها في تصريحات صحفية له أنه لا يعلم بمنع مثل هذه الاعلانات رغم وجود مستشار قانونى للجريدة ، والمح أن ردود الأفعال العنيفة مفاجأة تامة بالنسبة له. مشيرا إلى أن قانون الصحافة الصادر عام 1996 لا يذكر شيئا عن حظر نشر إعلانات الخمور.! وهو منطق يفتقد للكياسة والمراجعة والاعتذار عن هذه السقطة التي لا سابقة لها فى الوسط الصحفي .
واشتعلت الأحداث بسرعة داخل الجريدة فأراد "الهوارى" تعرية الاستبداد لا ترويضه وأن يطفئ النار المشتعلة بملابسه فقرر أن يكشف حقيقة الادارة امام الرأي العام ،فقام بإجراء تقرير فى الصفحة الاولى بعنوان ( المجلس الاعلى يوافق على ميثاق الشرف الصحفي – حظر اعلانات السجائر وكل ما يتعارض مع قيم ومبادئ المجتمع – د. سامى عبد العزيز : القيم الاخلاقية اقوى من القانون ... وادارات الصحف مطالبة بالالتزام بها ) وفى الصفحة الاخيرة نُشر اعلان الخمر وأسفله صورة للحجاج يسجدون لخالقهم في المزدلفة بمكة المكرمة أثناء تأدية مناسك الحج المعظم– فوضعت الإدارة في مأزق حقيقي أو كش ملك كما يقال في لعبة الشطرنج – ولم يتوقف الهوارى عن هذا الحد بل كتب مقالة متمثلة فى ردود افعال القراء تجاه نشر الاعلان وقال في نهاية مقالة ( اوافقكم جميعا الرأي واغفر لكم حدة غضبكم .. وحسبكم وحسبي الله ونعم الوكيل ) وسوف ننشر بعد غدا ردود افعال القراء بعد هذا الاعلان ، كما ورد بالنص فى مقال الاستاذ أنور الهوارى – والغريب في الامر ايضا أن نشرت الادرة اسفها عما حدث ، وهى في الاساس لم تراع القارئ في تمرير الإعلان نفسه محاولة التملص من المسئولية رغم أنه بغياب رئيس التحرير يتولى مهامه نائبه أو مدير التحرير لتكون السابقة الاولى في الصحافة المصرية التي تنشر إعلانا عن الخمر بفجاجة كنموذج للتخبط الإداري وظهور جبهات مختلفة من داخل نفس الجريدة ثم تلاها نفس التخبط بواقعة تلاسن الكاتب القدير فهمى هويدي بمقاله الممنوع فى الشروق ورد رئيس التحرير عليه الأستاذ عماد الدين حسين في مقال آخر بنفس الجريدة ثم جاءت إجازة الأستاذ فهمى الصيفية التي لم تنته منذ بضع سنوات حتى الآن ! وهو ما يستحق مقال آخر منفرد بذاته.
وانتهى الأمر باعتلاء الاستاذ مجدى الجلاد مدير التحرير التقليدي الذى لم يكن نجمه سطع وقتها لكرسي أستاذه رئيس التحرير بسرعة وهو ما رآه البعض اليد الخفية التي ربطت ما جري ولم تتوقف زلات الجلاد عن ذلك فقد تورط في الحياة الشخصية للمعارض البارز وقتها أيمن نور وتابع قضية خلافاته الزوجية مع المذيعة اللامعة جميلة اسماعيل حتى انه نشر قصة طلاقهما في صدر الصفحة الاولي وكأن الغلاف لمجلة " الكواكب " أو جريدة " مايو " المقبورة !
وفى أغسطس 2010 لم ينته الدرس فقد نشرت تحقيقاً مصوراً عن مصنع كسارة النبيذ في لبنان https://www.youtube.com/watch?v=viGbjSjO4lw وجهود تعتيق وتخزين وتجويد صناعة المشروبات الروحية المحرمة وللمصادفة كان المصور يدعى " أحمد رمضان " وهو ما أنفى أي صلة لي به 😃 فلم ازر لبنان من قبل ولا عداوة بيني وبين الجلاد و كل جلاد !
*** **** **** ******* *************
المراجع : مدونة الوسط الصحفي العربي لصاحبها الزميل الصحفي أشرف شحاتة ومؤسس شبكة الصحفيين العرب https://bit.ly/3uQB2YI
، من حكايات النخبة المصرية للدكتور خليل العنانى مشرف صفحة الرأي بالمصري اليوم وقتها ، جريدة الغد الأردنية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق