الأربعاء، ديسمبر 01، 2010

إعلام الجهال بما في الطوارئ من خصال


لست ادري لماذا ينقم الناس ويسخطون على قانون الطوارئ ويطالبون بإلغائه مع أن هذا القانون يشتمل على فضائل وخصال رائعة لا يعلمها إلا من استظل بظلاله الوارفة ؛ وأنا واحد ممن أسعدهم الحظ بالخضوع تحت مظلته لأكثر من سبعة عشر عاما ؛ فقد اعتقلت في 13-2-1993ومازلت حتى كتابة هذه السطور أتمرغ في نعيم سياسة الاعتقال المفتوح المنبثقة عن قانون الطوارئ الرحيم

لذا سأبين لكل جاهل يطالب بإلغائه مزايا هذا القانون وفضائله وهي كالآتي:

- أولا: قانون الطوارئ يوفر للإنسان فرصة مجانية للسياحة والتنزه في أرض الله فمنذ اعتقلت وأنا “أسيح” بالمجان في ربوع الوطن ؛ فقد حللت ضيفا على سجون الوادي الجديد والنطرون ودمنهور والفيوم وطره وأبو زعبل ، وقبل أن اعتقل كانت آخر حدودي هي حديقة الحيوان بالجيزة


- ثانيا:قانون الطوارئ يساهم في حل مشكلة الإسكان وخاصة للطبقات المهمشة التي تحت خط الفقر؛ فبدلا من أن يسكن هؤلاء المقابر أو تحت أسقف الكباري أو داخل مواسير الصرف الصحي العملاقة فإن وزير الداخلية مشكورا يوفر لهؤلاء سكنا بالمجان داخل المعتقلات بالإضافة للإعفاء من مصروفات الطعام والشراب والمياه والكهرباء والزبالة


- ثالثا: قانون الطوارئ يساعد على تقوية البدن ؛ ففي حقبة التسعينات كانت سياط الجلادين تلهب ظهورنا ، وكنا ساخطين على جلادينا وأسيادهم ولكن بمرور الوقت أدركنا أن هذه السياط وأخواتها من الشوم والعصي تعمل على تقوية العضلات بصفة عامة والظهر بصفة خاصة


- رابعا:يساعد قانون الطوارئ في علاج بعض الأمراض ؛فعندما كنت اصعق بالكهرباء في جهاز مباحث أمن الدولة بمدينة نصر كنت اصرخ بأعلى صوتي داعيا على زبانية التعذيب بالويل والثبور ولكن اتضح لي بعد ذلك أن هذا الصعق الكهربائي من شأنه إخراج الرطوبة من الجسم بالإضافة لتقوية عضلة القلب

- خامسا: قانون الطوارئ يكسب الإنسان فضيلة الصبر ؛ فخلال اعتقالي هذا فقدت أبي وأمي رحمهما الله ولم يوافق وزير الداخلية على حضوري لجنازتيهما، وكان عقلي القاصر يسئ الظن بالوزير ، لكن اتضح لي أن الرجل يريد أن يعودني الصبر وألا يجدد أحزاني غلطان هو؟!

- سادسا :قانون الطوارئ يدرب الإنسان على العيش في أحلك الظروف،ففي فترة التسعينات كنا ندخل السجون الجديدة بالشورت في عز البرد ونمكث على هذا الوضع طيلة شهر كامل ،حتى أن احد الإخوة اقترح علينا أن نردد جميعا عبارة”أنا لا اشعر بالبرد ثلاثة مرات كوسيلة نفسية لجلب الدفء

- كانوا أيضا يحرموننا من ساعات اليد حتى لا نعرف الوقت ولا ندري ليلا من نهار هكذا كان ظاهر الأمر بالنسبة لنا ولكن اكتشفنا بعد ذلك أنهم يهدفون إلى تقوية ملكة الاجتهاد لدينا حتى يستطيع الواحد منا معرفة الوقت بدون حاجة للساعة

- في تلك الحقبة أيضا كانوا يحرموننا من المصاحف والويل كل الويل لم يضبط معه مصحفا وطبعا كنا ننظر إليهم على أنهم يحاربون القرآن ، لكن اتضح لنا بعد ذلك أنهم يريدون مساعدتنا على حفظ القرآن عن ظهر قلب وهو ما لن يتحقق إلا بمصادرة المصاحف

- اعتادوا أيضا على ضرب الأخ الذي يرفع صوته بالأذان ليعلمنا بوقت الصلاة وما كنا ندري انه اختبار لنا ليعلموا مدى حرصنا وتمسكنا بالأذان رغم الضرب والإهانات

- ومن الذكريات الجميلة أنهم كانوا يكرهوننا على وضع عصابة على أعيننا عندما نخرج من الزنزانة لقضاء أية مصلحة خارجها فكنا نشير كالعميان ولقصر نظرنا كنا ساخطين من هذا الأمر لكننا أدركنا أنهم يحجبون أبصارنا عن رؤية أي شئ قد يؤذيها

- والحقيقة أن فضائل الطوارئ كثيرة جدا لكن ضيق المقام لا يسمح بالبسط في المقال ، والخلاصة إنني باعتباري واحدا ممن تمرغوا في نعيم الطوارئ فأنني أطالب باستمرار العمل بهذا القانون الرحيم لمدة ثلاثة عقود أخرى أو حسب ما يرى فخامة الرئيس حسني طوارئ

كتبــه : ( ع .ل)

معتقل إسلامي يرفل في نعيم الطوارئ في العهد المبارك

هناك تعليقان (2):

  1. ماشاء الله على قوة التحمل لقانون لا يطلق الا فى حالة الحرب ويدعون دائما بأننا بلد سلام لكن وجود هذا القانون دائما ليس دليلا الا على اننا نحيا الحرب بداخل وطننا العزيز
    فأنى لهؤلاء الغافلون الا يدركوا بأنهم مهما بلغوا فى تعذيبهم فلن يتراجع من يعتنق مذهب او جماعة على القناعة فهم مهما فعلوا لن يصلوا الى تفكيكها فاللهم ارفع مقتك وغضبك عنا
    *************** لمســـة أمـــان

    ردحذف
  2. جزاكم الله خيراً ,,, من وهب حياته لله فلا ينتظر الا الجنة اما رضا العباد فهو رضا زائف وزائل ..اللهم ارفع مقتك وغضبك عنا ..آمين

    ردحذف