الأربعاء، ديسمبر 16، 2015

إحياء الحركة الإسلامية المعاصرة "مفاهيم وتطبيقات" (1/ 5 )


التعريف:
يعرفها "عبد الوهاب الأفندي" بأنه: "مصطلح يطلق على الحركات التي تنشط في الساحة السياسية وتنادي بتطبيق الإسلام وشرائعه في الحياة العامة والخاصة .
أما "مصطفى الطحان" فيعرفها بقوله: "الحركة الإسلامية هي قاسم مشترك بين جميع العاملين للإسلام سواء كانوا حركات إسلامية قطرية أو إقليمية، أو عالمية أو "حركات إصلاحية" لأهداف محدودة أو "أجهزة رسمية" تعمل على نشر وترسيخ مبادئ الإسلام أو "جماعات خيرية" تساعد أصحاب الحاجات من المسلمين أو "حركات سياسية "تناصر القضايا الإسلامية، أو "حركات طلابية" تعمل على تجمع الطلبة في إطار الإسلام أو "حركات فكرية" تعمل على نشر الفكر الإسلامي وتصحيح مساره أو "حركات سلمية" تعني بعقيدة الأمة، أو "حركات صوفية" تجاهد في سبيل نشر الإسلام، بل ويشترك في هذا الإطار الأفراد الذين يعملون حسب اجتهاداتهم لخدمة الإسلام.
فالحركة الإسلامية هي كل هذا، لا يحدها مذهب ولا يحتكرها قوم، ولا يدعي ملكيتها فريق، بل هي هامش مشترك لكل من يساهم في القضية الإسلامية.
أما الدكتور "يوسف القرضاوي" فيعرفها في كتابه "أولويات الحركة الإسلامية" بأنها: "العمل الشعبي الجماعي والمنظم للعودة بالإسلام إلى قيادة المجتمع، وتوجيه الحياة كل الحياة بأوامره ونواهيه وتشريعاته ووصاياه".
وقد شاع مصطلح "الحركة الإسلامية في أدبيات الجماعة الإسلامية التي أسسها "أبو الأعلى المودودي" بالهند –باكستان لاحقا- وتنطق في لغة الأوردو "بلفظها العربي" تحريك إسلام.
وحول سبب تسميتها إسلامية" وليس "مسلمة" فهذا يعود لسببين: :
1 - ليس كل مسلم يتعامل مع الإسلام باعتباره مرجعيته العليا والنهائية، وإنما هناك من يتعامل مع الإسلام باعتباره موروث ثقافي أو عقيدة لا تتعدى الأحوال الشخصية، وعليه فإن الموقف من مرجعية الإسلام وحدود هذه المرجعية هو ـأحد الفروقات الأساسية بين هذين المصطلحين.
2 - مقوله الإسلامي أصبحت تطلق اليوم على تلك الوجودات الحركية أو السياسية والثقافية التي تعمل وتناضل بشكل جمعي من أجل إعادة الدور التاريخي والحضاري والسياسي للإسلام 
ومع بداية ظهور أول حركة إسلامية رفضت هذه الحركات اسم "الحزب" وهذا ما حدث مع جماعة الإخوان في "مارس 1928م" عندما سئل "حسن البنا" كيف سنسمي أنفسنا هل نسميها جمعية أم حزب أم…الخ، فأجاب "حسن البنا" بأنه تجمعنا إخوة في الله لذلك سنسمي أنفسنا إخوانا، ويرجع تجنب الحركات الإسلامية في بادئ الأمر إلى مسمى "الحزب"، حتى لا يغلب الطابع السياسي على إسلاميتها، لكن بمجيء جيل جديد من الإسلاميين من أمثال: "راشد الغنوشي" و"حسن الترابي" ارتبط مفهوم الحزب بالحركات الإسلامية، إذ لم يروا في "الحزبية" أي عائق لعمل حركاتهم الإسلامية .
نشأتها:
يمكن القول أن الظهور الأبرز لها بعيد إسقاط الخلافة والتي كانت راية عامة لجمع المسلمين فى مشارق الأرض ومغاربها فقد عجز قادة المسلمين عن إعادة بناء الخلافة الإسلامية مرة أخرى بعد أن أسقطها مصطفى كمال أتاتورك ، وإن ظلت عنصراً أساسياً في مناهج الدعوات الإسلامية وخطة واضحة في برنامج حركة اليقظة العربية الإسلامية ولقد كانت مكة وجامعتها في أيام الحج. وكان الأزهر، من القوى التي ساندت حركة اليقظة الإسلامية بعد سقوط الخلافة، وكان انتعاش السلفية الجديدة في الجزيرة العربية واليقظة الإسلامية في مصر وباكستان وغيرها، من علامات التعويض السريع ثم جاءت بعد ذلك مؤتمرات التضامن الإسلامي – وما زالت تخطو خطوات بطيئة ولكنها ثابتة.
وعن الأصل في صعود هذه الحركات الإسلامية هناك مدرستين تقسم رأي الخبراء الغربيين في هذا الأمر:
1 - المدرسة النيو استشراقية:
ويرجعون بروز هذه الحركات إلى خصوصية الإسلام لا إلى الديناميات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية.
2 - مدرسة العالم الثالث:
وترى أن نشوء الظاهرة الإسلامية كان ناتج مركب من الحرمان الاقتصادي والاستلاب الاجتماعي والحرمان من الحقوق السياسية.
والواضح أن الحركات الإسلامية قوي عودها منذ نكسة  1967م ضد الكيان الصهيونى  وفتح السلطة المجال للصحوة الإسلامية في السبعينات لضرب اليسار الراديكالي فكانت نقطة البدء لمشروع الإحياء المعاصر
  1. *المصدر: العاصمة نيوز


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق