الأربعاء، فبراير 09، 2022

تهافت " مثقفو المارينز" ، سيد القمنى نموذجاً

 

الأسطورة والتراث .. في فكر سيد القمني


بقلم / أحمد خليفة

صحفي حر ، مختص بالتيار الديني المعاصر

قرأت الكثير من وعن مشروع القمني ولا أبالغ إن زعمت أن ذلك  منذ عشرين عاماً تقريباً وقد ناقشت خلالها مع غيري ومع المثقفين أطروحاته قبل ظهور ثورة مواقع التواصل والفضاء الأزرق وليس الهدف هو الشماتة في الموت أو الاجهاز على ميت لا يستطيع الذب عن نفسه وشرفه العلمي وقد أليت الصمت في هيبة الموت والسكوت فى جلال الفقد لولا منصات التنوير الفجائية التي اشتعلت بفقدان رائد التنوير وراهب العقلانية ورمز المعتزلة الجدد (وهو ما نبين عوار هذا الفقر الفكري هنا) و بعيداً عن الانشغال بمآله ومصيره مما لا يعنينا ولا يفيد الحقل الثقافي وبالتجاوز عن صفاته الشخصية التى تميل للإثارة والفبركة وادعاء البطولة والشجاعة بينما الاشتباك الفكري مع طرحه أولي وأفيد لمعرفة كينونة كتاباته ومدى ثرائها من ضحالتها مع التغاضي عن سوقيته وفحشه الذي يشبه جلسات المصاطب و" الغرز" !

: ضياع منهجية البحث العلمي لدى القمني

 نظرة سريعة على منهجه المادي الأسطوري الذى لا يؤمن فيه بغيبيات أو يقينيات نجد أنه: :

اتبع -حسب تعريف أنصاره- ما سماه [المنهج المادي التاريخي] و[المنهج الرياضي] في أبحاثه ودراساته، مع حشد المادة التي تتناسب والمنهجين معًا، وتصنيفها وتبويبها لتتلاءم مع الخطة والمنهجين، لتصبح نشازاً متفردًا بذاته تفرد به القمني في جل أعماله البحثية.

  فهو يقتنع ثم يستدل وليس العكس  !! 

وفي هذا الصدد يقول القمني: “

فمنهج الاستدلال الرياضي يبدأ بفرض الفروض لحل المشكلة الماثلة أمام الباحث، ومن ثم يأخذ بجمع المادة العلمية المتعلقة بهذه المشكلة بالذات من مصادرها ومراجعها لتشكل له مادة خام يدعم بها فروضه، ويستخدمها أيضًا كقرائن وبراهين على وجهة نظره التي يريد أن يصل إليها في البرهان، وهو عادة المنهج الذي استخدمه كأسلوب عرض للمادة المجموعة وإعادة ترتيب عناصرها حسب الأهداف المرصودة، ثم أعمد إلى المنهج المادي التاريخي الذي استخدمه كأسلوب عمل وفحص لمكونات النص وعلاقته بزمنه وبيئته واقتصاده وشكله المجتمعي ونطاقه السياسي .. إلخ، ثم أعمد إلى تفسير النصوص لتنطق بالمخفي وراءها من أحداث حدثت في واقع الأرض، وبعد حشد المادة يتم تصنيفها وترتيبها ليلحق كل منها بالأبواب المرصودة في خطة البحث” مقالة مطولة "للدكتور" سيد القمني بعنوان [درس في البحث العلمي وأخلاقياته] الحوار المتمدنالعدد: 2855 – 11/12/2009.
واعتبر القمني أن القرآن هو أكثر من مجرد كتاب ديني، وأنه يحق له دراسته من {منظور تاريخي}، باستخدام المعايير العلمية المستخدمة في اختصاصات أخرى . وأن هناك بعدان للقرآن، البعد الأول حقائق تتعامل مع أحداث تاريخية حدثت في التاريخ الإسلامي مثل غزوة بدر ومعركة أُحد وصراع اليهود مع المسلمين في يثرب وغيرها من الأحداث. وهناك بالإضافة إلى هذا الجانب التاريخي جانب روحي وميثولوجي {أسطوري} لم يحدث بصورة عملية فيزيائية وإنما يمكن اعتباره رموز وليس حقائق تاريخية،!! ، وأخيراً يرى القمني أن القرآن يجسد نصًا تاريخيًا ولا ضير من وضعه موضع مساءلة إصلاحية نقدية وإن هذا النقد الإصلاحي لا يمثل ردة أو استخفافًا بالقرآن حسب زعمه بل هو يراه: “اقتحامًا جريئًا وفذًا لإنارة منطقة حرص من سبقوه على أن تظل معتمة وبداية لثورة ثقافية تستلهم وتطور التراث العقلاني في الثقافة العربية الإسلامية ليلائم الإسلام احتياجات الثورة القادمة”. !! فالرجل يرى نفسه مارتن لوثر الدين الإسلامي بأدوات باليه وقدرات محدودة إن لم تكن معدومة
!!.

. *** **** ***** ******

وهذا ما يفسر سبب غضب وألم الكثيرين من طرحه الجاف الخشن الذى يصل للبذاءة والتسفل وهو بغريب على قاعات العلم وندوات الرأي والفكر ، فأنى له من رقى الجابري و فكر فؤاد زكريا و اجتهاد نصر حامد وثراء حسن حنفي ، فهؤلاء تختلف معهم ولكن تحترم عقولهم وطرحهم العلمي النبيل ، أما حاطب الليل فلا قيمة لتشغيباته الساذجة التي تنم عن هوس مرضي ، بل لا علم أو دراية ولا حتى تأدب ، ولا حاجة لأدعياء الحداثة والتنوير لاصباغ ثوب البطولة والقداسة على الأفاقين مزوري التاريخ بل ورسالة الدكتوراه ذاتها ( وقد اعترف بذلك فى مقالته الشهيرة رحلتي العلمية ) فهذا مما يخصم من رصيد مستقبل الثقافة فى مصر ويُعري سوءة التيار المدني ويجعله بلا رواد أو آباء عظام حتى انحدر بهم الحال للتواري خلف خيالات أحمد عبده ماهر وأوهام خالد منتصر وبذاءات القمني وتقية أحمد سعد زايد كتنوير عقلاني معاصر لا يقدم مشروعاً نهضوياً شاملاً ولا يجابه استبداد ، فقط يخاصم الأمة في هويتها ويعاديها في ثوابتها وقيمها ودستورها بدلاً من نشر رايات الحرية والديمقراطية والدفاع عن حقوق المهمشين وتطبيق العدالة الاجتماعية الغائبة للبروليتاريا الكادحة .. ، . .

فالمتابع لأطروحة الكاتب (سيد القمني) Sayed ElQemany يجدها حكايات وروايات ليست إلا اتهامات جوفاء بلهاء، يرددها كالببغاء كما هي عادته فى كتاباته المبتسرة؛ وقد تركز جُل حديثه عن نفي وجود أي نظام سياسي إسلامي، متهمًا كل من يؤمن ويدافع عن النظام السياسي الإسلامي بالخيانة للوطن! ليعرض بعدها إلى مقام النبي صلى الله عليه وسلم لينفي عنه بناء دولة ونظام حكم بل وزعم إدعائه النبوة لحفظ مقام قريش ونسبها الشريف بدعم من جده عبد المطلب ! وكذلك فعل مع الخلفاء الراشدين،مجيشًا أساليب التهكم والاستهزاء وتفريغ الأحكام، بعيدًا عن أدنى ما تفتضيه أصول البحث من قواعد، في ظاهرة تستحق الوقوف أمامها وبحثها بعناية، ورصد تبعاتها لكشف الأهداف المريبة( القريبة والبعيدة) لمثل هذه الأبواق التي تأتي مغلفة في قوالب بعيدة عن مراميها برداء قميص التنوير والعقلانية الزائفة حتى كرر وصف نفسه بالمعتزلي !! بينما مدرسة المعتزلة مدرسة فكرية إيمانية رصينة لم يعرف عنها فى أصولها الخمسة أى ميل لإلحاد أو مادية بل إن التوحيد عندهم أصل من أصول الدين وعماده....
*/ للاستزادة يُراجع: ١ – كتاب (العلمانيون ومركسة الإسلام الرد على سيد القمني) لمنصور أبو شافعي. ٢– كتاب (التنوير بالتزوير مساهمة في نقد علمية الخطاب العلمي الرد على سيد القمني، وخليل عبد الكريم، ورفعت السعيد) لمنصور أبو شافعي. ٣– (كشف حقيقة سيد القمني) لمحمد مصطفى. ٤– (الرد على فكر سيد القمني صاحب الدكتوراه المشتراة المزيفة المزعومة) ليوسف البدري. وغيرهم ممن رد على اطروحاته التي أغلبها مقتبس من أوهام المستشرقين القديمة والتي أكل عليها الدهر وشرب. ))

 …
*** **** ***

ومن سمات كتابات سيد القمني::

1. اجتزاء النصوص من سياقها اللغوي والتاريخي لتعبر عن حكم قطعي، على الرغم من أن هذه النصوص هي واحدة من روايات واجتهادات مثبتة تاريخيا، كما في حالة زواج الرسول عليه الصلاة والسلام من السيدة خديجة، والتي حاول قسرها على تفسير مضلل.

2. أنه اقترف عدة مغالطات تاريخية عندما اعتبر بتأثر القرآن بشعر أمية بن أبي الصلت، وهذا ما يخالف ما أثبته المؤلف تحليليا من أنه لا علاقة بين شعر أمية والقرآن.

3. أن هذه الكتابات كانت تستهدف أساسا تقويض أركان وقواعد أصول الفقه توطئة لإثبات انتهازية الإسلام وتناقض نصوصه في مواقفه من الآخر وقبوله بالتعددية، ولكنها (الكتابات) ارتكبت أخطاء منهجية عندما أهدرت الترتيب التاريخي لنزول القرآن لدى محاولاتها توثيق الخلاصات والاستنتاجات.

يثبت الباحث منصور أبو شافعي كما يثبت الأستاذ الدكتور إبراهيم عوض تورط القمني في أحط وأخس ما يمكن أن يقع فيه كاتب. لأنه يذكر الواقعة واسم المرجع فإذا رجعت إلى المرجع وجدته قد اختلق الواقعة أو غيرها. كما أنه بخسة فكرية لا تبارى يذكر من الروايات ما يؤيد تحيزاته واستنتاجاته ويهمل ما يهدم تخريفه. من ذلك ادعاءه أن الرسول صلى الله عليه وسلم تزوج "الأرملة الثرية" خديجة بنت خويلد" بعد خداع والدها وتغييبه عن الوعي (بالخمر) لانتزاع موافقته التي تنكر لها بمجرد استيقاظه. ووصل الأمر بالأب إلى حد التظاهر ضد هذا الزواج في شوارع مكة. وينسب الكذاب الواقعة للبداية والنهاية لابن كثير. فإذا رجعت له اكتشفت وفاة والد السيدة خديجة رضي الله عنها قبل زواجها من الرسول صلى الله عليه وسلم بأعوام خمسة!!

وفى الختام "الرجل" بين يديُ ربه وقد أفضي إلي ما قدم . فالله حسيبه ومآله لن يؤثر فينا ولا يعنينا ، ولكنه كشخصية عامة كتبه وأفكاره بين أيدينا حيّة إلى يوم الدين نقاشها أولى ونقد مشروعه وتبيان تدليسه وارتزاقه سُنه حسنة وحسنة جارية نطُهر بها ساحتنا الثقافية التى أصبح بعض نجومها "حلانجية" لا رواد تنوير وحداثة! فقد ولّي زمن السجالات الفكرية مع قامات مدنية شامخة مثل (أركون وأسد والجابري وحسن حنفى) وأصبحنا فى زمن مثقفي "المارينز" و بهلونات الحظيرة.


رحم الله اليسار المصري النبيل ورموزه الخالدة : محمود أمين العالم وأحمد نبيل الهلالي وأحمد عبد الله رزه
*******************************

(خاص لموقع العربي اليوم ،، 

 نشر هنا

https://elarabielyoum.com/show670462

الثلاثاء، أغسطس 24، 2021

 

«يوم أن ولدت مصر من جديد»،
هكذا وصف السيد Osama Saraya رئيس تحرير الأهرام - Al-Ahram الأسبق عيد ميلاد الرئيس مبارك بالعرس والآية لكل المصريين الشرفاء، حيث قال «وهو عرس للشرفاء الوطنيين يسترجعون فيه بكل التقدير مسيرة قائدنا، الذى أصبح لنا رمزاً وآية لجهودنا فى بناء مصر الحديثة فى كل المجالات»، وأسهب سرايا فى مدح الرئيس قائلاً «مبارك يقف معنا فى تصحيح أى أخطاء أو كوارث مثلما كان معنا عندما صححنا أوضاع الوطن من الهزيمة إلى النصر، ومن ضياع الأرض إلى استردادها، ومن تفكك الوطن عندما روعنا الإرهابيون والمتطرفون إلى تماسكه، فواجهناهم إلى أن صححوا أمورهم واسترد أغلبهم عقولهم»
______________________________________________________________________
. لم ينسَ مؤرخ الصحافة البارز " الدكتور إبراهيم عبده " أول أستاذ اكاديمى إعلامى متخصص فى كتابه المهم “ومن النفاق ما قتل” وهو يقدم للطبعة الثالثة من كتابه والتى صدرت عام 1983، أن يوجه رسالة إلى حسني مبارك الذي كان قد ترأس الجمهورية عقب اغتيال الرئيس السادات في حادث المنصة الشهير (أكتوبر/تشرين الأول 1981)، نصحه فيها بأن يكون رئيسا لكل المصريين، وألا يتحزَّب ولا يستجيب لمن يدعوه إلى التحزُّب أو رئاسة حزب، وأن يعلم أن الديمقراطية هي أكبر ضمانة للاستقرار، وأنسب بيئة للتنمية، وحذره من النفاق والمنافقين، حرصا على أُمته وحرصا على نظام حكمه ولكن مبارك لم يعرف عنه اهتماما بثقافة أو قراءة !
ثم يقول فى كتابه المرجع «صدقونى ما من أحد فى العالم يلقى هذا النفاق ويعيش وسط هذا الرياء ويقرأ ويسمع كل يوم وكل ساعة ولحظة أنه منزه ولا يخطئ، وأنه والأنبياء على قدم المساواة، وأن قوله لا يأتيه الباطل أبدا وأن فى مقدوره أن يرحم أو لا يرحم وأن فى استطاعته أن يرمى ببعض خصومه من رجال الدين فى السجون كالكلاب. ما من أحد فى العالم يحاط بكل هذا النفاق ويبقى على طبعه الأصيل، فلابد أن تغره الدنيا، ولا يقبل نقدا لسلطانه أو تصويبا لبيانه، فمن المسئول عن هذا كله؟، إنه النفاق الذى مهد لكل بلاء أصابنا أو أصاب السلطان».
_________________________________________________________________
الحمد لله وقتها لم يظهز من يناديه بغمزة عين ولامن يلقبه بالمسيح المخلص أو عزيز مصر أو يوسف هذا الزمان !


السبت، أبريل 17، 2021

المكارثية المصرية الجديدة .. النشأة والخطورة

 

المكارثية المصرية الجديدة .. النشأة والخطورة
بقلم / أحمد خليفة
مدون متخصص فى شئون الحركات الإسلامية 

13.png

is_this_tomorrow.jpg
لاشك أن طبيعة التكوين الثقافى للعقل العربي (والعقل المصرى جزء منه ) تميل لاحتكار الحقيقة والاستئثار بها نتيجة عقود من التجريف الثقافى المتواصلة وسيادة بروباجندا تعلى من قيم الشيفونية والانتصارات الزائفة (بدءاً من صيحات الاذاعى المخضرم " أحمد سعيد " فى صوت العرب معلناً اسقاط وتدمير ترسانة العدو وليس أخيراً بالصحاف العراقى وغيره الكثير ***

 

واهم من يعتقد أن هذه الحقبة البائسة انتهت فالنظم السياسية فى دول العالم الثالث تعتاش على تقسيم الناس لموالين وصالحين هم اتباعها وجنودها وهم الدببة التى تقتل صاحبها وبين معارضين خونة أصحاب أجندات فلا مكان لناصح أمين فى أتون المعارك الوهمية التى لا تنتهى رغم ان أكبر معركة هى الانتاج والتعمير وتطبيق العدالة الاجتماعية والمساواة بين المواطنين فى الحقوق والواجبات وصون كرامتهم هو لب النظم الديمقراطية وواجب الوقت
 ***
فعلى عقلاء الوطن أن يوأدوا (المكارثية المصرية ) التى تزدهر بقوة هذه الايام فقد أنشاها السيناتور الأمريكى " جوزيف مكارثى" وامتدت لعشر سنوات فقط من عام 1940 م وحتى 1950 م فقد اتهموا كل من يختلف معهم بالعمالة للشيوعية وهم من العلماء والشعراء والكتاب والروائيين والفنانين العظام مثل شارلى شابلن، وبريتولد بريخت، وآرثر ميلر، وجريجورى بيك، وهمفرى بوجارت، وفرانك سيناترا، وجيمس ستيوارت، وجين كيلى، وريتا هيورث، وآفا جاردنر، ودانى كاى، وغيرهم! ونعتهم بالانقياد للعدو الأزلى للولايات المتحدة وهو الاتحاد السوفيتى فأعدوا قوائم لكل من ينادى بالاصلاح ورفع المظالم توصمهم بالخيانة والعمالة للفكر الشيوعى الأحمر! .
وراح ضحيتها أكثر من مائتي شخص تم الزج بهم في السجون، فضلا عما يزيد على 10 آلاف تم طردهم من وظائفهم والتنكيل بهم وفق تهم ملفقة ومن هؤلاء مارتن لوثر كينغ وألبرت أينشتاين وآرثر ميللر وتشارلى تشابلن
 
فقد دلسوا على الشعب الامريكى وجعلوا (الوطنية) والوطن شماعة لنشر أفكارهم، فمن يؤمن بجميع أفكارهم هو وطني، ومن يختلف معهم هو دون شك عميل وخائن! اكتشف المجتمع الأمريكي خطورة الظاهرة لأنها كانت تقوده للفشل والانغلاق بل والاحتراب الأهلي، وسريعا وأدها. !
بل جرت محاكمة جوزف مكارثى أيضا بتهمة التزوير والفساد فانتهى مدمنا على تعاطى المخدرات ومات وهو لم يبلغ بعد عتبة الخمسين عاما.
 ***
انتشر فى مصر تيار يوزع صكوك الوطنية بهواه وينعت الرأى الآخر بالعمالة والخيانة ولا مانع بالاتهامات المعلبة بالانتماء للإخوان (حتى لو كان يساريا قحاً أو مسيحياً حتى)

98884449_1346934079030285_8347255187290718208_n.jpg

تحولت هذه الدوغما المسمومة إلى حالةٍ من الإرهاب الفكري، شملت كل مخالف، حتى لو كان الاختلاف مبنياً على أساسٍ واقعي، أو سندٍ قانوني، فالانتهاكات والتهديدات واجب وطنى إذا ما أبدى صاحب رأي أو فكر أي رفضٍ لِما يدور حوله ، بينما وصل بعضهم حد المطالبة بالإعدامات والمناداة بالتطهير والمحاكمة العسكرية لكل من يغرد خارج السرب أو يطالب بحقوق الأطباء فى حماية كاملة لهم ودعم لوجيستى وشعبى لهم كخط دفاع أول فى مواجهة عدو قاتل وفيرس لعين !
.***
يقول الكاتب الفرنسي “جوستاف لوبون” في كتاب (سيكولوجية الجماهير): “أما الذين لا يُشاطرون الجماهير إعجابهم بكلام الزعيم يعتبرونهم هُم الأعداء”، منطق جماهيري قديم لا يعرف غير الولاء المطلق للحاكم، ووَصْم كل مخالف لسياسته بالخيانة وعدم الوطنية، إن حرية الرأي ليست جريمة، والاختلاف في الرؤى والمواقف ليست دليل خيانة، بل إن الخيانة الحقيقية هي تجميل الفساد، وتبرير العدوان، والتنكّر لِما يَمُر به الوطن من أزماتٍ طاحنة وتضيق في الحريات، تحت ذرائع واهية، فالأنظمة المستبدّة تتفنّن في صناعة عدوٍ لها من أجل البقاء في شرعيتها الزائفة، والحفاظ على تماسكها والسيطرة على الجماهير، ويساعدهم في ذلك كافة الشرائح من كافة المجالات
 ***
لم يعلم هؤلاء الموتورون أن الإساءة للوطن الحقيقية أن تسمح لرأي واحد فقط! الإساءة الحقيقية للوطن أن تفقد الأصوات المحبة لتراب هذا الوطن! في وطننا الإساءة الحقيقية أن يعود الاتحاد الاشتراكى مرة أخرى كمنبر وحيد للتعبير عن الآراء وما عداه فهو عميل ! الاساءة الحقيقية للوطن أن تتكرر الهزائم والنكسات فى المجالات العسكرية والطبية والمجتمعية والاقتصادية  نتيجة غياب الشفافية وانعدادم المحاسبة وسيادة ثقافة القطيع فى التهليل والتطبيل والتعريض منذ عهد عبد الناصر وحتى يقضى الله أمراً كان مفعولاً ...
 ***
فالعقلية الاحادية (المكارثية) مقابل العقلية النقدية لا تقل خطورة عن الفكر التكفيرى الداعشي فهما وجهان قبيحان لعملة واحدة لو كنتم تعقلون .
**************************
الغلاف لمجلة هزلية يتحدث عن شبح سيادة الشيوعية في الولايات المتحدة وانتشار الخوف والفزع بين الناس من نيران الشيوعية

الثلاثاء، مارس 16، 2021

عبدالله السماوى .. قراءة أخرى


أحمد خليفه..يكتب: "عبدالله السماوى" موحد الإسلاميين

16/02/2021 03:32


أحمد خليفة

إذا كان الملك الفرعونى نارمر " مينا " يعرف (موحد القطبين ) فإن السماوى موحد الإسلاميين المصريين من (دعوة وتبليغ - إخوان - جهاديين - قطبيين - سلفيين وغيرهم) فهو القطار الذى مر عليه أغلب التيارات الإسلامية المختلفة حتى قيل: "إن جميع الإسلاميين قد مروا عليه في وقت ما من حياتهم" حتى أن الشيخ (رفاعى طه) أحد أبرز قادة الجناح المسلح للجماعة الإسلامية بايعه بعد سماعه لخطبة واحدة منه وكذلك الشيخ كرم زهدى والشيخ د- ناجح ابراهيم ومحمد عبد السلام فرج وخالد الإسلامبولي وعصام العريان ومنتصر الزيات والشيخ عبد الله بن عمر أحد اشهر تلاميذ جهيمان العتيبي وغيرهم

  

بل وبلغت شعبيته آفاقا كبيرة تجاوزت الأمير التاريخى للجماعة الإسلامية "عمر عبد الرحمن" حيث يذكر الشيخ " عبد الرحمن بن لطفى " أمين عام حزب العمل بالمنيا -توفى منذ سنوات قليلة رحمه الله وهو ابن خالة خالد الاسلامبولي وابن شقيقة السماوى : (1) قيل له سيحضر يوم كذا فى مبنى (أ) بالمدينة الجامعية فذهب فى اليوم المحدد فوجد جمعاً كبيراً من الشباب يلتف حول الشيخ السماوي ولكنه قبل أن يبدأ فى إلقاء محاضرته علم السماوى أن الدكتور عمر عبد الرحمن سيحضر فى مبنى (ب) المجاور . فتوقف عن إلقاء المحاضرة وقال ألسنا دعاة دين واحد فلماذا نختلف إما أن نذهب إليهم وإما أن يأتوا إلينا ولما كان العدد الذى كان مع الدكتور عمر أقل بكثير من الذين كانوا مع الشيخ السماوى فقد جاء الدكتور عمر ومن معه ورحب به الشيخ السماوى وقدمه لإلقاء كلمته أولاً ، ولولا اعتقاله لكان أميرا لها قبل إمارة الشيخ عمر ولكن كانت أسس التمسك بالشيخ عمر انه عالم أزهرى معروف بينما السماوى لم ينل سوى الثانوية العامة فقط فى معركة السيطرة على العقول ومجابهة التنظيمات المنافسة لهم بدفع شبهة " قلة الزاد العلمى للأمير " وهى معركة استمرت لاحقاً بوجهتى نظر " لا ولاية لأسير" مقابل " لا ولاية لضرير" التى أفشلت توحد تنظيمى الجهاد والجماعة الإسلامية فى السجون

                                             

..- له كتابان غير مطبوعين الأول هو «الفيض السماوى لطه السماوي»، والكتاب الثانى هو «من معالم دعوتنا.

كانت أهم أفكارهما هى: تكفير الحاكم "الطاغوت"، ووجوب الخروج عليه لإسقاطه واعتبار أن مصر دار كفر لا تعلوها أحكام الإسلام، والجهاد من أجل قتال الكفار، والبغاة، لإقامة الدولة الإسلامية، واعتزل أفراد التنظيم المجتمع

كان السماوى يرفض الصلاة فى المساجد، ويعتبرها كلها مساجد ضرار وذلك عقب أن سيطرت الأوقاف على مسجد «الغر المحجلين معقل جماعته .

وفى مذكرات "بن لطفى" يعترف بالتخبط فى تأسيس قواعد (السماوية) الفقهية ومسوغها الشرعى قائلا: "أول ما تعلمته من شيخى وأستاذى السماوي هو حب ومولاة جميع المسلمين حتى أن الذى يريد أن يصنفنا يعجز عن ذلك فلا يعرف هل نحن من الإخوان المسلمين ؟ أم من التبليغ والدعوة ؟ أم من السلفيين ؟ أم من الجهاديين ؟! وذلك لأننا نوالى الجميع ونتعاون مع الجميع وندافع عن الجميع لأن الجميع فى نظرنا مسلمون وأن تفاوتت أفهامهم ومناهجهم" ولو كان الأمر هكذا فكان يسعهم الانضمام للجماعات أو الجمعيات القائمة وقتها كالجمعية الشرعية أو أنصار السنة أو التبليع الدعوة أو حتى الإخوان .

                         

وفى حواره الصحفى عام 2007 مع أحمد الخطيب مدير تحرير جريدة الوطن حاليا نستطيع ان نرى فكره بوضوح من لسانه لا من خصومه الذى اتهموه بتشكيل جناح مسلح وصلاته بحرق أندية الفيديو الشهيرة

حيث لا يرى جماعته فكره أو جماعة بل هى الاسلام ولا شىء سواه وكان يؤمن أن البيعة شرط من شروط الانضمام لجماعته ويسميها (مبايعة)(02)، وكان يعتبرها واجبًا شرعيًا، وناقضها فاسق منافق ودليل ذلك حادثة الشجار داخل مسجد التوبة بالمنيا لرفضهم امامة الشيخ جمال علم الدين لانشقاقه عنهم

وتصاعد الاشتباك بينهم فترك الناس الصلاة وانصرفوا مع أنه يختلف مع شكرى مصطفى فى غلوه وتكفيره وهو الذى كان فى هذه الفترة يحرم التعليم، ويحرم العمل فى البنوك وتسبب فى تحويل مسار طالب بكلية الطب إلى النجارة.

ومما يلفت النظر تخبط موقفه فى مشروعية العمل السياسي عبر الاحزاب فقد كان يرى عدم مشروعية الإنضمام للأحزاب السياسية لإنها تزيد من فرقه المسلمين ولذلك فقد رفض دعوه الشيخ صلاح أبو إسماعيل له للإنضمام لحزب الأحرار مع أن الشيخ صلاح قال له إن الشريعة الإسلامية لن تطبق إلا من خلال الأحزاب وما لم يتم الواجب إلا به فهو واجب . فقال له أنت ترى أن الإنضمام للأحزاب واجب وغيرك من العلماء - يقصد الدكتور عمر عبد الرحمن – يرى أن الإنضمام للأحزاب كفر فأنا وجودى خارج الأحزاب مصلحه للمسلمين داخل وخارج الأحزاب حتى أقرب بين وجهات النظر بينما فى أواخر حياته انضم للهيئة العليا لحزب العمل (الاستقلال حالياً) رفقه الأستاذ مجدى حسين - فرج الله عنه - بل وخطب فى نقابة الصحفيين قبيل وفاته بشهور .

 

وبيما أقر بأن التغيير باليد ليس من مبادئه فلم ينكر أو يدين قيام بعض تلامذته بحوادث نوادى الفيديو فهو مجرد استعجال للأحداث فى نظره ولم يلتفت لدماء الابرياء المراقه .

وفى أسباب تعليله لانتشار جماعته المتزايد وقتها أشار إلى خلو الساحة سوى من جماعته فالآخرون فى السجون وهى إشارة قوية للعقلاء فى أجهزة الدولة بضرورة تقوية دور الازهر الشريف وتقدير قوته الناعمه وسط الناس بل وترك مساحة آمنه للتيارات الوسطية لملأ الفراغ حتى لا يتمدد فيه أهل الغلو والتكفير ، وقد توفى عام 2009 ونعاه الاخوان على موقعهم الرسمي بقلم دكتور عصام العريان - رحمه الله - بينما رفضوا نعى الشيخ كرم زهدى   أمير الجماعة الاسلامية السابق المتوفى منذ ايام وصاحب مبادرة وقف العنف مع رفيقه دكتور ناجح إبراهيم ...

وختاما : كان من الطريف أن أجد تعليق للسيدة (هاجر السماوى) تترحم فيه على والداها - لطيب نيتها لا تعرف مغزى المنتدى ونقاشاته- فى منتدى علمانى يميل للالحاد كان يناقش افكار والداها رغم ان السماوى كان يحرم التعليم سابقا... فسبحان من جمع النقائض فى مكان واحد !!

*****************************************************************************************************************

(1) / عبد الرحمن بن محمد لطفى أمير السماويين فى المنيا وأمين عام حزب العمل(الاستقلال)بالمنيا صاحب مدونة (أنا مسلم) وكانت صفحته على الفيسبوك تنضح بالغلو والتكفير الجلى - رحمه الله -- توفى منذ سنوات قليلة ... وهو مؤشر على قدرة (الجهاديين) باختراق الاحزاب الرسمية فى غفلة من الاجهزة.

(2) والمبايعة هي المعاهدة فى نظره وسميت المعاهدة مبايعة تشبيهاً لها بالمقايضة المالية، وكأن المبايع قد باع نفسه وماله لله، والبيعة أو المبايعة تجوز لمطلق أعمال البر والمعروف، فهناك بيعة علي الإسلام وبيعة للخلافة وبيعة علي الجهاد وبيعة علي الموت وبيعة علي ألا نسأل الناس شيئاً، وهناك بيعة علي إقام الصلاة وإيتاء الزكاة والنصح لكل مسلم، فالمبايعة مشروعة علي مطلق أعمال البر والمعروف ولا تختص بالخلافة فقط.

________________المراجع___________________

1-    عبدالله السماوي أمير جماعة السماوي الإسلاميةلـ«المصري اليوم»: أنا المؤسس الحقيقي لـ «الجماعة الإسلامية» وسيد إمام رجل قدير Https://Bit.Ly/3jP484p

 

2-مذكرات الشيخ رفاعي طه (14) من مؤسسي الجماعة الإسلامية المصرية .. بايعت الشيخ عبد الله السماوي بعد أول خطبة سمعتها له https://bit.ly/2Ou43aG

 

3-مات السماوي الإمام

https://bit.ly/3d7gio2

 

4- نعى د- عصام العريان - رحمه الله - على موقع الاخوان

https://bit.ly/3rTRGDu

 

5-الوجه الآخر لآلهة العنف"| طه السماوي.. تاجر العسل الذي علمهم التكفير

https://bit.ly/2ZhGJ2g

 

6-سلسلة منطلقات الخلاف بين أطياف السلفيين

https://bit.ly/3aidORO

 

7-الشيخ الذي لم ينتم لجماعة السماوي.. قبلة الإسلاميين على اختلاف جماعاتهم

 

https://bit.ly/3psW4Yx

المصدر : 

http://al3asemanews.net/news/show/153221 : 

 

الثلاثاء، فبراير 21، 2017

وسطية الخُلان فى نعى الشيخ " عمر عبد الرحمن "

{وسطية الخُلان فى نعى الشيخ "عمرعبد الرحمن"} :

بقلم / أحمد خليفة 

رحل عنا أمس الداعية المقدام عمر عبد الرحمن - رحمه الله تعالى - وكعادة البشر فى اختلاف الاراء فى العلماء  بين مغالى متحمس أو مجافى مضاد وتلك هى طبيعة الناس فى كل زمان ولكن ما يهمنا هنا الاشارة الى المنهج الوسط للتقييم إجمالاً .

بالقطع الشيخ كغيره له ما له وعليه ما عليه وحتى لا نشطط فى الميزان أو تغلبنا الحماسة والعاطفة نأخذ هذه الوقفات :

{يحسب له صدعه بما يراه حقاً دون مواربه أو تجميل وتحمله ثمن ما آمن أنه كلمة حق فى وجه سلطان جائر وما أكثر سلاطيننا . وفى نموذج عملى لدمج العلم الشرعى بالعمل الحركى لم يكتف بتأليف الكتب والمجلدات فى خلوته بل اندمج فى المجتمع الفيومى المتعطش لكلمة حق من دعاة الازهر الاجلاء الذين آثر بعضهم السلامة ، وحينما صاح بها " رهين المحبسين " - السجن والعمى - أقبلوا على دروسه أفواجاً حتى كان مسجد ( فيديمين ) يمتلىء عن آخره فقد جمع بين الصوت الندى الذى يحبر القرآن الكريم تحبيراً وبين علوم الحديث والفقه و السيرة فى تبسيط غير مقل ولا سرد مخل حتى أنه حينما كان يتحدث فى خطبه عن (( فرعون)) كان الجميع يعلم بوضوح من يقصد ! ، ولا ينسى له مساهمته الفاعلة فى حقن دماء شباب الدعوة - وليته استمر على ذلك - حيث قام أحد مخبري أمن الدولة بقتل أخ وهو يهم بإلصاق إعلان عن محاضرة للشيخ بمدينة أسيوط، وثارت ثائرة الشباب، رغبة في الانتقام من هذا الفعل الغاشم ، ولكن الشيخ من منطلق حرصه على أبنائه - ولم يكن قد مضى وقتها على خروجهم من السجون إلا عام وبضعة أشهر - رأى أنه لا يصح التورط في أي عمل يجر الشباب إلى معركة غير متكافئة مع نظام متجبر ظالم، بل إن الشيخ قد ذكر - في مؤتمر حاشد عقد بتلك المناسبة - أنه علم أن الشباب ينوون الخروج عقب المؤتمر بمسيرة حاشدة تجوب أرجاء المدينة، وناشدهم أن لا يفعلوا ذلك وأن ينصرفوا في هدوء، حتى لا يتخذ ذلك ذريعة لتدخل أمني غاشم. وحينما حاول مدير الامن شكره على صنيعه رفض مصافحته أو مقابلته لانه متورط فى تعذيب الشباب فى بورسعيد ، ولم يخش الوقوف فى وجه ( قوانين جيهان ) للاحوال الشخصية بل خرج فى مظاهرة حاشدة لتسليم الاجهزة النتفيذيه اعتراض شرعى وقوى على محاولة منع تعدد الزوجات، ويمنع الطلاق إلا على يد القاضي  فتصدى له وأوقفه مع ثلة من العلماء والدعاه العاملين .}

تعرض لكثير من الابتلاءات مثل النزاع الفقهى ( لا ولاية لضرير ) مقابل ( لا ولاية لأسير ) ففشل الدمج بين الكيانين الكبيرين ( الجهاد والجماعة الإسلامية ) ولم ينتهى به المطاف إلا مسجوناً ظلماً فى قضية ملفقة بزعم تخطيطه لتفجيرات 93 وكان بين الأشرطة السمعية التي زعموا أنها أدلة إدانة له : شريط قُدِّم للمحكمة بطريق الخطأ، وهو يحوي مكالمة هاتفية بين ضابط من المباحث الفيدرالية وبين العميل المصري المدعوعماد سالم، وفيه يشرح الضابط لذلك العميل كيف يمكنه الإيقاع بالشيخ وتوريطه في القضية، وأن عليه أن يحاول استدراجه للحصول منه على أقوال يمكن أن تعد جرائم يعاقب عليها القانون وهو ما حدث حينما تكلم بحريته عن ظلم وطغيان ( حسنى مبارك) وأن شره قد استطال فتم ترجمتها إلى التحريض على قتل حاكم مصر وقتها أثناء زيارته لنيويورك - لم يزرها مبارك سنتها - وتم الحكم عليه بالسجن مدى الحياه وفرط الجميع فى قضيته الانسانية العادلة فى أن يقضى بقيه عقوبته فى السجون المصرية ويوارى الثرى فيها إلا محاميته الامريكية التى حكم عليها بالسجن بزعم نقلها رسائل الشيخ لمريديه ! ...


ومما يؤخذ على العالم الجليل موقفه الذى ارتضاه من الحاكمية وهو واضح وجلى بأسانيد فقهية حتى أنه ارتضى الكفر الاكبر المخرج من الملة لمن حكم بغير ما أنزل الله صراحة فى رسالته المنشورة ( كلمة حق ) دون مراجعة أو عذر بالجهل أو اشتراط الجحود والنكران فى مخالفة واضحه لما أرتآه الصحابة والسلف والخلف وكذلك يقينه بأن الإمة الأسلامية غير قائمة لأن من يعلوها معاند لشرع الله .. كما أن تحريمه الصلاة على الرئيس عبد الناصر- رحمه الله - على منبره ساهم فى عزل تلاميذه وتغذية مفاهيم ( الحاكمية ) و ( الجاهلية المعاصرة ) وغيرها حتى تراكمت وأدت إلى استباطهم لحله أموال النصارى و لشرعية اغتيال ( السادات) دون أن يفتى لهم جهرة أو حتى يخبروه اعتماداً على الادبيات التى درسها لهم !
.

يظل موقفه من المبادرة ملتبساً حيث ينقل بعض المقربين منه دعمه لحقن الدماء وتأييد المبادرة بينما ينقل عنه الشيخ رفاعى طه أنه كان يظن أن مبادرة وقف العنف التى أطلقتها الجماعة الإسلامية مجرد هدنة، لذا أيدها فى باديء الأمر عبر كلمته الشهيرة «وقفوا لله»، ثم تراجع عن ذلك فى ٢٠٠٠، وسحب تأييده لوقف العنف وأرسل ذلك لمن بيدهم مقاليد الأمور ولكنهم تكتموا على الأمر

ولم ينتهز الشيخ أو محبوه الايام والسنين لإعاده كتابه أفكاره وتدقيقها ومراجعتها أثناء سجنه الطويل لتوضيح ما أستقر عليه وما بدله ليسقى عصارة تجربته لشباب الامة ولكن هكذا اقتضت المشيئة فمن باب تبليغ العلم و صدقة جارية له حان الوقت أن يخرج تلاميذه ما فى عجبتهم ليستفيد الشباب ولا يعيدوا الكرة من بدايتها حتى تستوى الثمرة .

 وختاماً : جانب من تعليقات القراء على خبر موته
المقال منشور فى ( العاصمة نيوز هنا

الأحد، فبراير 12، 2017

سفينة عبد الله القصيمى .. بين الامواج والعواصف

الاستشهاد بكتابات عبد الله القصيمي عن ماهية الدين ودور التطبيقات الخاطئة للأفهام المعوجه للشريعة وسماحتها كمن يستشهد بكتابات (خيرت فيلدرز ) واليمين العنصرى الاوروبى عن المسلمين بل يجب الاخذ فى الحسبان تقلباته الفكرية منذ بدايته "وهابيا" قحاً حتى ألف رسالته «البروق النجدية في اكتساح الظلمات الدجوية»، وهو لم يتجاوز الثالثة والعشرين من العمر للدفاع عن الدعوة النجدية. مماأغضب علماء الأزهر الذين اعتبروا الكتاب تجرّؤاً من طالب أجنبي على عضو في «هيئة كبار العلماء» أكبر هيئة في الأزهر. ثم أُبعِد من الجامعة التي كان يحلم بالوصول إليها. وصدر قرار في (مارس) عام 1932 بفصل القصيمي من الأزهر.حتى انتقل إلى مبارزة "العلمانيين"، وأصدر كتاب «نقد كتاب حياة محمد».ثم كتابه ( الصراع بين الإسلام والوثنية ) وهو كتاب في الرد على الشيخ الشيعي محسن الأمين الذي هاجم الدعوة الوهابية ورجالها وحكامها ثم كتب ( مشكلات الأحاديث النبوية وبيانها .)وهو كتاب يرد فيه على علماء المادة والملاحدة ، ويبين أن لا تناقض بين الأحاديث النبيوية والعلم الحديث !

لكن التغيير الحقيقي في فكر "القصيمي" بدأ مع كتاب «هذي هي الأغلال» الذى أعلن فيه إلحاده بشكل صريح وجعل الشريعة الإسلامية هي الأغلال التي أعاقت مجتمعات المسلمين من (النهوض)، فأوربا لم تنهض حتى خلعت ربقة الإيمان بالله واليوم الآخر...وتكلم في الأنبياء…وكذب أشياء قطعية في القرآن… إلى أن وصل الى لبّ المشكلة ـ كما يرى ـ وهي في نسف الغيبيات، والإيمان بالعقل فحسب. تجلى ذلك في كتبه اللاحقة : «العالم ليس عقلاً»، «هذا الكون.. ما ضميره»، «كبرياء التاريخ في مأزق»، «أيها العار إن المجد لك»، «فرعون يكتب سفر الخروج»، ثم في كتب لاحقة هي أشدّ وضوحاً وأقسى عبارة في هجاء التراث الديني وتحميله اوزار الإنسانية وهزائمها وسقوطها وضعفها وأمراضها وكل ويلاتها ـ كما يزعم ـ وذلك في كتبه: «الإنسان يعصي. . لهذا يصنع الحضارة»، «الكون يحاكم الإله»، «يا كل العالم : لماذا أتيت؟»، و«العرب ظاهرة صوتية». كما كان لتنشئته المفككه وظروفه الاسرية التى تربى فيها عامل كبير فى تمرده ورفضه للثوابت

ووصل به الغرور مداه أن قال :

كفى احمداً أني نظرت كتابه ........لأن يدعي أن الإله مخاطبه

ولو شامني أني قرأت كتابه .........لقال إليه الكون أني وخالقه

____________________________________________

خاتمة : من لايدرك بنيوية وأدبيات وثراث الجماعات الاسلامية المختلفة وتمايزها ويساوى - وهو على أريكته - بين (الاخوان وداعش وبوكوحرام وحماس) فلا تأخذوا منه علماً لانه فقد شروط الباحث الحصيف من {الحياد والأمانة والبعد عن الهوى وحظوظ النفس } فى التصنيف والبحث العلمى المعتبر .

 

للإستزادة : 1- «القصيمي بين الأصولية والإنشقاق ـ 1907 ـ 1996» لمؤلفه الألماني يورغن فازلا، ترجمة محمود كبيبو، واسم الكتاب في الأصل الألماني «من أصولي الى ملحد. . قصة انشقاق عبد الله القصيمي»،

2- «خمسون عاماً مع عبدالله القصيمي». عبد الرحمن إبراهيم / دار جداول

السبت، يناير 21، 2017


فتح البارى فى بيان مختصر تلبيسات الفقيه الهلالى

بقلم / أحمد خليفة

ِ

******************************(1)***********************

يتميز "الدكتور سعد "بتبحره في الفقه القارن وعنده اطلاع باقوال العلماء قديماً وحديثاً واسع ولكنه لا ينكر الاقوال الشاذة
وعنده ان مجرد وجود الخلاف بين العلماء مسوغ لقبول الاقوال وان كان الخلاف غير سائغ ومخالف للنصوص الصحيحة وهذه مشكلة كبيرة جدا
من أمثلة ذلك :
ذكر مذهب الامام مالك في اباحة اكل لحوم الكلاب و لو احد اخذ بهذا الذهب فلا ننكر عليه،
ذكر مذهب أبي حنيفة ورواية عن الامام احمد بجواز حمل الخمر ونقلة بالاجرة اذا كان الاجير خاصا وبنى على ذلك ان من يعمل في الفنادق ليقدم الخمور فلا حرج عليه على المذهب
ومما لا شك فيه ان هذا المسلك بترتب عليه امور خطيرة
ومن تتبع رخص العلماء اجتمع فيه الشر كله!

***********************               (2)           ***********************

خالف " الدكتور الهلالى " ما قرره أهل العلم من تعريفات جامعة مانعة، والتي أصبحت من المتواترات المسلمات؛ مثل استنكاره لكون أحكام الفقه توصف بالشرعية،وإطلاقه على الأحكام الفقهية بأنها أحكام لا توصف بكونها من الدين، وغلطه في الإجماع، وتناقضه في احتجاجه بالإجماع، وأن الإجماع غير متحقق وقوعه، بل وقوعه ضربا من الوهم والخيال، وغلطه في الرِّدَّة.وغيرها

ومما يعرف عنه أنه دشن منهجاً فقهياً شاذاً وهو طرح جـميع الآراء التى وردت فى الفقه الإسلامى واجتهادات الصحـابة والتابعين والمذاهب الفقهية الأخرى ــ غير الأربعة المعروفة عند السنة - ثم يطرح هذه الآراء بتبايناتها وتنوعها على الملأ، ويترك للمستفتى - قد يكون عامياً - حرية اختيار الرأى الذى يناسـب ظروفه انطلاقا من قناعته بأن «المسلم مفتى نفسه»، وأن ترجيح رأى عـلى آخر هو نوع مـن الوصاية والكهنوت الدينى ولم يرى أن هناك فرق بين فقه التيسير -في الشريعة- المبني على اليُسْر ورفع الحرج، والمنضبط بضوابط المعقول والمنقول، وبين منهج المبالغة والغلو في التساهل والتيسير واتباع الرخص وشواذ الآراء.
"فلا ينبغي للمفتي – تحت ضغط الواقع – أن يضحي بالثوابت والمسلمات، أو يتنازل عن الأصول والقطعيات بالتماس التخريجات والتأويلات التي لا تشهد لها أصول الشريعة ومقاصدها.
كما أشار إلي أن الرخص الشرعية الثابتة بالقرآن والسنة لا بأس بالعمل بها لقول النبي ﷺ في الحديث الصحيح : إن الله يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه .

ولكن تتبع رخص المذاهب واعتماد الفتاوى الشاذة منهج خاطئ، ولا يصح الترويج للأقوال الضعيفة، والشاذة، والمرجوحة، والمبثوثة في كتب التراث، وطرحها على الجمهور، لأنه تَنَكُّبٌ لمنهج أهل السنة والجماعة الذين أجمعوا على ترك العمل بالأقوال الشاذة."كما أوضح شيخ الأزهر الشريف .


*******************          (3)            *************


ويهتم بالبحث عن بعض الأقول والآراء الشاذة والمهجورة وغير المعمول بها وتتبع الرخص حتى وصل بع الحال للقول عن مقلدى المذاهب بعباد الأصنام !.. ومما يزعمه فى ترجيح مذهبه : أنه لا شيئ فى الدين ملزما للمسلم.. وهو كلام عجيب؛ كنت أفهم –لو كان الرجل مدققاً - أن يتحدث عن درجات: الواجب والمندوب إليه والمكروه والمنهيّ عنه والحرام ..إلى آخره.. أو يتحدث عن حقيقة أن الإنسان حر فى اختياره: إما أن يؤمن ويلتزم وإما أن يكفر ويتحمل مسئولية اختياره. أمَّا أن يقول: "لا شيئ فى الإسلام ملزم إلا ما ألزم الشخص نفسه به" فهي عبارة مطّاطة مضلِّلة.. لا يقول بها إلامتخبط متحذلق. أو غاوى شهرة وأضواء . لا أستاذ فى الفقه والأصول... فهلا يقوم بمراجعة هذه الاقوال الشاذة ونصرة الدليل مهما كان حجم المخالف
فلا يخفى عليه انه كل يؤخذ منه ويرد الارسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يصح الارتكان لترجيح العوام والبسطاء فى أمور الفقه المعتبرة


واذا جعلنا اقوال العلماء كلها مقبولة لكان ذلك عصمة ورفعا لهم عن مكانتهم وجعلهم كالانبياء وهذا لانقبله جميعا ولا يرضاه عاقل فضلاً عن فقيه !

لمزيد من التفصيل :

1- ما هكذا تورد الإبل يا سعد / أحمد النسناس

2- وقفات مع منهج الدكتور الهلالى فى الفتوى / إسماعيل إبراهيم