الأحد، مايو 10، 2015

وقفه منهجية مع كُتيب "الردّة عن الحريّة"، 1-2

استهلال : كان "الراشد " ولازال مدرسة تربوية تربى عليها شباب الصحوة وكان شعارهم ( حتى إذا جد "المسير" وانطلق العمل من " المنطلق" واشتعلت نيران " العوائق " بادرها الإخوان بماء " الرقائق"
ومن باب التقدير والعرفان للمربيين الفضلاء وجب نفض الغبار عما علق بكتاباتهم مؤخراً ولا يمحق هذا النقد  عظيم الفضل السابق بالقطع خصوصاً مع وصية الكاتب بطباعة خمسين ألف نسخة منه على المرابطين فى غزة ليكون ميثاق ومنطلق للمرحلة المقبلة ومع تنامى لأسماعنا عن تدريس هذا الكتيب فى الأسر والشعب داخل الصف لذلك تم تناوله برؤية نقدية بعد سنتين من صدوره تقريباً .
20 رمضان 1434 هـ الموافق 29/ 7/ 2013 صدر كتيب" الردّة عن الحريّة"، " للمفكر الإسلامى المخضرم  ( محمد أحمد الراشد) – عبد المنعم صالح العزى – المكنى بأبى عمار

ملخص الوثيقة :
وضع الراشد وثيقته التنظيميّة وقد جاءت فى 83 صفحة  وقسمت إلى ثلاثة محاور هي: "توضيح الأطراف المشاركة في الانقلاب" و"دور الإخوان المسلمين في تجاوز هذه المحنة التاريخيّة" و"حصر لأهم الفوائد التي قد يحصلون عليها رغم صعوبة الموقف".
تحرص الوثيقة على توصيف الوضع الحالي في مصر بأنه أبشع انقلاب عسكري في التاريخ المعاصر بمنهجيّة دمويّة، وفي الوقت ذاته تعتبره بداية لتوحّد الأمة الإسلاميّة بأسرها تحت قيادة واعية، مستدلاً بميادين الاعتصام المنتشرة في مختلف المحافظات المصريّة التي من شأنها أن تـبدّل المعادلة وتلغي تفوّق العسكر, قائلا في ص8: "فإذا حصلت انتخابات حرة لا تزوير فيها، فإن الأغلبية سـتـنحاز إلى الشرعية والحرية، ويرجع الرئيس المخطوف مرسي إلى الحكم".
ويتّهم الراشد الولايات المتحدة الأميركيّة بدعم الانقلاب لرغبتها بضرب الطموح الإسلامي، وذلك عبر استخدام الجيش المصري بعد إثارة الضجيج الشعبي والإعلامي المصنّع، مشيراً إلى تورّط عدد من القيادات السياسيّة المصريّة في الانقلاب من أمثال "محمد البرادعي وحمدين صباحي"، الذين تربطهم بأميركا علاقات قويّة والذين كانوا جزءاً هاماً من مخطّطاتها في الشرق الأوسط.
ونصت الوثيقة في ص10 على "خيبة الأمل في الرئيس "باراك أوباما"، الذي اعتقدنا أنه أعقل من الرؤساء الذين سبقوه، ويـسـمح للحرية أن تـنـتـعش في بلادنا، كونه مثقف أكثر من سلفه "جورج بوش" بكثير، ويميل إلى الواقعية والتزام المبادئ، وهو بدعمه للانقلاب في مصر يـبرهن على أنه يسلك السلوك المصلحي البعيد عن الالتزام الأخلاقي، ويخضع لضغوط اللوبي الصهيوني الذي يرى تحقيق أمن إسرائيل من خلال هذا الانقلاب".
ولا تفوته الإشارة إلى دور "الدولة العميقة" والنفوذ المتغلغل لأتباع نظام مبارك والموالين له، ممن كانوا حجر عثرة كبير في طريق الرئيس المعزول محمد مرسي معرقلين أية خطوات إصلاحيّة يقوم بها.
إلى ذلك يتّهم الراشد إسرائيل بالمساهمة في تسريع وتيرة القضاء على حكم مرسي، عبر تبنّي الانقلاب، ويمنحها دوراً مبالغاً فيه في التخطيط للانقلاب ودعم الجيش المصري. ثم يشير إلى الرعاية الخليجيّة الماليّة، بخاصة السعوديّة والإمارات العربيّة المتّحدة، التي خُصّصت لتشويه صورة الرئيس المعزول؛ بسبب ما قالت الوثيقة في ص17 أنه "مشروع قناة السويس الذي أدرجه الرئـيس مرسي على رأس خُطته التـنموية، وكان سـيغدق على مصر مائة مليار دولار سنوياً، ويوفر مليون وظيفة للمصريـين، لكن الإمارات شعرت أن هذا المشروع سـيوجه ضربة لمنطقة جبل علي الحرة في دبي، ولذلك دافعت عن نفسها بإزاحة مرسي، وصدر قرار الانقلابـيـين بإلغاء مشروع القناة بعد أسبوع واحد من الانقلاب".

لا يغفل الراشد في وثيقته التنظيميّة الخاصة توجيه أصابع الاتهام إلى إيران، باعتبارها من الأيدي الخفيّة للانقلاب، وذلك من خلال تـسـخيرها جهود الشيعة العرب ضدّ مرسي والتصعيد ضدّه في القضيّة السوريّة. وكان مرسي قد رفض عروضاً إيرانيّة للتغلغل في مصر ، ذاكراً في ص20 معلومات تنشر لأول مرة مفادها "بأن إيران عرضت على مرسي إسناد خطته التـنموية بـ30 مليار دولار فوراً إذا أعطاها المشاهد والآثار الشيعية بمصر، لتجعلها مزارات ونقطة انطلاق للتشـيـع، وإغراء بالتكفل بـ5 ملايين زائر شـيعي إيراني وعربي يضاعفون دخل السـياحة المصرية، فرفض مرسي، ولذلك بذلت إيران كل طاقاتها من أجل إسناد الانقلاب".
ثم يتحوّل الراشد إلى زاوية أخرى من رؤيته للانقلاب، فيطرح أفكاراً حول تمثل الواجب الحقيقي للإخوان المسلمين إزاء تطوّر أحداث الانقلاب، ومنها أهميّة استمرار الحشد التظاهري السلمي والحفاظ على سلميّته على الرغم من سقوط مئات القتلى. وقد اتهم قيادة العسكر بالسعي إلى توريط الإخوان بأحداث عنف.
ثم يذهب إلى تعداد جملة فوائد ستعود على الإخوان المسلمين من الانقلاب، من قبيل: كسب تعاطف عدد أكبر من المصريّين والعرب والمسلمين، وبالتالي فإنهم بذلك يحتلّون مكانة جديدة بهذا الحجم الضخم للمرّة الأولى في التاريخ. كذلك، فقد أنتج الانقلاب فرصة تاريخيّة لتـشـغيل الطاقات الإسلاميّة المدعومة بقِيَم "العطاء والتضحية والصبر والثـبات"، بما في ذلك طاقات النساء في تنظيم الإخوان. ويختم الراشد وثيقته بالقول: بعد الانقلاب أصبحت مصر قضيّة الأمّة الإسلاميّة كلها. وانتصار الإسلاميّين فيها هو مفتاح إنجاز انتصارات متتالية في جميع الأقطار العربيّة 
استدراك 1 : والرفق يقود الى التدرج معهم – يقصد الناس- ، وتحمل أخطائهم وعيوبهم، والمربي لا يكثر من الأوامر ومظهر الصرامة ، فإن التلميذ ينفر ، ويحس بذلك كما قال سعيد بن تركان: ( صحبت أنا وأخي علي يعقوب بن الوليد بعد صحبة الجنيد ، فما عظم في قولبنا أحد ولا تجاوز أحد الجنيد ، لأنه كان يؤدبنا تأديب شفقة ، والآخرون يؤدبونا تأديب رياضة وإظهار أستاذية.) فليس عندنا ميدان إظهار أستاذية . كلا أيها الداعية . بل أخوة وعطف ولطف وحنان . وإن النفوس حساسة فاحذر .   المسألة التربوية – محمد أحمد الراشد
أهمية الوثيقة للصف الداخلى:
، كانت قيادة الإخوان المسلمين بحاجة أكثر من أي وقت مضى إلى مثل هذه الوثيقة التنظيميّة الداخليّة التي تعتبر لسان حال الجماعة المنهمكة حالياً في لملمة جراحها وتجميع قدراتها واستدراك ما لديها من مراكز قوّة في المجتمع المصري، بعد أن كاد الانقلاب يقضي على ما تبقّى منها، بخاصة وأن القواعد التنظيمية للإخوان بقيت بعيد الانقلاب وحتى الآن من دون رواية رسميّة تشرح لهم ما الذي حصل ولماذا سقط مرسي بهذه السرعة وهل يمكن أن يعود رئيساً تحت أي ظرف من الظروف؟
لكن الإجابات المنتظرة لم تكن مباشرة، لأنها انشغلت كثيراً بتحميل الأطراف الأخرى مسؤولية الانقلاب، وهو نوع  من الهروب إلى الأمام في تبنّي نظرية "المؤامرة" التي تحظى بـ"شعبيّة" كبيرة في أوساطهم وإن بنسب متفاوتة. ويبدو كأن الراشد لم يعثر طوال عام كامل على أيّ خطأ لمرسي، الذي أطلق عليه أكثر من مرّة وصفاً عاطفياً يدغدع المشاعر المرهفة من سوءات الانقلاب الأسود ً وهو "الرئيس القرآني"!
*المصدر: العاصمة
رابط المقالhttp://al3asemanews.net/news/show/138759

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق