الأحد، مايو 17، 2015

هل ذهب فضل " دكتور فضل" ؟ ( 1-2)

(1)
التعريف بالأمير:


الشيخ الدكتور ( سيد إمام ) كان أحد مؤسسي «مجموعة المعادي» وهي النواة الأولي لـ« تنظيم الجهاد » وكان علي رأس المجموعة بجانب الدكتور ( أيمن الظواهري) زعيم تنظيم " القاعدة " الحالى .

واسمه بالكامل حسبما ورد في القضية رقم ٨ لسنة ١٩٩٨ جنايات عسكرية المعروفة إعلامياً بـ« العائدون من ألبانيا » هو ( سيد إمام عبدالعزيز الشريف ) وله أكثر من اسم حركي وكنية، منها «الدكتور فضل» و«الدكتور سيد إمام» و«عبدالقادر بن عبدالعزيز»، والأخير هو الاسم المعروف به في أوساط الحركات الجهادية .

ولد الدكتور ( سيد إمام عبدالعزيز إمام الشريف ) ، في أغسطس عام ١٩٥٠ في مدينة بني سويف شمال الصعيد،
التحق بكلية الطب بجامعة القاهرة، متخصصاً في الجراحة العامة، وتخرج عام ١٩٧٤ بتقدير ( امتياز مع مرتبة الشرف الأولي ) .

جدير بالذكر أن جماعة الجهاد المصرية كانت قد اختارت للشيخ عبد القادر بن عبد العزيز أو الدكتور فضل لقب «مفتى المجاهدين في العالم»، كما أن صديقه أيمن الظواهري قد دفعه دفعاً نحو إمارة الجماعة بعد أن جمعتهما مدينة بيشاور على الحدود الأفغانية ـ الباكستانية في الثمانينات من القرن الماضي، وكان لهذا الاختيار مغزى خاص في نفس الظواهري يعكس رغبته في المحاكاة، وذلك بوجود عالم شرعي له ثقل يضاهي الشيخ عمر عبد الرحمن مفتى تنظيم «الجماعة الإسلامية». وكان الظواهري قد تعرف عليه في أروقة كلية الطب بجامعة القاهرة في عام 1968، وخلقت الزمالة بينهما مساحة للحوار، أثمرت عن صداقة ولدت قبل 40 عاماً في مناخ متأجج بعد انهيار المشروع الناصري. وتأصلت العلاقة بينهما مع طوفان الصحوة الإسلامية الذي اجتاحت مصر في عهد الرئيس الراحل أنور السادات بعد تصالحه مع التيار الإسلامى لضرب التيار الشيوعى ، فخرج إمام إلى السعودية ليلحق به الظواهري بعد الإفراج عنه في عام 1986، وينطلق الصديقان بعدها إلى أدغال التجربة الأفغانية، إلى أن يختلفا ويفترقا حتى وصل بهما الحال حالياً للتشنيع والمباهلة .
 وفي عام ١٩٩٣ حدثت هزة كبيرة في التنظيم بسبب انكشاف جناح" طلائع الفتح "العسكري الخاص بتنظيم الجهاد،وقد احتدم الخلاف الداخلي على إثرها بين أعضاء الجماعة وقياداتها في السودان، التي طالبت بحضور أميرها الدكتور «سيد إمام» من باكستان التي ظل مقيماً فيها ، ولم يستجب « إمام » لمطلبهم , فطالب التيار المتمرد باستقالته من إمارة الجماعة , ومع استفحال الخلاف قرر الدكتور «إمام» تقديم استقالته من إمارة الجماعة ومن تنظيم الجهاد كله، وأبلغ ذلك قيادات التنظيم وأعضاءه في السودان، وهو الأمر الذي انتهي بعد ذلك باختيار الظواهري أميراً، بعد أن ظل التنظيم فترة دون أمير»على الأراضي السودانية في عام 1994 بعد أن جنح الظواهري بالتنظيم إلى دروب الخروج المسلح  في مواجهة النظام المصري، قبل أن ينتهى به الحال في أحضان تنظيم القاعدة بعد صفقته الشهيرة مع أسامة بن لادن عام 1998 في «الجبهة الإسلامية العالمية لجهاد اليهود والصليبيين».

وذهب فضل إلى اليمن ليعمل باسمه الحقيقي، السيد إمام عبد العزيز، وفي مهنته الحقيقية كطبيب قبل أن تسلمه السلطات اليمنية إلى مصر ليمثل للحكم الصادر في حقه بالسجن المؤبد في قضية «العائدون من ألبانيا»، رغم أن الدكتور إمام لم يسافر قط إلي ألبانيا، بعد أن ذكر المتهمون اسمه صراحة كأمير لتنظيم الجهاد بينما بقي صديقه على الطريق الذي اختاره وأنطلق في كنف حكم طالبان مع رفيق جديد هو أسامة بن لادن الإسم الأبرز للجهاديين المعاصريين .

وبقي مسجونا حتى بعد قيام الثورة التي أطاحت برأس النظام فقط  , وكان آخر من خرج من سجنه في عهد "مجلس طنطاوى"  بالرغم من خروج كافة المعتقلين والسياسيّين من الجماعات الإسلامية وعلى رأسهم رئيس الجمهورية الأسيق " محمد مرسى"  , وذلك بعد أن تقدّمت عائلته بالعديد من الطلبات والإلتماسات للمجلس العسكري للإفراج عنه فتم الإفراج عنه دون ضجيج ..


(2)
 18مارس 2007  أطلق الشيخ  (سيد إمام فضل الشريف) وثيقته التاريخية " وثيقة ترشيد العمل الجهادى فى مصر والعالم "  يدعو فيه «الحركات الجهادية الإسلامية» في مصر والعالم إلى «ترشيد عملياتها»، كما يستنكر فيه «ظهور صور مستحدثة من القتل والقتال باسم الجهاد انطوت على مخالفات شرعية ويرى أن الجهاد في الإسلام فريضة مستمرة وباقية، لكن «الجهاديين» مارسوا أخطاء عديدة، وصلت إلي حد المفاسد.

كما يشير  «الأمير» إلى  أن سفك الدماء، وإتلاف الأموال بغير حق، من أكثر الأشياء التي تجلب سخط الرب عز وجل .

(3)

ما بين الدهشة والذهول والارتياح والصدمة ... استقبل الكثير من المعنيين بالشأن الجهادى والمختصين فيه هذه المراجعات المفاجئة من داخل السجن  لان صاحبها له وزنه الثقيل داخل الأطر الجهادية ويحظى باحترام وتقدير بالغين داخلهم  وهو صاحب الكتاب الشهير الذى يعتبر " ما نفيستو" العمل الجهادى ( العُمدة فى إعداد الُعدة ) والذى ألفه فى 1988 ميلادى  وكذلك المرجع الضخم ( الجامع فى طلب العلم الشريف )  والذى يستدل به أجيال الجهاديين باستمرار  بجوار كتب الأستاذ سيد قطب وأخيه محمد قطب – رحم الله الجميع - .

وقد ساهمت المراجعات المذكورة مع ما سيقها من  مراجعات الجماعة الإسلامية 1997 ميلادى فى وقف  سيل الدماء وحفظت الأنفس والأعراض  وانهت  بذرة الخروج المسلح  وأعادت الدعوة لدفء المساجد وأحضان الناس ..

بينما  كانت تحليلات نخب الفكر متابينة  ما بين اعتبارها توبة جديدة واحقاق لمبدأ الدولة فى دحر السلاح بالقوة ولا عزاء للإقناع والحوار وما بين اعتبارها تراجعات تمت برضى أمنى داخل سجون " الطواغيت " وعملائهم . خصوصاً مع احتفاء جريدة " الشرق الأوسط " اللندنية بها ونشرها فى حلقات ثم نقلت عنها " المصرى اليوم " ! وهو ما أدى لاثارة الشكوك وعدم الارتياح لدى أبناء التيار الجهادى  والتى سرعان ما تبرأ أغلبهم مما جاء بها ونسى بعضهم فضل صاحبها ورماه الأخرون بالعمالة والاستسلام للطواغيت وأذنابهم .. .

- المقال على " بوابة العاصمة الإخبارية " 
- المقال على " إسلاميون "

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق