(1)
إحدي أهم سمات "الدكتور فضل"،
الانطواء والانعزال والبعد عن الحياة الاجتماعية، كانت مقابلته والالتقاء به من
الأمور الصعبة حتي لأعضاء التنظيم الذين يعيشون معه في أفغانستان وبيشاور أو في
معسكر الفاروق، كان سكرتيره الخاص يحدد خمس عشرة دقيقة للمقابلة بعد أن يقدر
ضرورتها، مما أغضب الشباب حوله، لكنه الأمر الذي أهله لتحقيق النبوغ العلمي
والتفرغ لتحصيل العلوم الشرعية والاطلاع علي أمهات الكتب في فروع الفقه وأصوله
والعقيدة، ورغم اشتغاله المبكر بالعمل الحركي والتنظيمي، منذ شارك في تأسيس أول
خلية جهادية عام 68 مع أيمن الظواهري، ثم توليه إمارة جماعة الجهاد التي تكونت في
بيشاور 89، إلا أنه ما خُير بين الشرع والإدارة إلا اختار العلم الشرعي وترك
الإدارة والإمارة طوعا، انعزل عن الإمارة وهو يمارسها فعلا فجعل الاختصاص لصديقه
ورفيقه الدكتور أيمن الظواهري، وكان تفسيره لـ «البيعة السرية» أو ما
وصفه بـ
«البيعة لصفة التنظيم وليس لشخص بعينه».
يروى عنه المنظر الجهادى المستقل المقيم فى لندن " د- هانى السباعى" –
مدير مركز المقريزى للدراسات التاريخية - :
«الدكتور فضل من أفضل الذين ردوا علي (المرجئة) وأظهروا أباطيلهم، كما تناول قضية
تعريف الإيمان التي وردت في حديث جبريل في منتهي الدقة»، ورغم هذا كله فإنه لم
يغتر بعلمه، ولم ينكر أحد عليه ما وصل إليه حتي من اختلف معه، ربما هذه الصفات
تفسر كثيرا سبب عدم تأثيره في بنية جماعة الجهاد عند تركه لها، رغم الحب الذي تمتع
به، والهيبة التي تحققت له في نفوس أتباعه، لكن أحدا لم يتبعه عندما اختار طواعية
أن يترك العمل التنظيمي ويغادر الجماعة، كانت صرامته وجديته سببا في عزلته
الدائمة، عكس الدكتور أيمن الظواهري، الذي وإن اتسم أيضا بالهدوء وقلة الكلام إلا
أنه كان دائم الصلة بالشباب منفتحا عليهم ملتصقا بهم.
دوى شديد أحدثته مقالة « المتاجرون بالإسلام » والتى نشرت على بعض المواقع
الجهادية والتى يتحدّث فيها عن أن جهاز الأمن المصري في العهد الأسبق قد سمح للإخوان ومن وصفهم بأدعياء السلفية والفضائيات
التابعة لهم بحرية النشاط , وذلك لصرف الشباب عن الالتحاق بالحركة الجهادية،
فتضخمت تلك الجماعات التى ظلت مباحث أمن الدولة ترعى تسمينها طوال 30 سنة فى فترة
حكم حسنى مبارك فى صفقات صريحة مع النظام ، مشيرا إلى أنه على الرغم من خلع مبارك
فإن النظام باق كما هو لم يتغير بسبب تدخل الإخوان وأدعياء السلفية لإجهاض الثورة
فى مقابل قبض الثمن ! وحسب ما جاء فى المقال، فإن معارضة شعبيّة وطنيّة حقيقية
للنظام السابق ، كانت قد ظهرت بين صفوف الشعب المصري , لكن الإخوان سارعوا فى عرض
خدماتهم بضرب هذه المعارضة فى مقابل مكاسب لهم ( وتم عقد صفقات ) مع النظام في هذا
الشأن , وكله باسم الإسلام ، متابعا « لقد أتقن حسن البنا هذه اللعبة منذ أن حوّل
جماعته إلى طابور تشريفات للملك فاروق يهتفون له (الله مع الملك) فسمح لهم بالتمدد
والانتشار
وكان البنّا يقدم
خدماته للملك من ضرب الوفد إلى ضرب الشيوعيين فى مقابل السماح له بالتمدد والعمل
على زيادة أتباعه بالشعارات الإسلامية التى كانوا ينقضونها على الدوام ، وينقضون
إسلامهم بنصرتهم لحاكم لا يحكم بالإسلام.
وأشار الدكتور (
فضل ) إلى أن الإخوان يتحملون تبعات جرائم النظام السابق لأنهم أيدوه بل وشاركوه
في رسم السياسات المدمّرة لمصر , كما أنّهم أعلنوا موافقتهم المسبقة على توريث
الحكم لجمال مبارك , فقام مبارك بتسمينهم لمحاربة الحركة
الجهادية، وهذا أقذر ما
فعلوه على مدى تاريخهم الذى وصفه بغير
النظيف
وأضاف أنه فى عام 1990 وعندما كان يعمل جرّاحا” في مستشفيات المجاهدين الميدانيّة
على الأرض الأفغانيّة ( أيام الجهاد الأفغانى ) كان يعمل معه كمساعد جراح الدكتور
( عماد عبد الغفور ) والذي عمل مساعدا” لرئيس الجمهورية الأسبق ( الدكتور مرسي ) ،
حيث قال له الدكتور عماد , إن تلاعب حسن البنا بالإسلام وصل إلى الدرجة التى كتب
له فيها الشيخ ( عبد الرحمن الوكيل ) رئيس جمعية أنصار السنة فى ذلك الوقت , رسالة
فى مجلته بعنوان « يا بنّا , أقم وجهك للدين حنيفا! »
وقال إن الإخوان
لم يتورعوا فى ارتكاب أقبح الكبائر التى سّماها الله بالفسق … من الكذب إلى الخداع
إلى نقض الوعود والغدر بالحلفاء ، إلى المتاجرة بدماء الثوار، إلى الشماتة فى
المظلومين، إلى التجسس على الناس والاستكبار على الآخرين ، وأتقنوا العيش على
أوجاع الناس ، بل أتقنوا التلّون بكل الألوان والأكل على جميع الموائد ، فما ترك
الإخوان وأدعياء السلفية شيئا من الكبائر إلّا وفعلوه
كما رمى الداعية السلفى الشهير" محمد حسان" بالكفر على حد قوله، لأنه قال : ( إن الدكتور محمد مرسى له شرعية قرآنية ونبوية بالمعاندة لكلام الله .. ) ،
واصفا إياهم بأنهم يلعبون بدين الإسلام كما يلعب الصبيان بكرة الشراب
وأكد أن كل من
انتخب هذا الرئيس الكافر ( ويعني الرئيس مرسي ) أو أيّده أو عاون فى ذلك بأى دعاية
أو تمويل ولو بقرش، ولو كانوا بالملايين، فهم كفار مرتدون، لأنهم أرادوا دوام حكم
الكفر بمصر ولا عذر لأحد منهم بجهل ولا شُبهة ولا تأويل
وتمادى الدكتور
فى تشديده على كفرهم بأن قال :… ( وكل هؤلاء المرتدين صلاتهم باطلة، وصلاة من صلى
خلفهم باطلة، وعليه الإعادة وإن طال الزمن إن كان مسلما، ومساجدهم التى ينصرون
فيها هذا الكفر هى مساجد ضرار، ومقرات أحزابهم هى مقرات للكفر بالله، مضيفا أنهم
نبذوا كتاب الله وراء ظهورهم وانشغلوا بفروج النساء من الختان إلى سن الزواج إلى
نائب الفعل الفاضح
وتعلّموا نواقض
الوضوء ولم يتعلموا نواقض الإسلام فوقعوا فيها، وظن بعض الناس أن هؤلاء مسلمون،
فكرهوا الإسلام نفسه حتى خلع بعض النساء الحجاب
وتابع « لقد أصبح
الرئيس الإخوانى يحكم بميليشيا حزبه ، يرسلهم ليحاصرون المحاكم ويهددون القضاة ,
بل ويمنعونهم من الدخول لقاعات محاكمهم لمزاولة أعمالهم ويرهب خصومه بهم ويسكت
عنهم، فتحولت مصر إلى حكومة بلطجيّة وميليشيات تماما” كما يحدث في لبنان - على حد
قوله
بينما كشف ( مُنظّر
الجهادية السلفية ) أن زعيم تنظيم القاعدة ( أسامة بن لادن ) كان له دور فى رفع
أسهم الإخوان لدى أمريكا موضحا ذلك بقوله كانت كل الحركات الجهادية ببلاد المسلمين ذات أهداف محلية كمعارضة لحكام
بلادها ، ولم تفكر يوما” فى الصدام مع أمريكا , إلى أن جاء ( الإخوانى السعودى بن
لادن ) ليدفع ببعض هذه الحركات للصدام مع أمريكا لتحقق هدفين
الهدف الأول :…
رفع أسهم ما يسمى بالإسلام المعتدل (جماعة الإخوان) لدى أمريكا كبديل مقبول ( في
المستقبل ) ، فقامت أمريكا بالتعامل معهم ( على هذا الأساس ) لصد الحركات الجهادية
وسحب الشباب منها ، لا لإقامة الحكم الإسلامى الحقيقى
والهدف الثانى :
… هو إضعاف الحركات الجهادية بتلك الصدامات، وقد تحقق هذا منذ بدأ بن لادن صدامه
مع أمريكا 1998، فضربت أمريكا جماعة الجهاد المصرية، ثم بعد تفجيراته فى أمريكا فى
11سبتمبر 2001 احتلت أمريكا أفغانستان وقامت بضرب وتشريد أكثر من 20 حركة جهادية
من شتى بلاد المسلمين ( كانت تتخذ من أفغانستان مقرا لها ، ولم تكن متعاونة مع بن
لادن ) بل كانت تعارض تصرفاته وتراها ضررا عليها، وظلت أمريكا تتعقب تلك الحركات
كعدو حقيقى لها ، وتوقع بها الضربات وتلحق بها الخسائر حتّى ضعفت تلك الحركات
الجهادية كثيرا فى مقابل تسمين الإخوان وتصعيدهم
وختم مُنظّر الجهادية
السلفية قوله : إنه وبعد أكثر من ثمانين سنة من الدّجل والمتاجرة بالإسلام وخداع
المغفلين باسم الدين، ( آلت للإخوان رياسة مصر وبرلمانها والنقابات والإعلام
بوزارته وصحفه وإذاعته وتليفزيونه وفضائياته المتعددة، ومعهم مجلس حقوق الإنسان
للتغطية على جرائمهم بحق المصريين وتجميل صورتهم، ومعهم التنظيم الدولى والتمويل
السرّى، ومعهم أمريكا وإسرائيل ) …. إلا أنه من المؤكد أن الإسلام ليس معهم !
(3)
بُعيد
هذا الاضطراب الفكرى الذى مر به "الأمير" تهيأت الفرصة الذهبية لفضائيات
الثورة المضادة أثناء حُكم الرئيس الأسبق " محمد مُرسى" – فك الله كربه
- المعنية بوصم الحركة الإسلامية بالرجعية
والجمود والتطرف والإرهاب وإفشال تجربتهم فى الحكم فاستضافه الإعلامى الليبرالى الداهية " عماد الدين أديب " فى
برنامجه " بهدوووء"
وفي اول ظهور إعلامي له بعد السجن فاجئ د
"سيد امام الشريف" الساحة الإسلامية بتكفيرها جميعا وإلقاء أحكام الردة
عليها، ورمي جميع قيادتها ودعاتها المشهورين بالكفر البواح بل وإستخدم مصطلح
"مرتدين" وأعتبر "الإخوان المسلمين" طائفة من الفرق
المارقة ورئيسهم الذي يتبني الديمقراطية
كبير الكفار.! واضاف
أن كل من انتخب مرسى وغيره وأيده يقع فى
نفس دائرة الكفر وأكد أنه لا توجد دولة واحدة مسلمة حالياً ! والمذيع يتقمص دور
المحايد باصطناع ولا يقاطع الضيف بل
ويناديه بفضيلتك دون أن يستضيف أحد علماء " الأزهر الشريف" للرد عليه أو
حتى فتح التليفونات للمواطنين للمشاركة الحوارية كما يفعل فى العادة !
حتى بلغ مبلغ لم يصل أحد من العالمين قبله أثناء الحوار قائلاَ أن
جميع حكام مصر منذ "محمد على" وحتى "مُرسى" كفار .! وبالطبع
يكون هذا عنوان مثير ومطلوب للقناة لتضعه وسط شاشتها وكذلك تكرر الأمر باستضافة الإعلامي
الماركسي " يوسف الحسيني " للأمير فى حلقة تعدت الساعة والنصف دون أن
يبدى أى استغراب لهذه الافكار الشاذة على قناة " أون تى فى " المملوكة
للملياردير القبطي المتطرف " نجيب ساويرس"!
(4)
الأمير شخص واحد
.. وثلاث وجوه
مرحلة الثمانينيات والتسعينيات
سطر
دكتور سيد إمام تصوره عن الأوضاع في كتابيه (العُمدة والجامع) ومختصره هو تكفير كل
حاكم يحكم بغير ما أنزل الله بالإضافة إلى أنصاره و تكفير المشاركين في العملية
الديمقراطية سواء الناخب أو المنتخب , ومن أراد التفصيل فليرجع إليهما
قبيل الثورة
سطر
مراجعاته والتى نادى فيها فيها بتجنب القتل على الجنسية ووجوب عهد الأمان للذمى
غير المحارب وحرمه استهداف السياح الاجانب وغيرها من أخطاء الممارسة الجهادية
المعاصرة
بعيد الثورة
عاد ليكفر الحاكم بغير ما أنزل الله والمتمثل وقتها في "مرسي" وكل من انتخبه وكل من شارك
في الديمقراطية حتى من التيارات الأخرى وتحدث بتفصيل في هذه الأمور في سلسلة
مقالات "المتاجرون بالإسلام" و " إخوان ولكن ليسوا شهداء وليسوا
مسلمين" و " جمعة نصرة السفهاء ومساجد الضرار لا نصرة العلماء ومساجد
المسلمين" ثم
عاد لصومعته مرة أخرى منكفئاً على ذاته
اعتقد أن الأمير
حالة سيكولوجية مليئة بالشغف والإصراروالتحدى
جديرة بالدراسة لأصحاب المراكز البحثية النفسية لبيان الاضطراب الفكرى الذى
يصيب بعض القادة الكاريزميين ويؤثر على اجتهاداتهم المتغيرة باستمرار
ولنا أن نسأل : هل ذهب فضل " دكتور فضل" ؟!
المقال على " بوابة العاصمة الإخبارية " وعلى " بوابة الإسلاميون "
المقال على " بوابة العاصمة الإخبارية " وعلى " بوابة الإسلاميون "
******************************************************
المُلحقـــــــات :
1-مراجعات «الجهاد».. هدنة لالتقاط الأنفاس.. أم بداية جديدة؟
جريدة " الوطن " القطرية العدد 5848 07/09/2011 الأربعاء
جريدة " الوطن " القطرية العدد 5848 07/09/2011 الأربعاء
2-تفريغ نصى
لحلقة نقاشية بقناة الجزيرة الفضائية
3- حوار مع عماد أديب ( يوتيوب)
وهنا تفريغ نصى
لهذا الحوار : https://www.facebook.com/MrsymkWharqDmk/posts/179345592218098
4- حوار مع يوسف الحسينى ( يوتيوب)
5- حوار مع محمود الوروارى (يوتيوب)
6- أونا تنشر / سيد إمام : جميع حكام
مصر منذ محمد على وحتى مرسى كفار http://onaeg.com/?p=985456
7- مُنظر
المراجعات (سيد إمام) : الإخوان مرتدين ورأس الكفر أبو إسماعيل
8- ملخص الوثيقة بقلم دكتور فضل
www.jihadica.com/wp-content/uploads/2008/05/tarshid-al-jihad.pdf
9- عبد المنعم منيب : عرض الوثيقة http://www.sudaress.com/sudansite/850
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق