الثلاثاء، مايو 19، 2015

هل ذهب فضل " دكتور فضل" ؟ ! 2-2


(1)
إحدي أهم سمات "الدكتور فضل"، الانطواء والانعزال والبعد عن الحياة الاجتماعية، كانت مقابلته والالتقاء به من الأمور الصعبة حتي لأعضاء التنظيم الذين يعيشون معه في أفغانستان وبيشاور أو في معسكر الفاروق، كان سكرتيره الخاص يحدد خمس عشرة دقيقة للمقابلة بعد أن يقدر ضرورتها، مما أغضب الشباب حوله، لكنه الأمر الذي أهله لتحقيق النبوغ العلمي والتفرغ لتحصيل العلوم الشرعية والاطلاع علي أمهات الكتب في فروع الفقه وأصوله والعقيدة، ورغم اشتغاله المبكر بالعمل الحركي والتنظيمي، منذ شارك في تأسيس أول خلية جهادية عام 68 مع أيمن الظواهري، ثم توليه إمارة جماعة الجهاد التي تكونت في بيشاور 89، إلا أنه ما خُير بين الشرع والإدارة إلا اختار العلم الشرعي وترك الإدارة والإمارة طوعا، انعزل عن الإمارة وهو يمارسها فعلا فجعل الاختصاص لصديقه ورفيقه الدكتور أيمن الظواهري، وكان تفسيره لـ «البيعة السرية» أو ما 
وصفه بـ «البيعة لصفة التنظيم وليس لشخص بعينه».
يروى عنه المنظر الجهادى المستقل  المقيم فى لندن " د- هانى السباعى" – مدير مركز المقريزى للدراسات  التاريخية - : «الدكتور فضل من أفضل الذين ردوا علي (المرجئة) وأظهروا أباطيلهم، كما تناول قضية تعريف الإيمان التي وردت في حديث جبريل في منتهي الدقة»، ورغم هذا كله فإنه لم يغتر بعلمه، ولم ينكر أحد عليه ما وصل إليه حتي من اختلف معه، ربما هذه الصفات تفسر كثيرا سبب عدم تأثيره في بنية جماعة الجهاد عند تركه لها، رغم الحب الذي تمتع به، والهيبة التي تحققت له في نفوس أتباعه، لكن أحدا لم يتبعه عندما اختار طواعية أن يترك العمل التنظيمي ويغادر الجماعة، كانت صرامته وجديته سببا في عزلته الدائمة، عكس الدكتور أيمن الظواهري، الذي وإن اتسم أيضا بالهدوء وقلة الكلام إلا أنه كان دائم الصلة بالشباب منفتحا عليهم ملتصقا بهم.
(2)

دوى شديد أحدثته مقالة « المتاجرون بالإسلام » والتى نشرت على بعض المواقع الجهادية  والتى يتحدّث  فيها عن أن جهاز الأمن المصري في العهد الأسبق قد سمح للإخوان ومن وصفهم بأدعياء السلفية والفضائيات التابعة لهم بحرية النشاط , وذلك لصرف الشباب عن الالتحاق بالحركة الجهادية، فتضخمت تلك الجماعات التى ظلت مباحث أمن الدولة ترعى تسمينها طوال 30 سنة فى فترة حكم حسنى مبارك فى صفقات صريحة مع النظام ، مشيرا إلى أنه على الرغم من خلع مبارك فإن النظام باق كما هو لم يتغير بسبب تدخل الإخوان وأدعياء السلفية لإجهاض الثورة فى مقابل قبض الثمن ! وحسب ما جاء فى المقال، فإن معارضة شعبيّة وطنيّة حقيقية للنظام السابق ، كانت قد ظهرت بين صفوف الشعب المصري , لكن الإخوان سارعوا فى عرض خدماتهم بضرب هذه المعارضة فى مقابل مكاسب لهم ( وتم عقد صفقات ) مع النظام في هذا الشأن , وكله باسم الإسلام ، متابعا « لقد أتقن حسن البنا هذه اللعبة منذ أن حوّل جماعته إلى طابور تشريفات للملك فاروق يهتفون له (الله مع الملك)  فسمح لهم بالتمدد والانتشار
                                                                           
وكان البنّا يقدم خدماته للملك من ضرب الوفد إلى ضرب الشيوعيين فى مقابل السماح له بالتمدد والعمل على زيادة أتباعه بالشعارات الإسلامية التى كانوا ينقضونها على الدوام ، وينقضون إسلامهم بنصرتهم لحاكم لا يحكم بالإسلام.

وأشار الدكتور ( فضل ) إلى أن الإخوان يتحملون تبعات جرائم النظام السابق لأنهم أيدوه بل وشاركوه في رسم السياسات المدمّرة لمصر , كما أنّهم أعلنوا موافقتهم المسبقة على توريث الحكم لجمال مبارك , فقام مبارك بتسمينهم لمحاربة الحركة 
الجهادية، وهذا أقذر ما فعلوه على مدى تاريخهم الذى وصفه  بغير النظيف

وأضاف أنه فى عام 1990 وعندما كان يعمل جرّاحا” في مستشفيات المجاهدين الميدانيّة على الأرض الأفغانيّة ( أيام الجهاد الأفغانى ) كان يعمل معه كمساعد جراح الدكتور ( عماد عبد الغفور ) والذي عمل مساعدا” لرئيس الجمهورية الأسبق ( الدكتور مرسي ) ، حيث قال له الدكتور عماد , إن تلاعب حسن البنا بالإسلام وصل إلى الدرجة التى كتب له فيها الشيخ ( عبد الرحمن الوكيل ) رئيس جمعية أنصار السنة فى ذلك الوقت , رسالة فى مجلته بعنوان « يا بنّا , أقم وجهك للدين حنيفا! »

وقال إن الإخوان لم يتورعوا فى ارتكاب أقبح الكبائر التى سّماها الله بالفسق … من الكذب إلى الخداع إلى نقض الوعود والغدر بالحلفاء ، إلى المتاجرة بدماء الثوار، إلى الشماتة فى المظلومين، إلى التجسس على الناس والاستكبار على الآخرين ، وأتقنوا العيش على أوجاع الناس ، بل أتقنوا التلّون بكل الألوان والأكل على جميع الموائد ، فما ترك الإخوان وأدعياء السلفية شيئا من الكبائر إلّا وفعلوه

كما رمى  الداعية السلفى الشهير" محمد حسان" بالكفر على حد قوله، لأنه قال : ( إن الدكتور محمد مرسى له شرعية قرآنية ونبوية بالمعاندة لكلام الله .. ) ، واصفا إياهم بأنهم يلعبون بدين الإسلام كما يلعب الصبيان بكرة الشراب

وأكد أن كل من انتخب هذا الرئيس الكافر ( ويعني الرئيس مرسي ) أو أيّده أو عاون فى ذلك بأى دعاية أو تمويل ولو بقرش، ولو كانوا بالملايين، فهم كفار مرتدون، لأنهم أرادوا دوام حكم الكفر بمصر ولا عذر لأحد منهم بجهل ولا شُبهة ولا تأويل

وتمادى الدكتور فى تشديده على كفرهم بأن قال :… ( وكل هؤلاء المرتدين صلاتهم باطلة، وصلاة من صلى خلفهم باطلة، وعليه الإعادة وإن طال الزمن إن كان مسلما، ومساجدهم التى ينصرون فيها هذا الكفر هى مساجد ضرار، ومقرات أحزابهم هى مقرات للكفر بالله، مضيفا أنهم نبذوا كتاب الله وراء ظهورهم وانشغلوا بفروج النساء من الختان إلى سن الزواج إلى نائب الفعل الفاضح
وتعلّموا نواقض الوضوء ولم يتعلموا نواقض الإسلام فوقعوا فيها، وظن بعض الناس أن هؤلاء مسلمون، فكرهوا الإسلام نفسه حتى خلع بعض النساء الحجاب

وتابع « لقد أصبح الرئيس الإخوانى يحكم بميليشيا حزبه ، يرسلهم ليحاصرون المحاكم ويهددون القضاة , بل ويمنعونهم من الدخول لقاعات محاكمهم لمزاولة أعمالهم ويرهب خصومه بهم ويسكت عنهم، فتحولت مصر إلى حكومة بلطجيّة وميليشيات تماما” كما يحدث في لبنان - على حد قوله


بينما كشف ( مُنظّر الجهادية السلفية ) أن زعيم تنظيم القاعدة ( أسامة بن لادن ) كان له دور فى رفع أسهم الإخوان لدى أمريكا   موضحا ذلك بقوله كانت كل الحركات الجهادية ببلاد المسلمين ذات أهداف محلية كمعارضة لحكام بلادها ، ولم تفكر يوما” فى الصدام مع أمريكا , إلى أن جاء ( الإخوانى السعودى بن لادن ) ليدفع ببعض هذه الحركات للصدام مع أمريكا لتحقق هدفين
الهدف الأول :… رفع أسهم ما يسمى بالإسلام المعتدل (جماعة الإخوان) لدى أمريكا كبديل مقبول ( في المستقبل ) ، فقامت أمريكا بالتعامل معهم ( على هذا الأساس ) لصد الحركات الجهادية وسحب الشباب منها ، لا لإقامة الحكم الإسلامى الحقيقى

والهدف الثانى : … هو إضعاف الحركات الجهادية بتلك الصدامات، وقد تحقق هذا منذ بدأ بن لادن صدامه مع أمريكا 1998، فضربت أمريكا جماعة الجهاد المصرية، ثم بعد تفجيراته فى أمريكا فى 11سبتمبر 2001 احتلت أمريكا أفغانستان وقامت بضرب وتشريد أكثر من 20 حركة جهادية من شتى بلاد المسلمين ( كانت تتخذ من أفغانستان مقرا لها ، ولم تكن متعاونة مع بن لادن ) بل كانت تعارض تصرفاته وتراها ضررا عليها، وظلت أمريكا تتعقب تلك الحركات كعدو حقيقى لها ، وتوقع بها الضربات وتلحق بها الخسائر حتّى ضعفت تلك الحركات الجهادية كثيرا فى مقابل تسمين الإخوان وتصعيدهم

وختم مُنظّر الجهادية السلفية قوله : إنه وبعد أكثر من ثمانين سنة من الدّجل والمتاجرة بالإسلام وخداع المغفلين باسم الدين، ( آلت للإخوان رياسة مصر وبرلمانها والنقابات والإعلام بوزارته وصحفه وإذاعته وتليفزيونه وفضائياته المتعددة، ومعهم مجلس حقوق الإنسان للتغطية على جرائمهم بحق المصريين وتجميل صورتهم، ومعهم التنظيم الدولى والتمويل السرّى، ومعهم أمريكا وإسرائيل ) …. إلا أنه من المؤكد أن الإسلام ليس معهم  !                                                       
(3)

بُعيد هذا الاضطراب الفكرى الذى مر به "الأمير" تهيأت الفرصة الذهبية لفضائيات الثورة المضادة أثناء حُكم الرئيس الأسبق " محمد مُرسى" – فك الله كربه -  المعنية بوصم الحركة الإسلامية بالرجعية والجمود والتطرف والإرهاب وإفشال تجربتهم فى الحكم  فاستضافه الإعلامى الليبرالى  الداهية " عماد الدين أديب " فى برنامجه " بهدوووء"

وفي اول ظهور إعلامي له بعد السجن فاجئ د "سيد امام الشريف" الساحة الإسلامية بتكفيرها جميعا وإلقاء أحكام الردة عليها، ورمي جميع قيادتها ودعاتها المشهورين بالكفر البواح بل وإستخدم مصطلح "مرتدين" وأعتبر "الإخوان المسلمين" طائفة من الفرق المارقة  ورئيسهم الذي يتبني الديمقراطية كبير الكفار.! واضاف أن كل من انتخب مرسى وغيره  وأيده يقع فى نفس دائرة الكفر وأكد أنه لا توجد دولة واحدة مسلمة حالياً ! والمذيع يتقمص دور المحايد باصطناع  ولا يقاطع الضيف بل ويناديه بفضيلتك دون أن يستضيف أحد علماء " الأزهر الشريف" للرد عليه أو حتى فتح التليفونات للمواطنين للمشاركة الحوارية كما يفعل فى العادة !

حتى بلغ مبلغ لم يصل أحد من العالمين قبله أثناء الحوار قائلاَ أن جميع حكام مصر منذ "محمد على" وحتى "مُرسى" كفار .! وبالطبع يكون هذا عنوان مثير ومطلوب للقناة لتضعه وسط شاشتها وكذلك تكرر الأمر باستضافة الإعلامي الماركسي " يوسف الحسيني " للأمير فى حلقة تعدت الساعة والنصف دون أن يبدى أى استغراب لهذه الافكار الشاذة على قناة " أون تى فى " المملوكة للملياردير القبطي المتطرف " نجيب ساويرس"!

(4)
الأمير شخص واحد .. وثلاث وجوه



مرحلة الثمانينيات والتسعينيات
سطر دكتور سيد إمام تصوره عن الأوضاع في كتابيه (العُمدة والجامع) ومختصره هو تكفير كل حاكم يحكم بغير ما أنزل الله بالإضافة إلى أنصاره و تكفير المشاركين في العملية الديمقراطية سواء الناخب أو المنتخب , ومن أراد التفصيل فليرجع إليهما

قبيل الثورة
سطر مراجعاته والتى نادى فيها فيها بتجنب القتل على الجنسية ووجوب عهد الأمان للذمى غير المحارب وحرمه استهداف السياح الاجانب وغيرها من أخطاء الممارسة الجهادية المعاصرة

بعيد الثورة
عاد ليكفر الحاكم بغير ما أنزل الله والمتمثل وقتها  في "مرسي" وكل من انتخبه وكل من شارك في الديمقراطية حتى من التيارات الأخرى وتحدث بتفصيل في هذه الأمور في سلسلة مقالات "المتاجرون بالإسلام" و " إخوان ولكن ليسوا شهداء وليسوا مسلمين" و " جمعة نصرة السفهاء ومساجد الضرار لا نصرة العلماء ومساجد المسلمين" ثم عاد لصومعته مرة أخرى منكفئاً على ذاته

اعتقد أن الأمير حالة سيكولوجية مليئة بالشغف والإصراروالتحدى  جديرة بالدراسة لأصحاب المراكز البحثية النفسية لبيان الاضطراب الفكرى الذى يصيب بعض القادة الكاريزميين ويؤثر على اجتهاداتهم المتغيرة باستمرار

 ولنا أن نسأل : هل ذهب فضل " دكتور فضل" ؟!

المقال على " بوابة العاصمة الإخبارية "  وعلى " بوابة الإسلاميون " 


******************************************************
المُلحقـــــــات :

1-مراجعات «الجهاد».. هدنة لالتقاط الأنفاس.. أم بداية جديدة؟
 جريدة " الوطن " القطرية  العدد 5848   07/09/2011 الأربعاء

2-تفريغ نصى لحلقة نقاشية بقناة الجزيرة الفضائية


3- حوار مع عماد أديب  ( يوتيوب)

وهنا تفريغ نصى لهذا الحوار : https://www.facebook.com/MrsymkWharqDmk/posts/179345592218098

4- حوار مع يوسف الحسينى ( يوتيوب)

5- حوار مع محمود الوروارى (يوتيوب)


6- أونا تنشر / سيد إمام : جميع حكام مصر منذ محمد على وحتى مرسى كفار http://onaeg.com/?p=985456

7- مُنظر المراجعات (سيد إمام) : الإخوان مرتدين ورأس الكفر أبو إسماعيل


8- ملخص الوثيقة بقلم دكتور فضل

www.jihadica.com/wp-content/uploads/2008/05/tarshid-al-jihad.pdf

9- عبد المنعم منيب : عرض الوثيقة http://www.sudaress.com/sudansite/850

10- الجهاديون الجدد:. فقيه القاعدة المتواضع: سيد إمام الشريف-  موقع " نقطة"

 http://www.noqta.info/page-73154-ar.html






الأحد، مايو 17، 2015

هل ذهب فضل " دكتور فضل" ؟ ( 1-2)

(1)
التعريف بالأمير:


الشيخ الدكتور ( سيد إمام ) كان أحد مؤسسي «مجموعة المعادي» وهي النواة الأولي لـ« تنظيم الجهاد » وكان علي رأس المجموعة بجانب الدكتور ( أيمن الظواهري) زعيم تنظيم " القاعدة " الحالى .

واسمه بالكامل حسبما ورد في القضية رقم ٨ لسنة ١٩٩٨ جنايات عسكرية المعروفة إعلامياً بـ« العائدون من ألبانيا » هو ( سيد إمام عبدالعزيز الشريف ) وله أكثر من اسم حركي وكنية، منها «الدكتور فضل» و«الدكتور سيد إمام» و«عبدالقادر بن عبدالعزيز»، والأخير هو الاسم المعروف به في أوساط الحركات الجهادية .

ولد الدكتور ( سيد إمام عبدالعزيز إمام الشريف ) ، في أغسطس عام ١٩٥٠ في مدينة بني سويف شمال الصعيد،
التحق بكلية الطب بجامعة القاهرة، متخصصاً في الجراحة العامة، وتخرج عام ١٩٧٤ بتقدير ( امتياز مع مرتبة الشرف الأولي ) .

جدير بالذكر أن جماعة الجهاد المصرية كانت قد اختارت للشيخ عبد القادر بن عبد العزيز أو الدكتور فضل لقب «مفتى المجاهدين في العالم»، كما أن صديقه أيمن الظواهري قد دفعه دفعاً نحو إمارة الجماعة بعد أن جمعتهما مدينة بيشاور على الحدود الأفغانية ـ الباكستانية في الثمانينات من القرن الماضي، وكان لهذا الاختيار مغزى خاص في نفس الظواهري يعكس رغبته في المحاكاة، وذلك بوجود عالم شرعي له ثقل يضاهي الشيخ عمر عبد الرحمن مفتى تنظيم «الجماعة الإسلامية». وكان الظواهري قد تعرف عليه في أروقة كلية الطب بجامعة القاهرة في عام 1968، وخلقت الزمالة بينهما مساحة للحوار، أثمرت عن صداقة ولدت قبل 40 عاماً في مناخ متأجج بعد انهيار المشروع الناصري. وتأصلت العلاقة بينهما مع طوفان الصحوة الإسلامية الذي اجتاحت مصر في عهد الرئيس الراحل أنور السادات بعد تصالحه مع التيار الإسلامى لضرب التيار الشيوعى ، فخرج إمام إلى السعودية ليلحق به الظواهري بعد الإفراج عنه في عام 1986، وينطلق الصديقان بعدها إلى أدغال التجربة الأفغانية، إلى أن يختلفا ويفترقا حتى وصل بهما الحال حالياً للتشنيع والمباهلة .
 وفي عام ١٩٩٣ حدثت هزة كبيرة في التنظيم بسبب انكشاف جناح" طلائع الفتح "العسكري الخاص بتنظيم الجهاد،وقد احتدم الخلاف الداخلي على إثرها بين أعضاء الجماعة وقياداتها في السودان، التي طالبت بحضور أميرها الدكتور «سيد إمام» من باكستان التي ظل مقيماً فيها ، ولم يستجب « إمام » لمطلبهم , فطالب التيار المتمرد باستقالته من إمارة الجماعة , ومع استفحال الخلاف قرر الدكتور «إمام» تقديم استقالته من إمارة الجماعة ومن تنظيم الجهاد كله، وأبلغ ذلك قيادات التنظيم وأعضاءه في السودان، وهو الأمر الذي انتهي بعد ذلك باختيار الظواهري أميراً، بعد أن ظل التنظيم فترة دون أمير»على الأراضي السودانية في عام 1994 بعد أن جنح الظواهري بالتنظيم إلى دروب الخروج المسلح  في مواجهة النظام المصري، قبل أن ينتهى به الحال في أحضان تنظيم القاعدة بعد صفقته الشهيرة مع أسامة بن لادن عام 1998 في «الجبهة الإسلامية العالمية لجهاد اليهود والصليبيين».

وذهب فضل إلى اليمن ليعمل باسمه الحقيقي، السيد إمام عبد العزيز، وفي مهنته الحقيقية كطبيب قبل أن تسلمه السلطات اليمنية إلى مصر ليمثل للحكم الصادر في حقه بالسجن المؤبد في قضية «العائدون من ألبانيا»، رغم أن الدكتور إمام لم يسافر قط إلي ألبانيا، بعد أن ذكر المتهمون اسمه صراحة كأمير لتنظيم الجهاد بينما بقي صديقه على الطريق الذي اختاره وأنطلق في كنف حكم طالبان مع رفيق جديد هو أسامة بن لادن الإسم الأبرز للجهاديين المعاصريين .

وبقي مسجونا حتى بعد قيام الثورة التي أطاحت برأس النظام فقط  , وكان آخر من خرج من سجنه في عهد "مجلس طنطاوى"  بالرغم من خروج كافة المعتقلين والسياسيّين من الجماعات الإسلامية وعلى رأسهم رئيس الجمهورية الأسيق " محمد مرسى"  , وذلك بعد أن تقدّمت عائلته بالعديد من الطلبات والإلتماسات للمجلس العسكري للإفراج عنه فتم الإفراج عنه دون ضجيج ..


(2)
 18مارس 2007  أطلق الشيخ  (سيد إمام فضل الشريف) وثيقته التاريخية " وثيقة ترشيد العمل الجهادى فى مصر والعالم "  يدعو فيه «الحركات الجهادية الإسلامية» في مصر والعالم إلى «ترشيد عملياتها»، كما يستنكر فيه «ظهور صور مستحدثة من القتل والقتال باسم الجهاد انطوت على مخالفات شرعية ويرى أن الجهاد في الإسلام فريضة مستمرة وباقية، لكن «الجهاديين» مارسوا أخطاء عديدة، وصلت إلي حد المفاسد.

كما يشير  «الأمير» إلى  أن سفك الدماء، وإتلاف الأموال بغير حق، من أكثر الأشياء التي تجلب سخط الرب عز وجل .

(3)

ما بين الدهشة والذهول والارتياح والصدمة ... استقبل الكثير من المعنيين بالشأن الجهادى والمختصين فيه هذه المراجعات المفاجئة من داخل السجن  لان صاحبها له وزنه الثقيل داخل الأطر الجهادية ويحظى باحترام وتقدير بالغين داخلهم  وهو صاحب الكتاب الشهير الذى يعتبر " ما نفيستو" العمل الجهادى ( العُمدة فى إعداد الُعدة ) والذى ألفه فى 1988 ميلادى  وكذلك المرجع الضخم ( الجامع فى طلب العلم الشريف )  والذى يستدل به أجيال الجهاديين باستمرار  بجوار كتب الأستاذ سيد قطب وأخيه محمد قطب – رحم الله الجميع - .

وقد ساهمت المراجعات المذكورة مع ما سيقها من  مراجعات الجماعة الإسلامية 1997 ميلادى فى وقف  سيل الدماء وحفظت الأنفس والأعراض  وانهت  بذرة الخروج المسلح  وأعادت الدعوة لدفء المساجد وأحضان الناس ..

بينما  كانت تحليلات نخب الفكر متابينة  ما بين اعتبارها توبة جديدة واحقاق لمبدأ الدولة فى دحر السلاح بالقوة ولا عزاء للإقناع والحوار وما بين اعتبارها تراجعات تمت برضى أمنى داخل سجون " الطواغيت " وعملائهم . خصوصاً مع احتفاء جريدة " الشرق الأوسط " اللندنية بها ونشرها فى حلقات ثم نقلت عنها " المصرى اليوم " ! وهو ما أدى لاثارة الشكوك وعدم الارتياح لدى أبناء التيار الجهادى  والتى سرعان ما تبرأ أغلبهم مما جاء بها ونسى بعضهم فضل صاحبها ورماه الأخرون بالعمالة والاستسلام للطواغيت وأذنابهم .. .

- المقال على " بوابة العاصمة الإخبارية " 
- المقال على " إسلاميون "

الاثنين، مايو 11، 2015

وقفه منهجية مع كُتيب " الردّة عن الحريّة " 2-2

مآخذ منهجية على الوثيقة التربوية :

 من الأخطاء المتكررة لأبناء الحركة الإسلامية تاريخياً : رواية الحدث بعين المريد المفرط الحب لا الباحث المدقق مما يؤدى لتكرار الأخطاء بالكربون ووأد أى نيه للمراجعة بداعى الظروف المحيطة وتكالب العدا وشرف الخصومة يقتضى تأجيل أو عدم النهش فى المسجونين .. يضاف إلى ذلك الافراط التربوى فى تشكيل الوعى الجمعى بالأسلوب التربوى التجييشى المفعم بالشحن العاطفى النبيل على الأسلوب التربوى البشرى الناقد الغير معصوم والذى يراجع نفسه أول بأول
يقول د- ماجد رمضان فى رؤيته النقدية لكتيب الردة عن الحرية :
"وإن ما يمنع أبناء الحركة الإسلامية من تقييم المسارات بموضوعية والتعامل بتسامح مع وجهات النظر المخالفة أمران أحدهما :
1- الخلط أحياناً بين النموذج الإسلامى المعصوم والمقاربة البشرية فى فهمه وتنزيله ، وتصور أن التجربة التاريخية والمعاصرة لأى جماعة إسلامية اجتهاد محمود وصواب دائم وهو خلل أصولى وتربوى وحركى :
-خلل أصولى : لانة يفترض الصواب المطلق إلا فى المقطوع به
- خلل تربوى : لانه تزكية للذات الفردية والجماعية بالمعنى السلبى ويغيب عنها عُرف القسط ( يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوْ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا(135)  
( سورة النساء )
- خلل حركى : لأن الحركة التى يغيب عنها عُرف النقد والمراجعة تقع فى الجُحر مائة مرة ..
وأن استثارة العاطفة بدلاً من الفِكر هى طريقة تقليدية تستخدم لتعطيل التحليل المنطق ومناهج البحث الاجتماعية وبالتالى الحس النقدى للأفراد" (بتصرف بسيط)

 لا يفتأ الإسلاميون من رمى  خصومهم بتشويه صورتهم في وسائل الإعلام – وهو حق - ، ولكن  الراشد ومن خلال هذه الوثيقة يمارس الدور نفسه، فيلغي أي صفة معارضة نبيلة  لخصوم الإخوان على الساحة المصريّة ويجعلهم حصراً من المتآمرين عليهم والشيوعيين والملاحدة والصليبيين  أو من المشاركين في المؤامرة بدعم وتمويل خارجيَّين.وبالقطع الأيادى التى ساهمت بحسن نية أو بسوئها قد تم خداعها – ولا ريب أن نعترف أننا كنا منهم – ولكن التعميم إخلال للحق وانتصار للعاطفة.

كما يبتعد الداعية  كثيرا ً في توصيف مشهد الانقلاب في مصر عن النواحي السياسيّة والحزبيّة فيصوّر الأمر كما لو كان معركة فاصلة بين الإسلام والكفر وبين الحقّ والباطل. وهذا مستوى كان الإسلاميّون قد أوشكوا على التخلّي عنه، واقتربوا أكثر فأكثر من معالجة خلافاتهم السياسيّة بمنطق المصالح والعلاقات المتبادلة. لكن اتساع رقعة المشاركين فى مظاهرات 30 يونيو والمطالبين بانتخابات رئاسية مبكرة ومفاجأة الحشد القوى جعلهم يلجأون إلى مثل هذه التوصيفات التى تثير العواطف وتشحذ الهمم وتساعد على التعبئة والهروب للأمام  ,مما يؤدى لصنم الثقة وتأجيل الحساب المتكرر بداعى عدم مناسبة الوقت !.
الموقف من الرجال جوهره تجاوز الحب والبغض والبعد عن الأحكام السماعية المسبقة فقد قال المفكر " الراشد "    من ص 52 : 62 متحدثاً عن "أبى الفتوح" نصاً (وقصة أبي الفتوح هي فصل في فقه الدعوة عنوانه: أن الله يحرس الدعوة إذا غفل الدعاة عن حراستها، فالموعظة فيها موجهة للدعاة ولا يكاد يفهمها من عامة الناس سوى القليل، وهي قصة عجيبة عندي فيها الدليل الكامل على أن عين الله تكلأ الدعوة وترعاها إذا كان الدعاة ضحية بعض البساطة ولا يجيدون فقه التوثيق والتضعيف ومفاد الجرح والتعديل، ويسترسلون مع العفوية وحسن الظن شِبرين زيادة. وذلك أن أبا الفتوح لم ينشأ مع الدعوة منذ شبابه الأول لتعجنه عجناً وتمحّضه تمحيضاً بالتربية العميقة، بل كان يعمل في الاتحادات الطلابية الإسلامية العامة، وهو نوع من النشاط عاطفي الأسلوب لا ينزل إلى القعر حيث مستوى التربية الزهدية والغوض في أعماق القرآن الكريم وموازينه) وبهذا الحُكم القاطع يكون قد حكم على جيل عبد المنعم أبو الفتوح وهم قادة التأسيس الثانى  بانهم ممن هبطوا بالبارشوت على التنظيم ولم يشفع لهم أنهم قادوا نواة العمل الطلابى الإسلامى وقت المحنة الثانية للجماعة حتى تم انضمام أغلبهم وأعادوا بناء الجماعة من جديد .
وفى ص 52 - حذفها فى الطبعة الثانية -يوغل فى الشخصنة وقذف المخالف فيقول نصاً : ( ولا ندرى إن كانت يده تلوثت بالدولار النفطى أم أنه قدمها خدمة مجانية ساذجة ولكن ندرى كما درى كل الناس أنهم أقصوه حين القسمة ولم يختاروه نائب رئيس أو وزير وما كانوا ليفعلوا ذلك لولا أنهم فهموا أنهم عوضوه مالاً من قبل فعاد يولول غاضباً على الشِلة الإنقلابية) 


استدراك 2: -أننا أصحاب دعوة أيها الأخوة ،ولايجوز أن ننزل عن مستوى دعوتنا الرفيع إلى حضيض التراشق برديئ الكلام،ولايعذرنا الله إذا تركنا هذا المستوى العالي الذي أكرمنا الله به بحجة أن غيرنا جرنا إليه،.اللهم أغفر لنا وله وأهدنا وإياه ولا تجعل غضبنا لأنفسنا ،ولا في عملنا شيئا من أهوائنا .إحياء فقه الدعوة – محمد أحمد الراشد ص238


ورد فى ص 54-55 : ((هناك أقدار ربانية أقصت الأخ " خيرت الشاطر " وكال بعدها المديح والثناء الطاغى على الرجل 
والسؤال الذى يطرح نفسه كيف يكون منعه من الإنتخابات الرئاسية قدراً ربانياً واستمراره نائباً للمرشد بجدارة ولياقة تامة ؟ هل هذا السبب الذى منع من أجله لا يقدح فيه كنائب للمرشد ويقدح فيه كرئيس لأكبر دولة فى الشرق الأوسط ؟ وما ذكره من رواية سعى " الشاطر" لتأسيس شركة طيران خاصة لنقل خمسة مليون شيعى لزيارة الأماكن الفاطمية هو ذم للرجل من حيث أراد مدحه و يحتاج رد من أسرة المهندس الشاطر حتى لو ارجعه لحسن نيه وقد يفهمه بعض المتربصين على أنه غلبة للجانب الاستثمارى البراجماتى  المجرد على الجانب العقدى الأصولى  مع إيمانى بفرية " نشر التشيع " فى عهد الرئيس مرسى - فرج الله كربه هو وجميع المظلومين .

 وقد  تعمق بشدة فى ايمانه بنظرية المؤامرة الكونية – وهى من ثوابت الإسلاميين التقليديين فى التفكير على مر العصور – حتى أنه اكتشف فجأة أن حكام مصر منذ عبد الناصر وحتى عدلى منصور وزوجاتهم  – عدا الرئيس الملائكى مرسى – كما وصفه – بالقطع-  لهم صلات يهودية حاقدة على الإسلام وأهله والعجيب أنه يستند لكتابات مواقع التواصل الاجتماعى  أو ممن سماهم " الثقات " أو تسريبات قيادة مخلصة فى الجيش كتويثق ومنهج أكاديمى علمى يطالب بتدريسه !

و لم يذكر صفات ومقومات الرئيس مرسى – فرج الله عنه – الفريدة والتى بمقتضاها سماه الرئيس القرآنى ليقنع القارىء بفضلة ومناقبه سوى أنه اختيار ربانى وهو خطاب تعبوى تجييشى لا يستند للمنطق والعقل..

علمونا قديماً أنه ينبغى لطالب الحق أن يستدل ثم يعتقد لا أن يعتقد ثم يستدل لانه من اعتقد ثم استدل لوى عنق النصوص وبتر القرائن ليستدل بها على صحة اعتقاده بينما من يستدل ثم يعتقد لا يخالجه شك أنه توصل لنتيجة  دون انحياز مسبق

وختاماً أورد الكاتب خمسة عشر منفعة منحها الإنقلاب للدعوة وهو أمر تربوى متفهم لشحذ الهمم ودفع اليأس والإحباط للصف المكلوم ولكنه أغفل ذكر سلبيات الإنقلاب ( مجتمعياً – دعوياً – حضاريًا) ففى طيات هذه المنحة محنة كبرى للمجتمعات الإسلامية فى المنطقة والقرآن الكريم لم يجد حرجاً فى تناول محنة أحد فى التحليل والرصد وتصوير الأخطاء مع أنه محنة قاسية وشديدة الوطأة على النفس المسلمة لمخالفة أمر النبى صلى الله عليه وسلم والتكالب على الغنائم ومتاع الدنيا، والمحنة هنا والثواب عليها شىء آخر لأن الثواب مرتبط بالبذل والإخلاص والله أعلم به فيجب أن يتم الفصل بين الأمرين .

إن التفسير التآمرى للتاريخ والأحداث والوقائع يوقعنا فى لون من الجبرية السياسية التى تسلبنا القوة والحصافة وتعوقنا عن محاسبة أنفسنا واكتشاف عيوبنا ومعالجة أمراضنا بتوصيف الدواء الناجح لها ولن يكون هذا متاحاً طالما تصورنا أن كل قصور أو خطأ مرده إلى تخطيط ماكر ودهاء عدو وليس من عند أنفسنا مع أن المنهج القرآنى يعلمنا أن نرجع باللوم على أنفسنا ونراجع ذواتنا مع حدث فى غزة احد ( قل هو من عند انفسكم)  وتصدير كباش فداء لتبرير الأخطاء بداعى حسن النية والطيبة والاجتهاد سيؤدى لتكرار الأخطاء بالكربون طالما المنهل المنهجى واحد الذى يستقى مفردات الاستعلاء الايمانى والتمايز والتمحيص وهو ما صنع أعداء كثر للحركة الإسلامية برمتها وقدم خدمة جليلة لخصوم التيار الإسلامى للتوحد والاتحاد لأفشالهم وما تجربة " جبهة الإنقاذ" التى ضمت مشارب شتى من ( يسار - ليبراليين - علمانيين غلاة - قوميين) عنا ببعيد..

نقطة أخيرة تتبادر إلى الذهن عند تقديم هذه القراءة النقديّة لوثيقة الراشد، هي ما يقدّمه من صورة تفاؤليّة لمستقبل الأحداث فى مصر بصورة زاهية. وهو أمر لا يتّفق مع توقّعاته بإمكانيّة نجاح الانقلاب في مصر لبعض الوقت. ولأن جموع الإخوان المسلمين كانت قد اعتادت هذا الخطاب الديني المفرط في العامل الغيبي، فإن من شأن ذلك أن يساهم ربما في عدم استفاقتها من صدمتها التاريخيّة وأن يمنحها آمالاً ليس لها رصيد من الواقع السياسي أو فرصة للمراجعة وإصلاح المسار ، فالانقلاب-وعلى الرغم من حالة التعثّر السائدة-  مضى ببعض الخطى والجهود لتثبيت نفسه وترسيخ سلطته.واكتساب اعتراف دولى واسع به يلحظه المراقبين ..
ختمة :

لن تعرف خطأ (أستاذك - معلمك - شيخك - جماعتك - مذهبك) إلا إذا استمعت إلى رأى مخالف وحجة مضادة ، لا يغرنك الذى يقدم إليك قد يبدو قوياً ومقنعاً منافحاً عن الحق وأهله ولن يظهر به عيب أو استدراك أو مراجعة إلا أذا استمعت للوجهة الأخرى وأعقلتها بتأنى وتجرد وإنصاف وإلا ستدور فى حلقة مفرغة لسنى عديدة..

::المراجع ::

-الردة عن الحرية – محمد أحمد الراشد1-
2- رؤية نقدية لكتاب الردة عن الحرية – ماجد رمضان
1-                                                                   3- الإخوان المسلمون والانقلاب .. قراءة نقدية – عدنان أبو عامر – المونيتور

المصدر : بوابة العاصمة : http://al3asemanews.net/news/show/138843


الأحد، مايو 10، 2015

وقفه منهجية مع كُتيب "الردّة عن الحريّة"، 1-2

استهلال : كان "الراشد " ولازال مدرسة تربوية تربى عليها شباب الصحوة وكان شعارهم ( حتى إذا جد "المسير" وانطلق العمل من " المنطلق" واشتعلت نيران " العوائق " بادرها الإخوان بماء " الرقائق"
ومن باب التقدير والعرفان للمربيين الفضلاء وجب نفض الغبار عما علق بكتاباتهم مؤخراً ولا يمحق هذا النقد  عظيم الفضل السابق بالقطع خصوصاً مع وصية الكاتب بطباعة خمسين ألف نسخة منه على المرابطين فى غزة ليكون ميثاق ومنطلق للمرحلة المقبلة ومع تنامى لأسماعنا عن تدريس هذا الكتيب فى الأسر والشعب داخل الصف لذلك تم تناوله برؤية نقدية بعد سنتين من صدوره تقريباً .
20 رمضان 1434 هـ الموافق 29/ 7/ 2013 صدر كتيب" الردّة عن الحريّة"، " للمفكر الإسلامى المخضرم  ( محمد أحمد الراشد) – عبد المنعم صالح العزى – المكنى بأبى عمار

ملخص الوثيقة :
وضع الراشد وثيقته التنظيميّة وقد جاءت فى 83 صفحة  وقسمت إلى ثلاثة محاور هي: "توضيح الأطراف المشاركة في الانقلاب" و"دور الإخوان المسلمين في تجاوز هذه المحنة التاريخيّة" و"حصر لأهم الفوائد التي قد يحصلون عليها رغم صعوبة الموقف".
تحرص الوثيقة على توصيف الوضع الحالي في مصر بأنه أبشع انقلاب عسكري في التاريخ المعاصر بمنهجيّة دمويّة، وفي الوقت ذاته تعتبره بداية لتوحّد الأمة الإسلاميّة بأسرها تحت قيادة واعية، مستدلاً بميادين الاعتصام المنتشرة في مختلف المحافظات المصريّة التي من شأنها أن تـبدّل المعادلة وتلغي تفوّق العسكر, قائلا في ص8: "فإذا حصلت انتخابات حرة لا تزوير فيها، فإن الأغلبية سـتـنحاز إلى الشرعية والحرية، ويرجع الرئيس المخطوف مرسي إلى الحكم".
ويتّهم الراشد الولايات المتحدة الأميركيّة بدعم الانقلاب لرغبتها بضرب الطموح الإسلامي، وذلك عبر استخدام الجيش المصري بعد إثارة الضجيج الشعبي والإعلامي المصنّع، مشيراً إلى تورّط عدد من القيادات السياسيّة المصريّة في الانقلاب من أمثال "محمد البرادعي وحمدين صباحي"، الذين تربطهم بأميركا علاقات قويّة والذين كانوا جزءاً هاماً من مخطّطاتها في الشرق الأوسط.
ونصت الوثيقة في ص10 على "خيبة الأمل في الرئيس "باراك أوباما"، الذي اعتقدنا أنه أعقل من الرؤساء الذين سبقوه، ويـسـمح للحرية أن تـنـتـعش في بلادنا، كونه مثقف أكثر من سلفه "جورج بوش" بكثير، ويميل إلى الواقعية والتزام المبادئ، وهو بدعمه للانقلاب في مصر يـبرهن على أنه يسلك السلوك المصلحي البعيد عن الالتزام الأخلاقي، ويخضع لضغوط اللوبي الصهيوني الذي يرى تحقيق أمن إسرائيل من خلال هذا الانقلاب".
ولا تفوته الإشارة إلى دور "الدولة العميقة" والنفوذ المتغلغل لأتباع نظام مبارك والموالين له، ممن كانوا حجر عثرة كبير في طريق الرئيس المعزول محمد مرسي معرقلين أية خطوات إصلاحيّة يقوم بها.
إلى ذلك يتّهم الراشد إسرائيل بالمساهمة في تسريع وتيرة القضاء على حكم مرسي، عبر تبنّي الانقلاب، ويمنحها دوراً مبالغاً فيه في التخطيط للانقلاب ودعم الجيش المصري. ثم يشير إلى الرعاية الخليجيّة الماليّة، بخاصة السعوديّة والإمارات العربيّة المتّحدة، التي خُصّصت لتشويه صورة الرئيس المعزول؛ بسبب ما قالت الوثيقة في ص17 أنه "مشروع قناة السويس الذي أدرجه الرئـيس مرسي على رأس خُطته التـنموية، وكان سـيغدق على مصر مائة مليار دولار سنوياً، ويوفر مليون وظيفة للمصريـين، لكن الإمارات شعرت أن هذا المشروع سـيوجه ضربة لمنطقة جبل علي الحرة في دبي، ولذلك دافعت عن نفسها بإزاحة مرسي، وصدر قرار الانقلابـيـين بإلغاء مشروع القناة بعد أسبوع واحد من الانقلاب".

لا يغفل الراشد في وثيقته التنظيميّة الخاصة توجيه أصابع الاتهام إلى إيران، باعتبارها من الأيدي الخفيّة للانقلاب، وذلك من خلال تـسـخيرها جهود الشيعة العرب ضدّ مرسي والتصعيد ضدّه في القضيّة السوريّة. وكان مرسي قد رفض عروضاً إيرانيّة للتغلغل في مصر ، ذاكراً في ص20 معلومات تنشر لأول مرة مفادها "بأن إيران عرضت على مرسي إسناد خطته التـنموية بـ30 مليار دولار فوراً إذا أعطاها المشاهد والآثار الشيعية بمصر، لتجعلها مزارات ونقطة انطلاق للتشـيـع، وإغراء بالتكفل بـ5 ملايين زائر شـيعي إيراني وعربي يضاعفون دخل السـياحة المصرية، فرفض مرسي، ولذلك بذلت إيران كل طاقاتها من أجل إسناد الانقلاب".
ثم يتحوّل الراشد إلى زاوية أخرى من رؤيته للانقلاب، فيطرح أفكاراً حول تمثل الواجب الحقيقي للإخوان المسلمين إزاء تطوّر أحداث الانقلاب، ومنها أهميّة استمرار الحشد التظاهري السلمي والحفاظ على سلميّته على الرغم من سقوط مئات القتلى. وقد اتهم قيادة العسكر بالسعي إلى توريط الإخوان بأحداث عنف.
ثم يذهب إلى تعداد جملة فوائد ستعود على الإخوان المسلمين من الانقلاب، من قبيل: كسب تعاطف عدد أكبر من المصريّين والعرب والمسلمين، وبالتالي فإنهم بذلك يحتلّون مكانة جديدة بهذا الحجم الضخم للمرّة الأولى في التاريخ. كذلك، فقد أنتج الانقلاب فرصة تاريخيّة لتـشـغيل الطاقات الإسلاميّة المدعومة بقِيَم "العطاء والتضحية والصبر والثـبات"، بما في ذلك طاقات النساء في تنظيم الإخوان. ويختم الراشد وثيقته بالقول: بعد الانقلاب أصبحت مصر قضيّة الأمّة الإسلاميّة كلها. وانتصار الإسلاميّين فيها هو مفتاح إنجاز انتصارات متتالية في جميع الأقطار العربيّة 
استدراك 1 : والرفق يقود الى التدرج معهم – يقصد الناس- ، وتحمل أخطائهم وعيوبهم، والمربي لا يكثر من الأوامر ومظهر الصرامة ، فإن التلميذ ينفر ، ويحس بذلك كما قال سعيد بن تركان: ( صحبت أنا وأخي علي يعقوب بن الوليد بعد صحبة الجنيد ، فما عظم في قولبنا أحد ولا تجاوز أحد الجنيد ، لأنه كان يؤدبنا تأديب شفقة ، والآخرون يؤدبونا تأديب رياضة وإظهار أستاذية.) فليس عندنا ميدان إظهار أستاذية . كلا أيها الداعية . بل أخوة وعطف ولطف وحنان . وإن النفوس حساسة فاحذر .   المسألة التربوية – محمد أحمد الراشد
أهمية الوثيقة للصف الداخلى:
، كانت قيادة الإخوان المسلمين بحاجة أكثر من أي وقت مضى إلى مثل هذه الوثيقة التنظيميّة الداخليّة التي تعتبر لسان حال الجماعة المنهمكة حالياً في لملمة جراحها وتجميع قدراتها واستدراك ما لديها من مراكز قوّة في المجتمع المصري، بعد أن كاد الانقلاب يقضي على ما تبقّى منها، بخاصة وأن القواعد التنظيمية للإخوان بقيت بعيد الانقلاب وحتى الآن من دون رواية رسميّة تشرح لهم ما الذي حصل ولماذا سقط مرسي بهذه السرعة وهل يمكن أن يعود رئيساً تحت أي ظرف من الظروف؟
لكن الإجابات المنتظرة لم تكن مباشرة، لأنها انشغلت كثيراً بتحميل الأطراف الأخرى مسؤولية الانقلاب، وهو نوع  من الهروب إلى الأمام في تبنّي نظرية "المؤامرة" التي تحظى بـ"شعبيّة" كبيرة في أوساطهم وإن بنسب متفاوتة. ويبدو كأن الراشد لم يعثر طوال عام كامل على أيّ خطأ لمرسي، الذي أطلق عليه أكثر من مرّة وصفاً عاطفياً يدغدع المشاعر المرهفة من سوءات الانقلاب الأسود ً وهو "الرئيس القرآني"!
*المصدر: العاصمة
رابط المقالhttp://al3asemanews.net/news/show/138759

الأحد، مارس 08، 2015

القوة كأداة تغيير.. بين التنظير والتطبيق !

(الممارسة تسبق التنظير عند الإسلاميينفيما يأتي الأخير لاحقا أو قد لا يأتي أصلا!

"تتسم معظم جماعات (الإسلام السياسي) بضعف في بنائها الفكري والأيدولوجي وتعاني تضخم جهازها الحركي على حساب عقلها، وفي معظم الأحيان فإن ما يحصل هو أن تسير الجماعة في مسار تكتشف في لحظة ما أنه لا يحقق أهدافها، أو يحدث لها انكسار سياسي أو حتى عسكري، فتحدث " حالة تحول" دون بناء نظري متكامل في موضوع التحول باتجاه اختيار فكري وسياسي مختلف يسمح لها بالخروج من مأزقها..فيما بعد قد تحاول الجماعة التنظير لهذا التحول وقد لا تفعل، بحسب مستوى الضغط عليها وأيضا بحسب الكلفة التي ستتحملها سياسيا وجماهيريا.

وتجربة الإخوان مع "التكفير" أو "العنف" نموذج دال في هذا الصدد..في حالة فتنة التكفير التي ضربت الإخوان في سجون ناصر نهاية الستينيات والتي شقت الجماعة بعد أن تبنى بعض أعضائها مبدأ تكفير النظام والدولة؛ اضطرت الجماعة للحسم الصارم وقدمت رؤيتها النظرية ( كتاب: دعاة لا قضاة الذي نسب لمرشدها الثاني حسن الهضيبي) لأن مبدأ التكفير كان يمثل تهديدا جذريا لمجمل أطروحتها الفكرية وكيانها ، فيما لم تضطر إلى ذلك في موضوع العنف الذي تم تجاوزه فعليا من دون تنظير لهذا التجاوز، بل واحتاج التجاوز لسنوات طويلة ربما امتدت حتى أوائل التسعينيات..لم تعلن الجماعة موقفا رسميا صريحا في رفض العنف كأداة للتغيير السياسي سوى بدايات التسعينيات ( تحديدا مع ورقتها الأيدولوجية في العمل السياسي والشورى والمرأة). وفيما قبل كان الموضوع محل أخذ ورد، يرفضه البعض ولا يكلف البعض الآخر نفسه عناء الرفض، بل كانت بعض أدبيات الإخوان قابلة للتأويل باعتبارها تحتمل العنف."
من مقال ( مراجعات الإسلام الحركى ) نُشر بجريدة " القاهرة " 25 نوفمبر 2010

وأضيف لكلام أستاذى -رحمه الله تعالى - بتجربة شخصية أن المثير للتأمل هو الرفض الفورى للتكفير العينى بينما هناك المناهج تحتمل التغيير العنيف بالقوة وخير مثال على ذلك البيان المنشور بتاريخ 30 يناير 2015 بتوقيع وهمى هو( فارس الثورة) على الموقع الرسمى للجماعة "إخوان أون لاين" والذى استند فيه إلى مقولة الإمام حسن البنا الذي قال فى رسائله - وأميل ان هذا اكلام كان موجه إلى  النظام الخاص المخصص لمقاومة الاحتلال الانجليزى والذى عممه البعض جهلاً أو عمداً على جنود الصف - "في الوقت الذي يكون فيه منكم، -معشر الإخوان المسلمين- ثلاثمائة كتيبة قد جهزت كل منها نفسيا روحياً بالإيمان والعقيدة، وفكرياً بالعلم والثقافة، وجسمياً بالتدريب والرياضة، في هذا الوقت طالبوني بأن أخوض بكم لجج البحار، وأقتحم بكم عنان السماء. وأغزو بكم كل عنيد جبار، فإني فاعل إن شاء الله".
وفي مقولة أخرى، ذكرها المقال، "تحتاج كذلك الأمم الناهضة إلى القوة وطبع أبنائها بطابع الجندية، ولا سيما فى هذه العصور التى لا يضمن فيها السلم إلا بالاستعداد للحرب".
وآخر مقولات الأستاذ البنا، التي استشهد بها كاتب المقال، كانت "إن الإخوان المسلمين سيستخدمون القوة العملية حيث لا يجدي غيرها، وحيث يثقون أنهم قد استكملوا عدة الإيمان والوحدة".
ويختم " فارس الثورة " بيانه التعبوى بتبان سبب كتابة البيان قائلاً:
"على الجميع أن يدرك أننا بصدد مرحلة جديدة، نستدعى فيها ما كمن من قوتنا، ونستحضر فيها معانى الجهاد، ونهيء أنفسنا وزوجاتنا وأولادنا وبناتنا ومن سار على دربنا لجهاد طويل لا هوادة معه، ونطلب فيها منازل الشهداء".

ومع استمرار نشر والاحتفاء ببيانات حركات ( المقاومة الشعبية - ولع - الرد الثورى - وغيرها ) على الموقع الرسمى وتصدرها للقنوات الناطقة بلسان التنظيم من "تركيا" حتى وصل الأمر بإذاعة بيان يطالب الاجانب والمستثمرين بمغادرة مصر فى مدة زمنية أقصاها 11 فبراير الماضى فى سقطة وطنية وأخلاقية  لا تخطأها العين .

يقول الأستاذ " حازم سعيد " فى مقاله ( السلمية .. وثوابت دعوة الإخوان المسلمين ): فى فقره تحت عنوان : هل السلمية من ثوابت الدعوة ؟
وأنا هنا لا أستطيع الاقتناع أبداً برأي من يزعم أن السلمية من ثوابت دعوة الإخوان المسلمين ، بل العكس هو الصحيح ، فإن أحد أهم مبادئنا الخمسة هو : الجهاد سبيلنا .
ويمضى قائلاًَ : والإخوان دعوة تستمد أصولها وجذورها من دعوة الإسلام التي فيها : " بعثت بالسيف بين يدي الساعة " والتي فيها : " الجهاد ماضٍ إلى يوم القيامة " ، والتي فيها : " نصرت بالرعب مسيرة شهر ، وجعل رزقي تحت ظل رمحي " .
ويؤصل لأركان البيعة قائلاً : اثنان من أركان البيعة التي بايعت الله عليها كأخٍ من الإخوان هو الجهاد والتضحية  ، ودورهما في الأركان بعد الفهم والإخلاص والعمل .ويشرح معنى الجهاد في الإسلام بأنه ( الجهاد بمعناه ومبناه ، ولو أراد أحد تفريغه من مضمونه لفروعه ومراتبه ودرجاته من أمثال كلمة الحق عند سلطان جائر أو جهاد النفس يكون مخطئاً ، فهذه فروع للأصل الذي هو الجهاد بمعناه اللازم الشرعي الأصولي المنصرف  إلى جهاد الكفار وقتالهم، من المعاندين ، والمحاربين ، والمرتدين ، وكذلك جهاد البغاة  ، ونحوهم، ومقصوده إعلاء كلمة الله عز وجل .) ويختتم بالتفريق بين العوام المخالفين وبين الطغاه المحاربين وحصرهم فى ( العسكر الخائنين والشرطة الآثمة والقضاة المجرمين والإعلاميين المحرضين) مطالباً الثوار بالاقتصاص منه والاثخان فيهم وكسر شوكتهم . المصدر : نافذة مصر 12-5-2015

أذكر منذ سنوات قريبة- فى منتصف 2010 -كتبت مقال نُشر فى " الملتقى " وهو منتدى لشباب الجماعة بعنوان ( آن الأوان لمراجعات الإخوان) مطالباً بضرورة مراجعة الآليات التى عفى عليها الزمن والحاجة لثورة تصحيحية لبعض المفاهم الراسخة والجامدة مثل ( شموليه الإسلام لا تعنى بالضرورة شموليه الوسيلة وهو التنظيم - الحاجة إلى تغيير النظرة للمرأةمن زوجة وام إلى صانعة نهضة وحضارة مجتمعية - وجود نسق تربوى يكمل الخلل فى مفاهيم الولاء والبراء السياسى ومعارك الحق والباطل وتدريس قيم مهمة كحقوق الانسان والإدارة والمواطنة والاتفاق على النسق الانسانى مقابل النسق السياسى المتغير - ضرورة تقبل النقد بأريحية دون اتهام فى النوايا وشق الصدور - أهمية فصل الحزبى عن الدعوى ومنع اختلاطهما مما يفسد الحزبى ويدنس الدعوى - عبارات الأستاذ سيد الخطيرة والتى لها محامل كثيرة ) وخلالها احتكتت ببعض قيادات الصف الثالث فى محافظات ( الغربية - الشرقية - الاسكندرية - الفيوم - المنوفية ) أثناء إعداد هذه الدراسة وهالنى ان بعضهم يؤمن بفكرة " العنف المؤجل " وأن الحق لابد من قوة - أية قوة - لتحميه ولتلجم الفاسدين !
وإثناء إعدادها عرضتها على بعض الإخوة والاخوات وكان الرد يدور فى فلك ( نحن جماعة سلمية على مر التاريخ وثوبنا ناصع البياض ولا علاقة لنا بالتفجيرات والاغتيالات لنقوم بمراجععات تقوى شوكة النظام الباطش فلسنا " عاصم عبد الماجد " أو " عصام دربالة " أو " كرم زهدى " أو " ناجح إبراهيم " ! ودار التاريخ دورته ليظهر الغلاة على منصات رابعة فى تحالف فصائلى متوقع حذرنا منه قبيل #انقلاب_3_يوليو فى مقال ( التصاق السلفية الحركية بالإخوان .. من يدفع الثمن ؟! )

وحينما عرضت خلاصة ما توصلت إليه فى حفل إفطار رمضانى ضم مئات الإخوة على مدير المكتب الإدارى للمحافظة وعضو مجلس الشورى العام - فك الله أسره- رد على نقطة الأستاذ" سيد" - رحمه الله بكلام عاطفى يدر الدموع وتهفو القلوب لصلابة وقوة الأستاذ فى مواجهة الظالمين والمفسدين، حينها ادركت انه لا فائدة سوى بتغيير جذرى وحقيقى للمناهج والاليات والقيادات وحتى شباب الصف لانجاز المأمول من أكبر تنظيم متجذر فى البلاد الإسلامية ولكنه قيد نفسه و يتحرك  كجسم فيل وعقل عصفور ! لا يدرك حجم المأمول منه والمسئولية الملقاه على عاتقه لتصدر مشهد دحر الاستبداد بمستوياته المختلفه ( دينياً - سياسياً - مجتمعياً ) إلى مشهد من مشاهد الجيتو والانكفاء على الذات وهو الذى أشار إليه حسام بأن الجماعة أصبحت طائفة لها مطالب خاصة منعزلة عن سياق المجتمع العام .

ألم أقل لكم أن " حسام" سبق الزمان !


المراجع :

1- نظرات فى منهج التغيير بالقوة -  عبد الله جاب الله -  العُبيكان الرياض - 2006 - 342 صفحة
2- مراجعات الإسلام الحركى - حسام تمام - بوابة الإسلاميون - 2010
3- هل أصبح الإخوان (طائفة) دينية ذات مطالب خاصة؟ - حسام تمام - جريدة الشروق - 2010
4- تسليط الأضواء على ما وقع فى الجهاد من أخطاء - مجموعة مؤلفين - مكتبة التراث الإسلامى 

الجمعة، يناير 30، 2015

إلى العقلاء : أوقفوا " دعشنة " الدولة والدعوة !


لا شك اْنَ العصا الاْمنية الفاشية والتى لم يسبق لها مثيل فى تاريخ مصر لهى نموذج حى لإرهاب الدولة من قتل وبطش واعتقال واغتصاب وتشفى فى الموت و الذى نتج عنه ردت فعل عنيفة فى الذكرى الرابعة للثورة الموؤدة
تمثلت فى استراتيجية رد الفعل المباشر وتصاعد عمليات التفجير والحرق والاستهداف المباشر لضباط الشرطة وحرق مقرات البريد والمرور والاتوبيسات العامة وغيرها
وما يتم الان رغم انه تنفيس قوى عن المظالم واتباع ما يعرف عنه فقهياََ "دفع الصائل " لارهاب النظام الفاشى والانتقام من جنود الطاغية

لكن الخطورة فى تحول هذه المجموعات العنكبوتية البدائية الى تنظيم مُسلح كامل العدة والعتاد له إطار عسكرى هَرمى يقُوده أمراء وجنود يضع اهداف مؤقتة وأهداف استراتيجية ومع عدم القدرة على السيطرة عليه لانه يتبع أسلوب ( حروب العصابات) و تشكل من هواه وهذا واضح من عملياتهم المتعددة والتى وصلت فى حركة واحدة فقط "حركة العقاب الثوري إلى (32) عملية فى إسبوع واحد فقط فى احدى عشر محافظة .! والتى اعلنت اليوم تجهيز ألف مقاتل منتشرين فى محافظات عدة ، ومنذ قليل تم الهجوم على معسكر للجيش فى سيناء نتج عنه ست وعشرون قتيلاً وتسع وستون مصاباً والحصيلة مرشحة للإزدياد حسب "سكاى نيوز عربية "

السيناريو الحالى رغم انه يفرغ شحنات الغضب والظلم مؤقتاً ويردع المجرمين لكن خطورته على الاْمد البعيد كبيرة ومؤلمة فبدايات جماعات التغيير المسلح حديثاً بدأت هكذا وشيئاً فشيئاً تدحرجت كرة الثلج بتأصيل ( فقه التترس - حتمية المواجهة - وجوب قتال الطائفة الممتنعة ) و تحولت لجماعات تكفير وعنف مخضرمة ، والركون إلى القاعدة السياسية المعروفة بالتحالف مع الشيطان من أجل إزاحة الخصم

فمن جرب حلاوة التغيير بالقوة لن يجد معه نفعاً بالعودة مرة أخرى للمسار الديمقراطى المتعدد بعد انهيار الانقلاب والقبول بقواعد اللعبة السلمية
ويبدو فى ذلك بوادر لافق عشرية سوداء أخرى



من اْجل ذلك
يا عقلاء الدولة الحل سياسى لا أمنى , ويا عقلاء الدعوة ما تم يوماً تغيير بفوة السلاح فعودوا إلى رشدكم واحموا وطنكم